يشق علماء للآثار طريقا بالمعاول في جرف صخري مرتفع مطل على البحر الميت على أمل تكرار أحد أهم الاكتشافات خلال المئة عام الماضية – العثور على مخطوطات البحر الميت.
والمخطوطات هي مجموعة من النصوص المكتوبة بخط اليد بعضها يرجع لأكثر من ألفي عام وعثر عليها بدو محليون لأول مرة عام 1947 في منطقة وادي قمران التي تبعد نحو 20 كيلومترا شرقي القدس.
تقدم المخطوطات نظرة متعمقة للمجتمع اليهودي والديانة اليهودية قبل عصر المسيح وبعده. وأطلق الاكتشاف شرارة عمليات تنقيب استمرت عشرة أعوام قبل أن تتوقف.
لكن الاكتشافات الحديثة جددت الحماس والإثارة ليشرع علماء الآثار بعدها في التنقيب في أماكن أعلى وأعمق من التي كانوا ينقبون فيها من قبل. وما زالت مئات الكهوف لم تستكشف بعد ويسابق علماء الآثار اللصوص للعثور عليها.
وقال أورين جاتفيلد عالم الآثار بالجامعة العبرية في القدس ”في السنوات القليلة الماضية لاحظنا وصول أجزاء جديدة من المخطوطات والرقائق إلى السوق السوداء“.
وأضاف وهو جالس في مدخل كهف بجرف معروف لفريقه باسم (52 بي) ”دفعنا ذلك للعودة للكهوف“.
وفي 2017 اكتشف فريقه بقايا جرار تخزين في كهف لم يستكشف من قبل في وادي قمران لكن الفريق، لم يعثر على أي مخطوطات ربما كانت مخزنة فيها.
ويقع (52 بي) على ارتفاع نحو 200 متر فوق سطح البحر الميت، وهو أعلى من المكان الذي عُثر فيه على المخطوطات في خمسينيات القرن الماضي وهو ما يجعله -أو لا يجعله- مكانا مثاليا للإخفاء.
وقرب الجزء الخلفي من الكهف يوجد جحر ضيق مليء بأحجار صخرية صغيرة خلفتها الرياح والفيضانات على مدى قرون والتي إن أزيلت يمكن أن يمتد الجحر لنحو عشرة أمتار. ويقوم متطوعون بغربلة هذه الأحجار التي يستخرجونها في دلاء.
وقال راندل برايس الاستاذ بجامعة ليبرتي وهي جامعة مسيحية في الولايات المتحدة ساعدت في تمويل عملية التنقيب ”كان الناس يعتقدون بأنه لم يتبق شيء يمكن العثور عليه… فقط لم يكن هناك حافز للقيام بذلك“
وأضاف أن المنطقة (52 بي) لم تظهر في مسوح سابقة وقد تكشف عن أسرار ثمينة.
- كنوز مفقودة
يتوقف إيتان كلين المسؤول بهيئة الآثار الإسرائيلية أمام باعة في الشوارع الضيقة في سوق المدينة القديمة بالقدس ليتأكد من أن بضائعهم مسجلة رسميا ولا يجري تداولها في السوق السوداء.
وكلين هو نائب مدير وحدة مكافحة السرقة بالهيئة والتي استعادت في أواخر 2016 جزءا من نص على ورقة بردي عليه كلمة ”القدس“ ويرجع تاريخه إلى القرن السابع قبل الميلاد كان لصوص آثار قد نهبوه من أحد الكهوف.
وبعد اكتشاف البردية وعمليات تقص أخرى قال كلين ”الافتراض هو أن الكهوف ما زالت تضم قطعا أثرية أخرى. والسؤال هو من الذي سيكتشفها؟“
والاكتشافات الجديدة يمكن أن تفصل في الجدل الدائر بشأن من كتب مخطوطات البحر الميت.
ووسعت المخطوطة النحاسية التي جرى العثور عليها في وادي قمران عام 1952 نطاق البحث لتشمل احتمالات أخرى. فعلى عكس المخطوطات الأخرى التي كتبت على رقائق أو أوراق بردي نقشت على المخطوطة النحاسية قائمة تضم 64 مخبأ للذهب ومقتنيات ثمينة.
وقال جاتفيلد من الجامعة العبرية إن الكنز المشار إليه ربما يكون من المعبد اليهودي القديم في القدس. وأتم في 2006 استكشاف نفقين حفرهما الإنسان غير بعيدين عن وادي قمران يعتقد بأنهما يطابقان وصفا ورد في المخطوطة النحاسية لما يطلق عليه وادي الظلال.
ويمتد أحد النفقين 125 مترا تحت الأرض. ولم يعثر جاتفيلد على كنز، لكنه وعد بالاستمرار في البحث في أماكن جديدة.
وقال ”لست منقبا عن الكنوز. أنا عالم آثار“ لكنه أضاف ”نأمل في العثور على أي إشارة أو علاقة بما نعرفه من النص المنقوش على المخطوطة النحاسية“.
المصدر:رويترز