رأت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن استقالة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في هذا التوقيت الحرج الذي تمر به بلاده حاليا والتي تعاني من تجديد العقوبات الأمريكية عليها، من شأنه أن يقلب سياستها الخارجية رأسا على عقب.
وأشارت الصحيفة، في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني، إلى أن ظريف كان معروفا ببراعته في التفاوض مع القوى العالمية بشأن البرنامج النووي لإيران، موضحة أنه لم يتم حتى الآن الكشف عن سبب استقالة ظريف وليس من الواضح ما إذا كان كبار المسئولين الإيرانيين سيقبلون بالاستقالة أم لا، فيما انتشرت على الفور تقارير متضاربة بشأن ما إذا كان الرئيس حسن روحاني قد رفض تلك الاستقالة بالفعل.
بدوره، قال تريتا بارسي، رئيس المجلس القومي الإيراني الأمريكي في واشنطن إن “ظريف قدم استقالته بالفعل، لكن هذا لا يعني أن هذه هي نهاية القصة…وسيكون من الممتع جداً رؤية ردود أفعال الشعب الإيراني على هذا القرار”.
تجدر الإشارة، حسبما نقلت الصحيفة، إلى أن روحاني وظريف كانا قد تعرضا خلال الفترة الماضية لوابل من الانتقادات من جانب خصوم محليين عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015، بعد أن تخلت عنه إدارة الرئيس دونالد ترامب في العام الماضي. وكان الاتفاق يقضي بكبح جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران.
وكان روحاني، المعتدل والبراجماتي نسبيا، قد دافع عن الاتفاق باعتباره الإنجاز الذي حققته إدارته.وكان ظريف، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، واجهة للاتفاق حتى أنه أصبح معروفاً بلقب “الدبلوماسي المبتسم”.
وقال مايكل سينج، المدير الإداري لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن استقالة ظريف ليست مفاجئة لأن السياسات التي ناصرها قد فقدت شعبيتها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسمياً باسم خطة العمل المشتركة الشاملة.
وأضاف سينج، حسبما نقلت واشنطن بوست، أن “المرشد الأعلى علي خامنئي كان ينتقد بشدة خطة العمل المشتركة والتواصل مع الغرب بشكل عام بعد الانسحاب الأمريكي” وأن “ظريف كان الوجه الدعائي لخطة العمل المشتركة والتواصل مع الغرب”.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط (أ ش أ)