أكد النائب فيليب فوليو رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بالجمعية الوطنية “البرلمان الفرنسي” أن مصر تخوض مع فرنسا معركة تحقيق التنمية والأمن لاسيما بمنطقة البحر المتوسط، موضحا أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المرتقبة للقاهرة الأحد المقبل تأتي انطلاقا من حرص بلاده على التواصل وتعزيز التعاون مع مصر في العديد من المجالات وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
ولفت فيليب فوليو إلى أن “مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية”، التي يترأسها تؤكد دائما، أمام البرلمان الفرنسي، أن مصر دولة استراتيجية بالنظر إلى موقعها الجغرافي والجيوسياسي حيث تقع في ثلاثة عوالم وهي العالم الأفريقي والاورومتوسطي والعربي-الإسلامي ولذلك تحرص فرنسا على العمل على تقوية واستمرار العلاقات مع دولة كبرى ورائدة مثل مصر صاحبة أكبر الحضارات، مرحبا بالمستوى الذي ارتقت إليه العلاقات الثنائية وبما تتسم به من خصوصية.
وقال فوليو إنهم بالبرلمان الفرنسي يصفون مصر “بالشريك الاستراتيجي” ويرون أن السلام في هذه المنطقة من العالم لن يتحقق إن لم تكن مصر تنعم بأمان وباستقرار اقتصادي، مشيدا بالجهود الكبيرة التي بذلت لتطوير العلاقات في مجال الدفاع والأمن وأن الجيش المصري يقتني الكثير من التسليح الفرنسي.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أشاد المسئول الفرنسي بمستوى التعاون الاقتصادي القوي الحالي، معربا، في الوقت ذاته، عن أمله في الارتقاء به إلى مستوى يليق بالعلاقات المميزة الفرنسية-المصرية، لافتا إلى أن “فرنسا وأوروبا لديهما اهتماما ومصلحة أن تكون مصر قطب الاستقرار والازدهار بمنطقة الشرق الأوسط”.
وعن عودة السياح الفرنسيين لمصر، أكد النائب الفرنسي أن بلاده تتابع بارتياح عودة السياح الفرنسيين إلى مصر، وأن على بلاده دفع حركة السياحة الفرنسية نظرا لأهمية هذا المجال “لمصر الصديقة”.
وتابع قائلا إن فرنسا ستساعد “شريكها الاستراتيجي مصر” عبر تشجيع السياح الفرنسيين على الذهاب إلى مصر ليس فقط في الجنوب “الأقصر وأسوان” لولعهم بالحضارة الفرعونية بل كذلك إلى القاهرة والبحر الأحمر والإسكندرية، لافتا إلى أنه مثلما تعتبر مصر عودة معدلات السياح الفرنسية لسابق عهدها أمرا استراتيجيا فإن فرنسا تعتبر استمرار علاقتها الاقتصادية مع مصر بالأمر الاستراتيجي أيضا.
وعما تنتظره فرنسا من رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ، قال إن فرنسا تتطلع أن تلعب مصر دورا “محركا” في أفريقيا وأنه بالنظر لدور مصر المعروف في القارة السمراء وبجانب دور فرنسا “المحرك” أيضا داخل الاتحاد الأوروبي فمن الطبيعي أن تعمل البلدان على تعميق العلاقات الأوروبية-الأفريقية، متوقعا أن تكون فرنسا “القوية أوروبيا” ومصر “القوية أفريقيا” حلقة وصل بين القارتين، لاسيما وأن أفريقيا ستصبح أكثر قارات العالم ازدحاما بالسكان بحلول عام 2050 و لذا فهناك عدة تحديات هامة.
كما نوه فوليو إلى أن القاهرة وباريس تتشاركان الشواغل إزاء العديد القضايا والأزمات الإقليمية والدولية وكذلك إزاء كيفية محاربة الظلامية والتطرف والإرهاب، واصفا ما تقوم به مصر من تنمية وإعادة بناء في البلاد “بالأعمال الفرعونية”، ومشيرا في هذا الصدد إلى العمل الاستثنائي الذي أنجزته مصر وهو حفر قناة السويس الجديدة.
وعن مشاركة فرنسا لمصر الاحتفال بمرور ١٥٠ عاما على إنشاء قناة السويس، قال المسؤول البرلماني إن هذه المشاركة تعود بفضل التاريخ الكبير الذي يجمع البلدين وإلى ولع الفرنسيين بمصر وحضارتها، معترفا بأنه من داخل مبنى البرلمان الفرنسي حين ينظر إلى الجانب الأخر من نهر السين أي إلى ميدان “كونكورد” لمشاهدة المسلة المصرية فإنه يتذكر الروابط التاريخية الفريدة بين البلدين، معتبرا أن وجود معلم رائع من الأقصر في أحد أجمل ميادين فرنسا الواقع في نهاية جادة الشنزليزيه العالمية يدل على أن هناك روابط عميقة بين البلدين.
وعن العلاقات البرلمانية “المصرية الفرنسية”، قال إنه إذا كانت العلاقات المصرية الفرنسية متميزة على المستوى الحكومي فان هناك كذلك علاقات قوية تربط البرلمان الفرنسي بالمصري، كاشفا عن أن الجمعة الوطنية قد قررت دعوة وفد من البرلمان المصري في مايو أو يونيو المقبل في إطار تبادل الزيارات بين البلدين حيث كان قد ترأس وفدا برلمانيا عام 2016 بالقاهرة.
وأعرب عن سعادته باستقبال وفدا يضم نواب مصريين للتباحث والتشاور حول العمل البرلماني والعلاقات الثنائية، مشددا على أهمية التواصل بين البلدين ليس فقط على مستوى الرئاسة بل كذلك على مستوى البرلمان.
وعن العام الثقافي “مصر-فرنسا 2019″، شدد رئيس مجموعة “الصداقة الفرنسية المصرية بالبرلمان” على أهمية إطلاق هذا العام الثقافي، معتبرا أن افضل الطرق لمحاربة الظلامية والإرهاب هو تعزيز التبادل في مجالات الثقافة، و كذلك السينما المصرية واصفا إياها بالمبدعة والديناميكية.
ولفت إلى أن بلاده تنتظر افتتاح مصر للمتحف الكبير بالقاهرة والذي سيمثل عنصرا أساسيا هاما سيساهم في مزيد من التنمية السياحية والثقافية بين البلدين، وإلى أهمية إبراز أن فرنسا ليست باريس فقط وان مصر ليست القاهرة فقط أيضا.
كان النائب فيليب فوليو رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية بالجمعية الوطنية ذكر-في مستهل حواره مع وكالة أنباء الشرق الاوسط- بالتذكير بان الرئيس السابق فرانسوا اولاند قد قام بزيارتين إلى مصر، الأولى عام 2015 كضيف شرف في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة والثانية زيارة دولة عام 2016.
كما ذكر بأنه في عام 2014 كان أول مسئول رسمي فرنسي على رأس وفد لبلاده يلتقي الرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة وأنه منذ ذلك الوقت قد عمل البلدان على تطوير ودفع العلاقات إلى أعلى مستوى.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )