يبدأ ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان زيارة رسمية إلى إسلام آباد، لإجراء مباحثات مع الرئيس الباكستاني عارف علوي، ورئيس الوزراء عمران خان، ورئيس أركان الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، تتركز حول العلاقات الثنائية؛ كما تشهد إبرام عدد من الاتفاقات بين البلدين في قطاعات مختلفة.
وألقت زيارة ولي العهد بظلالها على شوارع العاصمة الباكستانية إسلام آباد، التي ازدانت بالأعلام السعودية وصور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده، إضافة إلى نشر لافتات ترحيبية.
ووفقاً لمصادر؛ فإن استقبال الأمير محمد بن سلمان، سيكون تاريخياً، إذ سيكون في مقدم مستقبليه رئيس الوزراء عمران خان، والوزراء وكِبار المسؤولين في باكستان، فيما استعدت الحكومة للاستقبال جواً بطائرات حربية (رعد اف جي 17)، فور دخوله الأجواء الباكستانية، إلى جانب إطلاق أكثر من 3500 حمامة وبالونات بألوان عَلم السعودية في الأجواء، وإطلاق 21 طلقة ترحيبية.
الاستعدادات الباكستانية للاستقبال طاولت القنوات التلفزيونية، التي بدأت في بث الأغاني الوطنية السعودية، في ترجمة للعلاقات السعودية – الباكستانية التاريخية والوثيقة منذ أربعينات القرن الميلادي الماضي.
إلى ذلك، اعلنت السفارة السعودية في اسلام اباد في بيان لها حصلت «الحياة» على نسخة منه عن خفض رسوم تأشيرة الزيارة للباكستانيين للمرة الواحدة الى ٣٣٨ بدلا من ألفي ريال. في حين تم تخفيض رسوم الحصول على تأشيرة متعددة للباكستانيين لزيارة المملكة الى ٦٧٥ ريالا بدلا من ثلاثة آلاف ريال.
وبدأ العمل بالرسوم الجديدة منذ اول امس (الجمعة) الموافق 15 (فبراير) الحالي.
ووصف السفير السعودي في باكستان نواف المالكي، العلاقات الثنائية بين المملكة وباكستان بـ «الأخوية»، لافتاً إلى أنها تضرب جذورها في عمق التاريخ، متوقعاً أن تزاد قوة ومتانة مع مرور الوقت، لافتاً إلى توقيع تسع اتفاقات بين البلدين تقدر قيمتها بـ32 بليون دولار.
وقال المالكي لـ «الحياة»: «الحكومة الباكستانية أنهت من الترتيبات اللازمة لاستقبال ولي العهد في أولى محطات جولته شرق الآسيوية، إذ سيحظى ولي العهد باستقبال على غرار استقبال رئيس دولة من ناحية البروتوكولات، وسيحظى باهتمام كبير من الحكومة والشعب الباكستاني».
وأكد دعم السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لباكستان والوقوف معها لتكون دولة ناجحة ومستقرة، لافتاً إلى أن زيارة ولي العهد لباكستان ستشهد إبرام عدد من الاتفاقات في مجالات عدة، إذ سيتم توقيع إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين، برئاسة الأمير محمد بن سلمان عن الجانب السعودي، ورئيس مجلس الوزراء عمران خان عن الجانب الباكستاني، وسيعقد المجلس اجتماعات سنوية على مستوى القادة.
واعتبر الزيارة «تاريخية»، لاسيما أنها ستشهد توقيع اتفاقات اقتصادية تقدر قيمتها بـ32 بليون دولار، منها إنشاء مصفاة لتكرار النفط في ميناء قوادر الباكستاني بقيمة 15 بليوناً، إضافة إلى استثمار شركة «معادن» السعودية في باكستان، وتقدر حجم استثماراتها بستة بلايين، فيما سيتم الإعلان عن استثمارات سعودية في مجال الطاقة المتجددة تقدر بأربعة بلايين دولار.
وأشار السفير إلى أن من ضمن الاتفاقات الاقتصادية منح باكستان أسعار تفضيلية للنفط بتسعة بلايين دولار على مدار ثلاث سنوات، وبواقع ثلاثة بلايين سنوياً، إضافة إلى وديعة بثلاثة بلايين في البنك المركزي الباكستاني.
من جانبه، وصف المحلل السياسي الدكتور أحمد الأنصاري العلاقات السعودية – الباكستانية بـ «التاريخية والوثيقة والودية للغاية»، وقال لـ «الحياة»: «تعتبر هذه العلاقات رائدة وقوية جداً، ويعود تاريخها إلى ما قبل استقلال باكستان في الأربعينات من القرن الماضي، إذ دعمت السعودية الجهود الباكستانية في تلك الحقبة لنيل الاستقلال، ودعمت جهودها كذلك في الحصول على عضوية الأمم المتحدة، واعترفت باستقلال باكستان، واستمرت تلك العلاقة بين الدولتين الشقيقتين على مر العقود».