اختيار أسوان عاصمة للشباب الأفريقى ٢٠١٩ ، الذى أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى فى ختام فعاليات النسخة الثانية من منتدى “شباب العالم ” ، الذى عقد فى شرم الشيخ العام الماضى ، يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالقارة الإفريقية فى كافة المجالات ، والذى تعاظم مع قرب تولى مصر لرئاسة الإتحاد الإفريقى .
ومن المتوقع أن يحتل موضوع “تمكين الشباب” ، أولوية على أجندة الرئاسة المصرية للاتحاد فى ضوء امتلاك مصر تجربة ثرية فى هذا الصدد ، حيث عقدت أكثر من منتدى للشباب تكلل بالنجاح ، و حضره عدد كبير من الشباب الأفارقة ، وكذلك الاهتمام بالشباب كأحد البنود الرئيسية فى أجندة 2063 ، لتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل.
وأحد خطوات تطبيق أجندة 2063 والتى سوف تركز عليها مصر أثناء فترة رئاستها للاتحاد هى الاهتمام بما تحدث عنه الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب السادس، الذى عقد بجامعة القاهرة، حيث شدد على تطوير البحث العلمى وتثقيف الشباب، وتعزيز الوعى الثقافى المشترك بين الشباب المصرى والأفريقى والعمل على دمجهم ، وهو ما أكد عليه الرئيس مرة أخرى عندما أعلن أسوان عاصمة للشباب الأفريقى.
الاهتمام بالشباب باعتباره ركيزة أساسية ، ونقطة انطلاق نحو المستقبل ، ليس على المستوى الوطنى فقط بل فى أفريقيا بصفة عامة ، رؤية تتبناها مصر منذ تولى الرئيس السيسى الرئاسة ، ونظرا لاهتمامه الواضح بقضايا القارة السمراء التى يشكل الشباب فيها أكثر من ٤٠ فى المائة ، فقد حرص على دمج الشباب المصرى بالأفريقى ، ودعم وعيهم الثقافى فى أكثر من مؤتمر للشباب، وكان آخرها النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم الذى شارك فيه أكثر من ٥٠٠٠ شاب بينهم أعداد كبيرة من الشباب الأفارقة، حيث أعلن الرئيس فى التوصيات الختامية للمنتدى أن محافظة أسوان هى عاصمة الشباب الأفريقى والعربى للعام الحالي.
وتجرى حاليا الاستعدادات فى محافظة أسوان على قدم وساق لاستضافة ” ملتقى الشباب العربى والأفريقي” ، خلال الشهور القادمة ، وتتضمن الاستعدادات البدء فى إنشاء المدينة الرياضية الإفريقية بمدينة أسوان الجديدة ٠٠٠استعدادات تتوج جهود الدولة التى بدأت منذ عام ٢٠١٧ لتحويل أسوان لعاصمة الاقتصاد والثقافة الإفريقية باعتبارها البوابة الجنوبية إلى أفريقيا ، حيث تم إنشاء ميناء “أرقين” العام الماضى لزيادة حركة التجارة مع دول حوض النيل وتنمية جنوب مصر ومنطقة توشكى .
وميناء “أرقين” الذي يبعد مسافة ٩٠٠ كيلو متر شمال العاصمة السودانية الخرطوم على الضفة الغربية لنهر النيل عند بحيرة النوبة ، يعد نقطة الانطلاق الأولى لمحور “الاسكندرية /كيب تاون ” ، والذى من شأنه أن يربط أكبر تكتل إفريقى من البحر المتوسط إلى المحيط الهادى ، ويخدم حركة التجارة لأكثر من ١٥ دولة إفريقية تقع على الطريق التجارى البرى ، وهو مقام على مساحة ١٣٠ ألف متر مربع ويتسع لـ ٧٥٠٠ مسافر يوميا ، وقد قررت وزارة النقل إنشاء مجزر ومنطقة للحجر الصحى هناك للحيوانات الحية الواردة من إفريقيا على مساحة ١٥ فدانا .
” أسوان عاصمة للشباب الأفريقي “، يعد ميلادًا جديدًا للمحافظة وعودة لدورها الثقافى والحضارى والسياحى مرة أخرى ، خاصة ، وأن استضافتها لملتقى الشباب الأفريقى والعربى سيساهم فى إحداث ترويج سياحى للمحافظة باعتبارها من المقاصد السياحية العالمية نظرا لما تملكه من من مقومات أثرية وسياحية فريدة ، إلى جانب الثروات الطبيعية وموقعها المتميز ، وسوف يبحث المنتدى أبرز التحديات والقضايا التى تواجه أبناء هذه الفئة العمرية ، وسبل الاستفادة من قدرات الشباب الهائلة فى تنمية مجتمعاتهم المحلية .٠
المصدر: أ ش أ