ذكرت صحيفة “الفاينانشال تايمز” البريطانية اليوم الاثنين، أن قوات الأمن الهندية تدرس خيارات الرد العسكرى على تفجير انتحارى بسيارة ملغومة أسفر عن مقتل 44 من ضباط الشرطة فى إقليم كشمير المضطرب (المتنازع عليه بين الهند وباكستان )، لتتصاعد التوترات بين الجارين المسلحين نوويا.
وسلطت الصحيفة- فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى- الضوء على سلسلة من الخطب العامة لرئيس الوزراء الهندى نارندرا مودى أثناء افتتاح مشروع أشغال عامة جديد قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، حيث أعرب عن غضبه من هجوم الأسبوع الماضى وتعهد “بالانتقام”، قائلا: ” جيش الهند قد أعطى حرية فى اتخاذ قرار بشأن الرد المناسب.”
وقالت الصحيفة ” أن قوات الأمن الهندية تدرس ردود فعل محتملة من بينها تجميد المهمات التى تتضمن استخدام طائرات سلاح الجو لإطلاق الصواريخ على الأراضى التى تسيطر عليها باكستان عبر خط السيطرة الذى يقسم كشمير ذات الأغلبية المسلمة بين البلدين”.
ويحذر المحللون- حسب الصحيفة- من أن مثل هذه التحركات غير المسبوقة تخاطر بتصعيد خطير، حيث أن كل الدلائل تشير إلى أنهم يدرسون نوعا من الهجمات من خلال خط السيطرة إلى أهداف باكستانية، ويكمن الخطر فى أن يخطئ مودى إلى أى مدى يمكن أن يذهب دون إثارة رد باكستان كبير، كما قالوا أن مودى سيشعر بأنه مضطر للرد عسكريا لتعزيز سمعته كرجل قوى قاس على الإرهاب قبل الانتخابات المقبلة.
وعلى الجانب الباكستانى، قالت الصحيفة ” أن القوات الباكستانية تشهد حالة تأهب مشددة على طول الحدود الفعلية حتى فى الوقت الذى قال فيه مسؤول كبير فى وزارة الخارجية الباكستانية أن الدبلوماسيين يضغطون على الدول الغربية ” لمنع الهند من شن هجوم عسكري”، كما أشارت إلى أن مستشار الأمن القومى الهندى أجيت دوفال أجرى محادثة هاتفية مع جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى حيث أكد الأخير أن “باكستان يجب أن تتخذ إجراءات صارمة ضد الإرهابيين الذين يعملون انطلاقا من أراضيها”.
وقالت نيودلهى أن بولتون ” أيد حق الهند فى الدفاع عن النفس ضد الإرهاب عبر الحدود”، مما يوحى بقبول ضمنى لرد عسكرى محتمل.
ومنذ هجوم الأسبوع الماضى، جردت الهند باكستان من وضع “الدولة الأكثر رعاية”، لذا ستواجه صادرات باكستان المحدودة إلى الهند الآن رسوم استيراد جديدة تبلغ 200 فى المائة، كما شنت حملة دبلوماسية لعزل جارتها.
وكان انتحارى قد صدم حافلة تقل عناصر من الشرطة الهندية يوم الخميس الماضى بسيارة ملغومة فى الشطر الذى تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، مما أسفر عن مقتل 44 منهم، فى هجوم هو الأسوأ منذ عقود على قوات الأمن فى الإقليم المتنازع عليه، مما أثار التوتر مع باكستان.
من جانبها أعلنت جماعة جيش محمد المتشددة- ومقرها باكستان- المسؤولية عن الهجوم.