ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي “بريكست” بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، تعثرت ودخلت في حالة جمود عقب محادثات الجانبين في بروكسل الليلة الماضية، والتي وصفها النائب العام البريطاني جيفري كوكس بالـ”قوية”.
وأقر كوكس، قبل مغادرته بروكسل ضمن الوفد البريطاني اليوم الأربعاء، بأن الجانبين تبادلا وجهات نظر قوية، خلال ثلاث ساعات من المناقشات ليل الثلاثاء، حسبما أوردت الصحيفة في تقرير لها على موقعها الإلكتروني.
وقال كوكس -الذي رافق وزير شؤون “بريكست” البريطاني ستيفان باركلي في المفاوضات في بروكسل- إن المناقشات كانت حساسة للغاية وإن الجانب البريطاني طرح بعض المقترحات المعقولة، ونناقش تفاصيلها حاليا، مضيفًا “الجانبان تبادلا آراء قوية وحاليا نواجه المحادثات الحقيقية. ستستأنف المحادثات قريبا”.
من جانبه، قدم كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن “بريكست” ميشيل بارنييه، تقريره لأعضاء المفوضية الأوروبية اليوم؛ حيث صرح متحدث باسم المفوضية الأوروبية بأن بارنييه أبلغ المفوضية بأن المحادثات كانت صعبة بالرغم من إجرائها في أجواء بناءة، وأنه لم يتم التوصل إلى أي حل يتماشى مع اتفاقية الانسحاب والتي تتضمن البروتوكول المتعلق بأيرلندا الشمالية، مكررا التأكيد على أنه لن يعاد فتحه للنقاش.
ويسعى الجانبان إلى التوصل إلى مجموعة من الضمانات الملزمة قانونيا بشأن الطبيعة المؤقتة لبند “شبكة الأمان” الخاص بالحدود الأيرلندية حتى يمكن لاتفاقية التي أعدتها رئيسة الوزراء تريزا ماي، كسب تأييد نواب العموم عندما تعود إلى المجلس للتصويت عليها مجددا الثلاثاء القادم.
وركزت المفاوضات الأخيرة على تحويل مجموعة من التعهدات التي قطعها جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى التزامات قانونية، ومنها التأكيد على عزم الاتحاد الأوروبي الثابت على إيجاد بديل لبند شبكة الأمان قبل نهاية عام 2020 لتجنب تفعيله.
لكن الاتحاد الأوروبي بدوره يرغب في تجنب أي إضافات قانونية على اتفاق “بريكست” يكون من شأنها تقويض شروط شبكة الأمان التي ستبقي المملكة المتحدة في اتحاد جمركي وأيرلندا الشمالية في سوق موحدة في حال عد التوصل إلى بديل لتجنب حدود صارمة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا.
ونقلت الصحيفة عن أحد مسؤولي الاتحاد الأوروبي قوله إنه من غير المرجح أن يتم التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع، كما أشارت مصادر إلى أن باركلي وكوكس سيعودان إلى بروكسل يوم الجمعة وأن أي نص نهائي للاتفاقية لن يتم التوقيع عليه حتى الاثنين القادم خلال زيارة ماي المحتملة إلى بروكسل عشية تصويت العموم.
المصدر : أ ش أ