يستعد مشرعون أمريكيون، اليوم الأحد، لخوض معركة بشأن كيفية التعامل مع تقرير طال انتظاره للمحقق الخاص روبرت مولر عن التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة عام 2016. وألقى التحقيق بظلاله على رئاسة دونالد ترامب منذ بدايتها وأثار تساؤلات عن تواطؤ محتمل بين حملة الرئيس الجمهوري وموسكو.
وينتظر أعضاء الكونجرس ووسائل الإعلام وترامب نفسه أن يصدر وزير العدل وليام بار ملخصا لتقرير مولر بعد تحقيق دام 22 شهرا في صلة روسيا بالاقتراع.
وترامب، الذي ندد بالتحقيق ووصفه بأنه ”حملة اضطهاد“ ومضيعة للوقت، موجود بمنتجعه في بالم بيتش بولاية فلوريدا منذ يوم السبت لكنه التزم الصمت بشأن انتهاء تحقيق مولر يوم الجمعة.
وقضى بار تسع ساعات يوم السبت في دراسة التقرير. وكان هو ورود روزنشتاين، نائب وزير العدل الذي عين مولر، في مقر وزارة العدل مجددا يوم الأحد.
وقال إنه يأمل في تسليم ملخص ”لنتائجه الأساسية“ بنهاية العطلة الأسبوعية في الولايات المتحدة وهي يوم الأحد. وقال المتحدث هوجان جيدلي صباح الأحد إن البيت الأبيض لم يتلق التقرير أو يطلع عليه.
وأيا كانت نتائج التقرير، فقد تعهد الديمقراطيون بمواصلة التحقيقات بشأن مجموعة واسعة من القضايا تخص ترامب، من تعاملاته التجارية إلى أموال دفعها لنساء للتكتم على علاقته معهن.
ودعوا إلى إصدار التقرير بالكامل وكذلك إلى الكشف عن الوثائق التي تدعم نتائجه وتعهدوا باللجوء للقضاء للحصول على أي معلومات لا يحصلون عليها. ويريد كثير من الجمهوريين كذلك صدور التقرير ويقولون إنه سيثبت صحة موقف ترامب. وحذر البعض من أن أجزاء منه يتعين أن تظل قيد السرية.
ويحمل التقرير فيما يبدو أنباء سارة لترامب والمقربين منه إذ لم يوجه مولر أي اتهامات إضافية عندما سلم التقرير لبار يوم الجمعة.
ويشير ذلك إلى احتمال عدم توجيه اتهامات جنائية أخرى لمقربين من ترامب في القضية المتعلقة بما إذا كان أفراد من حملته قد تآمروا مع روسيا لمساعدته على التغلب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويختلف المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون بشأن ما إذا كان عدم توجيه اتهامات جنائية يعني عدم وجود تعاون بين حملة ترامب وموسكو.
وأظهرت وثائق مولر بالفعل أن عددا من كبار معاوني ترامب اتصل بالروس خلال الحملة وبعد الانتخابات وأن بعضهم كذب بشأن ذلك.
وقال الديمقراطي جيرولد نادلر رئيس لجنة الشؤون القضائية بمجلس النواب لشبكة (سي.إن.إن) ”نعرف أنه كان هناك تواطؤ. فلماذا لا توجد أي اتهامات.. نحن لا نعرف“.
وقال السناتور الجمهوري تيد كروز عضو اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ إن مثل هذه التعليقات تكشف عزم الديمقراطيين ”ملاحقة“ ترامب.
وأضاف للشبكة ”ما نقوله بالأساس إنهم سيسعون لمساءلة الرئيس لكونه دونالد ترامب“.
ورفض زعماء الديمقراطيين في الكونجرس الحديث عن المساءلة باعتبارها أمرا سابقا لأوانه.
بيد أن الديمقراطي آدم شيف رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب قال لشبكة (إيه.بي.سي) إن لدى لجنته التزاما خاصا بتحديد ما إذا كان ترامب ضالعا في أي عمل مثير للريبة ”بأي حال وما إذا كان ذلك جنائيا أم لا“.
ونفى ترامب التواطؤ مع موسكو أو عرقلة سير العدالة. كما نفت روسيا تدخلها في الانتخابات.
ولم يتضح على الفور أيضا ما تضمنه تقرير مولر بشأن جزء آخر من التحقيق يتعلق بما إذا كان ترامب قد عرقل العدالة في التحقيق الخاص بالتدخل الروسي من خلال ممارسات مثل إقالة مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي في 2017.
واتهم مولر 34 شخصا وثلاث شركات خلال سير التحقيق، وقد صدرت أحكام بالسجن على بعض مساعدي ترامب السابقين.
وكان مايكل كوهين محامي ترامب الخاص السابق الذي أدين بالفعل قد زج باسم الرئيس خلال إقراره بالذنب في تهم مخالفات مالية وذلك في قضية منفصلة قدمها مدعون اتحاديون في نيويورك.
المصدر: رويترز