تخوض “قوات سورية الديموقراطية” اشتباكات ضد تنظيم “داعش” في شرق سورية، غداة شنّه ثلاث هجمات انتحارية استهدفت تجمعات للخارجين من آخر جيب له داخل بلدة الباجوز.
وتحاول هذه الفصائل الكردية والعربية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن التي تحاصر التنظيم منذ شهر في بقعة محدودة في الباغوز، كسر دفاعات مقاتليه الذين على رغم القصف والغارات ما زالوا يشنّون هجمات انتحارية ويتثبتون بالقتال حتى الرمق الأخير. وقال الناطق باسم حملة “قسد” في دير الزور عدنان عفرين اليوم السبت : “اندلعت اشتباكات أمس الجمعة وما زالت مستمرة حتى الآن”.
وفي الأيام الأخيرة، تراجعت حدة المعارك والضربات الجوية تدريجياً وباتت متقطعة بعد أن كانت عنيفة ومكثفة في بداية الأسبوع. وأكد عفرين أن “في أحد المحاور، تراجعت وتيرة الاشتباكات قليلاً لتسهيل الخروج المحتمل للمستسلمين من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم”.
وتستهدف “قسد” وطائرات التحالف مواقع التنظيم ليلاً فيما تخفف وتيرة قصفها خلال ساعات النهار. ويهدف هذا التكتيك إلى “تخويف” مقاتلي التنظيم من أجل تسليم أنفسهم ودفع المدنيين للخروج، بحسب “قسد”.
وأشار عفرين إلى عدم وجود أي “مؤشرات للاستسلام” اليوم السبت، موضحاً أن “في حال وجود أشخاص يريدون الاستسلام سيتوقف مرة أخرى العمل العسكري”.
وشنّ تنظيم “داعش” أمس الجمعة 3 هجمات انتحارية متزامنة استهدفت تجمعات للخارجين من الباغوز، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص منهم على الأقل وإصابة ثلاثة من مقاتلي “قسد”.
وهذه المرة الأولى الذي يستهدف فيها التنظيم تجمعات للخارجين من جيبه المحاصر بعدما كان شنّ الأربعاء هجومين مضادين تخللهما 8 هجمات انتحارية ضد مواقع “قسد”. وغالباً ما يعتمد التنظيم على الهجمات الانتحارية والمفخخات لاعاقة تقدم خصومه وايقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية في كل مرة يحاصر فيها داخل معاقله.
وأعلنت “قسد” في بيان اليوم السبت مقتل 32 مقاتلاً من التنظيم المتطرف خلال الـ24 ساعة الماضية بينهم “4 أمراء” من دون أن تحدد مسؤولياتهم، وذلك جراء معارك و”غارات مركزة” نفّذها طيران التحالف على مواقع وتحصينات التنظيم. وقال التحالف الدولي في وقت متأخر أمس الجمعة في تغريدة: “داعش أثبت استهتاراً بالأرواح البشرية ولا يزال يشكل تهديداً عالمياً”. وأضاف “نقف إلى جانب شركائنا في قوات سوريا الديموقراطية التي تحارب من أجل تحرير آخر بقعة تحت سيطرة داعش”.
ولا تملك “قسد” تصوراً واضحاً لعدد مقاتلي التنظيم المتبقين في الباغوز بعدما فاقت أعداد الذين خرجوا مؤخراً كل التوقعات، إلا أنها أكدت مراراً أن عدداً كبيراً منهم انتحاريون. ولا يعني حسم المعركة في منطقة دير الزور انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.
المصدر: أ ف ب