اجرت صحيفة عكاظ السعودية حواراً مع طفل جندته مليشيا الحوثي إجباريا بعد اختطافه.
وقال الطفل ناصر حسين كريشان: إن مشرف الحوثي في قرية المحجزة بمديرية صرواح غرب مأرب، المكنى «أبو مرسل»، اختطفه من وسط عائلته ونقله إلى جبل فاطمة في مديرية نهم شرق صنعاء، إذ جرى تدريبه على حمل السلاح ثم الزج به إلى جبهات القتال.
وأضاف كريشان، البالغ من العمر 14 عاما، الذي أكمل دورة لمدة شهر في مشروع تأهيل الأطفال التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، بالتعاون مع مؤسسة وثائق للتوجه المدني، أن الحوثيين سيطروا على قريته المحجزة واقتادوه تحت تهديد السلاح من بين إخوانه.
وتابع: «عندها شعرت أني لن أعود إلى أهلي ولن أعرف الحياة مرة ثانية، أصبت بصدمة نفسية ومعنوية منذ اختطافي». وقد بدا الطفل، خلال حديثه هاتفيا مع «عكاظ»، شارد الذهن، خائفا، تارة يتحدث وأخرى يبكي من ويل ما تعرض له.
وأكمل كريشان الذي قاتل مع الحوثي شهرين حديثه بقوله: حين وصلت للجبل سلمني الحوثيون السلاح وأسندوا لي مهمة حمل الأسلحة والمعدات إلى الصفوف الأولى، كاشفا أن مشرف الحوثيين في تلك الجبهة كان يهدده وأقرانه بالعقاب إذا تذمرنا من أي شيء.
وحول مدى تأثره بمقتل وإصابة أقرانه، قال: «كانت هذه هي الضربة الصاعقة التي أعادتني للتفكير جيدا في الهروب من هذه المحرقة، وعندما جاءت الفرصة وحدث هجوم لقوات الشرعية وفرّ قادة الحوثي، ما كان مني إلا أن تركت سلاحي وهرولت عبر الجبال بعيدا عن مناطق الاشتباكات حتى وصلت مدينة مأرب التي تسيطر عليها الشرعية، حينها كانت عائلتي قد نقلت لمخيمات النازحين والتحقت بهم».
وأوضح أن الأحداث المؤلمة التي مر بها لم تفارقه، إضافة إلى الكوابيس الليلية، لافتا إلى أن الحوثيين حولوا قريته إلى ساحة حرب ودمروا منزله نكاية به بعد فراره من الجبهة، إلا أنه أكد أن حالته النفسية تحسنت بعد خضوعه للتأهيل النفسي والاجتماعي لمدة شهر كامل بمركز الملك سلمان حتى استعاد ثقته في نفسه، بل وتعلم ممارسة الرسم والألعاب الرياضية.
ودعا كريشان إلى محاكمة الحوثيين على هذه الجرائم، كاشفا أن هناك «عالما سريا» لتجنيد الأطفال يتولاه مشرفو المليشيا. وعبر عن أمله في العودة للدراسة، وأن يتحقق حلمه في أن يصبح طبيبا يداوي المرضى ويعيد لهم البسمة والأمل.