بعد 30 شهرا من استفتاء “بريكست”.. البريطانيون يتجهون لتأييد البقاء في الاتحاد الأوروبي
بعد عامين ونصف العام من موافقة البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي أجري في الثالث والعشرين من يونيو 2016، رأت الكاتبة البريطانية بولي توينبي، أن الناخبين الذين أيدوا الانسحاب من كبار السن والمتحفظين المؤمنين بقدرة بريطانيا على الاستقلال عن الاتحاد الأوروبي قد تغيرت بالفعل في عامنا الحالي، وباتوا يتجهون لتأييد البقاء في الاتحاد.
وأوضحت توينبي، في مقال رأي نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الخميس، أن الشعب البريطاني بدأ يتجه نحو تغيير رأيه بالفعل منذ الاستفتاء حول “بريكست” بعد معايشة المصاعب الحالية حول التوصل إلى اتفاق، وأن التحول الديموجرافي لطبيعة السكان سيدفع المملكة بالفعل نحو تغيير طبيعة الاستفتاء السابق.
واستشهدت توينبي بقول بيتر كيلنر الرئيس السابق لمؤسسة يوجوف الرائدة في عالم دراسات التسويقية عبر الإنترنت “إن معدلات التصويت بمغادرة الاتحاد الأوروبي تتراجع بنحو 1350 صوت يوميا، وبعد الأخذ في الاعتبار نسبة كل فئة عمرية اتجهت للتصويت في عام 2016، فإن الطبيعة الديموجرافية للسكان ومعدلات الوفيات وحدها ستساعد في بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي”.
ورأت الكاتبة البريطانية أن مواصلة العمل على الخروج من الاتحاد الأوروبي بمثابة “إرادة الموتى” (كبار السن)، وليست إرادة الشباب الذين سيتحملون عواقب تلك القرارات، ورجحت رفض فكرة “البريكست” إذا طرحت في استفتاء عام آخر.
وأكدت أن التعنت غير المفهوم من رئيسة الوزراء تيريزا ماي يجعل إمكانية إجراء استفتاء آخر هو القرار الوحيد الأكثر ترجيحا، فبينما تضع ماي خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها مثل (رفض الاتحاد الجمركي، وحرية الانتقال، وخضوع بريطانيا لمحكمة أوروبية للإشراف على اتفاقياتها) ، يضع زعيم حزب المعارضة جيريمي كوربين خطا أحمر أساسيا واحدا، وهو عدم الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق.
واختتمت توينبي مقالها بالقول “إن الوضع الحالي للبلاد لا يجعل أحدا يستطيع أن يراهن على ما سيحدث بعد ذلك، حيث من المفترض أن يسيطر البرلمان على الوضع في حال عدم وجود حكومة، أما في الوضع الحالي ومن أجل تجنيب قادة الحزبين أي عواقب للأوضاع الحالية، فمن الأفضل الاتجاه نحو إجراء استفتاء آخر يظهر توجه الشعب البريطاني”.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)