قالت دراسة برازيلية إن الطفل العصري يتعرض لنوع من العلوم التي تخرب أبرز ناحية في الشخصية تجعله يشعر بأنه إنسان وهي إنسانية الإنسان، وأضافت الدراسة بأن الطفل العصري يولد وهو يسير على طريق التكنولوجيا، بحيث أنه يتعلمها ويتفوق فيها حتى على الكبار بعد مرور سنوات قليلة على ولادته.
وهناك مع الأسف عائلات تنسى الجانب الشخصي أو الإنساني في كيان أطفالهم، وهناك عائلات لا تخفى عليهم ضرورة أن يتعلم أطفالهم مهارات أخرى كثيرة غير المهارة التكنولوجية، من أجل تحقيق النجاح المتكامل الذي يجمع بين التكنولوجيا والعامل الإنساني في الشخصية، لتكون بيئة معيشتهم صحية بكل ما في الكلمة من معنى، فالتكنولوجيا لوحدها لا تنتج شخصية ناجحة ولا المهارات الأخرى تنتج شخصية ناجحة، أي أن هناك حاجة لأمور كثيرة غير التكنولوجيا؛ ليكتسب الطفل شخصية متوازنة مستقبلاً تجعل حياته أيضاً متوازنة.
لذلك فإنه من المهم أن يكتسب الطفل مهارات تتعلق بالحياة الإنسانية، وليس فقط التكنولوجيا من أجل أن يحقق نجاحاً متكاملاً في المستقبل، تمنحه حياة مريحة بعيداً عن تأنيب الضمير أو التحرك مثل روبوتات لا روح فيها سوى تلك المعلومات التكنولوجية التي أمليت عليها.
وأوضحت الدراسة بأنه من المؤكد بأن الأطفال الذين يصبحون بالغين من دون اكتساب مهارات تتعلق بالناحية الإنسانية أو الحياة الإنسانية سيشعرون بتأنيب الضمير عندما يقفون عاجزين عن التعامل مع مواقف إنسانية، وبخاصة عندما يرون آخرين قادرين على ذلك؛ لأنهم تعلموا الكثير من العلوم والمهارات الإنسانية المهمة بالنسبة للمواقف التي تتطلب خبرة في الشؤون الإنسانية. فما هي أهم هذه المهارات بعيداً عن التكنولوجيا؟
أولا. التفكير التوافقي أو القدرة على التكيف:
قالت الدراسة البرازيلية إن التفكير التوافقي أو القدرة على التكيف، على حد وصفها، يعد من المهارات الضرورية جداً لحياة الإنسان، فإذا لم يستطع الإنسان التكيف مع البيئة أو الموقف، فإنه لا يستطيع التصرف خارج إطار “دائرة الراحة” التي تعود عليها.
ثانياً. مهارة التواصل الشخصي مع الآخرين:
تعتبر هذه من المهارات الإنسانية الهامة، أي التواصل مع الآخرين بدون الاعتماد على التكنولوجيا. والتعامل هنا يعني معرفة كيفية الاحتكاك مع بقية الناس بشكل شخصي بحت، بدون مساعدة أية وسيلة تكنولوجية.
ثالثاً. مهارة التعاون مع الآخرين:
أكدت الدراسة بأن الاعتماد التام على الوسائل التكنولوجيا قد جعل الأطفال انفراديين في حياتهم، لا يعرفون أصول التعاون مع بقية الناس، وتعلم التعامل مع بقية الناس يعتبر مهارة مهمة في الحياة.
رابعاً. مهارة حل المشاكل المتعلقة به كإنسان:
أشارت الدراسة البرازيلية إلى أن الطفل ينبغي أن يتعلم مهارة حل مشاكله الإنسانية، أي المشاكل المتعلقة بتعامله مع الناس والمجتمع.
خامساً. الإدارة الناجحة للشخصية:
قالت الدراسة إن هذا يعني بأن الطفل يجب أن يكتسب مهارة إدارة شخصيته بشكل صحيح، وعلى أساس سليم؛ لكي يكون شخصية ناجحة مستقبلاً.
سادساً. القدرة على اختيار الأسئلة المناسبة لطرحها:
القدرة على اختيار الأسئلة المناسبة لطرحها على الآخرين، أو طرحها حول الحياة، تعتبر أيضاً من المهارات الهامة؛ لأنه من المهم تفادي ما هو تافه؛ لكي لا يكون محل سخرية للآخرين.
سابعاً. مهارات حسن الأخلاق واللطافة:
قالت الدراسة إن الأخلاق الحسنة واللطافة تعتبران من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها الأطفال منذ الصغر.
ثامناً. مهارة التعاطف مع الآخرين:
تقول الدراسات العالمية إن اعتماد الأطفال أو إدمانهم على الوسائل التكنولوجية قد جعلتهم انعزاليين وأنانيين في أحيان كثيرة، لدرجة أنهم غير قادرين على استيعاب مشاكل بقية الناس أو التعاطف مع الآخر.
تاسعاً. مهارة إقامة علاقة عاطفية ناجحة:
أكدت الدراسة البرازيلية بأن التكنولوجيا بدأت تسرق العاطفة من الأطفال والمراهقين، وحتى البالغين لدرجة أنهم لا يستطيعون إقامة علاقة عاطفية ناجحة، أو الحفاظ عليها إذا كانت موجودة، وهناك حالات كثيرة للطلاق تحدث بسبب فقدان العناصر العاطفية من شخصية الإنسان.
عاشراً. مهارة تحقيق العدالة:
أشارت الدراسة إلى أن الطفل يجب أن يتعلم العدالة والتصرف العادل مع الناس، وكذلك الإنصاف من أجل أن يكون شخصية يمكن الوثوق بها واحترامها في المستقبل.
حادي عشر. مهارة التعامل مع الطبيعة واحترامها:
تعتبر هذه أيضاً من المهارات الهامة؛ لأن الإدمان على التكنولوجيا فقط يجرد الإنسان من تقدير الطبيعة والاحتكاك معها بشكل مباشر لتقدير جمالها وعظمتها.
ثاني عشر. مهارة تعلم اللغات الأخرى:
وأخيراً أشارت الدراسة إلى أن مهارة تعلم لغات أخرى تعتبر في غاية الأهمية لتعلم الحضارات الإنسانية والاحتكاك مع مجتمعات أخرى، يستطيع فهم تقاليدها وعاداتها إذا كان يتقن لغاتها.
المصدر: وكالات