«إنها معجزة ترامب».. هكذا تباهى رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو كما تقول صحيفة الخليج الاماراتية في افتتاحيتها بالموقف الأمريكي الجديد الذي اتخذه دونالد ترامب، عندما أكد أن الوقت قد حان لدعم السيادة «الإسرائيلية» على الجولان السوري المحتل، وسط توقعات بأن تقدم الإدارة الأمريكية على اعترافها الرسمي بهذه «السيادة» خلال زيارة نتنياهو، إلى واشنطن الأسبوع المقبل، والتي تسبق انتخابات «الكنيست» التي ستجرى في التاسع من شهر إبريل/ نيسان المقبل.
وتقول الصحيفة إن موقف ترامب الجديد استبقته الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي الأخير لحقوق الإنسان، الذي أسقط صفة احتلال «إسرائيل» لمرتفعات الجولان السورية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، واستعاضت عنها بعبارة «التي تسيطر عليها «إسرائيل»»، فيما يعد الإعلان الأخير لترامب استكمالاً لعدد من الهدايا التي قدمها لنتنياهو منذ وصوله إلى البيت الأبيض في انتخابات عام 2016، فبعد سلسلة من الخطوات والقرارات التي اتخذها في الفترة الأخيرة، خاصة في ما يتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ووقف الدعم لوكالة تشغيل وغوث اللاجئين «الأونروا»، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وغيرها من القرارات، جاء الإعلان الجديد ليدق المسمار الأخير في نعش التسوية السياسية في الشرق الأوسط، التي تتعمد الإدارة الأمريكية الحالية حرفها عن مسارها.
وتشير الصحيفة إلى قول ترامب إن لهضبة الجولان أهمية استراتيجية وأمنية حيوية ل«إسرائيل»، والاستقرار الإقليمي، وهو بذلك يعني أن أمن «إسرائيل» أولوية بالنسبة إلى إدارته، كما كانت على الدوام أولوية للإدارات الأمريكية السابقة، لكن ترامب أكثر الرؤساء إخلاصاً لدولة الاحتلال، وأكثرهم مخالفة للقرارات الدولية، خاصة أن الأمم المتحدة لا تعترف بالسيادة «الإسرائيلية» على الجولان السوري، تماماً كما لا تعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، غير أن ترامب، وفي فترة زمنية وجيزة، تجاوز كل القرارات الأممية بشأن الصراع العربي «الإسرائيلي».
وتؤكد الصحيفة أن إعلان ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة «إسرائيل» على الجولان، بعد 52 عاماً من احتلال الجولان في حرب 1967، و38 عاماً على إقدام حكومة مناحيم بيجن على ضم الهضبة بقانون، دليل إضافي على الانحياز الأمريكي لدولة الاحتلال، وتشريع كل ما قامت به من مخالفات لقرارات مجلس الأمن الدولي، والتبريرات التي تسوقها «إسرائيل» للموقف الأمريكي من أن الاعتراف بسيادتها على الجولان «سيعزز أمن «إسرائيل» ووضعها في المنطقة» تبريرات واهية، فهي في الحقيقة تساعد في إشعال المنطقة بشكل أكبر، وتمنح التطرف مساحة أكبر للانتشار والتوسع.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن في المحصلة الأخيرة، فإن مواقف ترامب الجديدة تعكس رغبة أمريكية في خلط أوراق الصراع في الشرق الأوسط. والتفاهمات القديمة التي عمل الرؤساء الأمريكيون السابقون على التعاطي معها حيال أزمات المنطقة، تم رميها في سلة المهملات. ففي عهد ترامب فإن ما يقرر هو القوة وليست المفاوضات، وهو الهدف الذي يسعى إليه نتنياهو في معركته ضد خصومه الداخليين والخارجيين، بيد أن ذلك من شأنه أن يغير معادلة الصراع بأكملها. –