تعد قوة مصر الناعمة أداة مهمة من أدوات السياسة الخارجية المصرية، حيث تحرص وزارة الخارجية على حسن استثمارها بالتعاون مع الجهات المعنية بالدولة، بما يخدم مصالح مصر في الخارج، ويحفظ لمصر دورها الريادي في إطار محيطها الإقليمي وعلى مستوى العالم.
وتنوعت أنشطة وزارة الخارجية في المجال الثقافي وهو ما بدا واضحا في مجال الآثار حيث تم استرداد غطاء تابوت أثري بعد ضبطه في أثناء محاولة تهريبه إلى دولة الكويت وإيقاف بيع وتداول عدد من القطع الأثرية المنتمية إلى الحضارة المصرية القديمة في نيويورك، وبروكسل، وبرن، ومدريد، وبيروت، والتنسيق مع وزارة الآثار والسلطات الأجنبية المختصة لبحث سبل استردادها.
وقامت وزارة الخارجية بالتنسيق لإقامة ورعاية عدد من معارض الآثار المصرية في الخارج مثل معرض “Gods of Egypt” في مدينة لايدن بهولندا، ومعرض آثار “توت عنخ آمون: الفرعون الذهبي” في لوس أنجلوس، والمقرر انتقاله إلى باريس في العام المقبل.
وفي مجال الاتفاقيات والبروتوكولات الثقافية، تم توقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مجالات السياحة، والإعلام، والبحث العلمي، والفن الإسلامي، والشباب، مع كل من الصين، وإسبانيا، وفرنسا، وفيتنام، وأستراليا، وتنزانيا، والكونغو الديموقراطية، وسلطنة عُمان، وتونس، فضلاً عن اتفاقيات الصداقة والتوأمة مع مدن صينية، وصربية، وإسبانية.
أما في مجال العلاقات الثقافية الدولية، تنقسم الأنشطة الثقافية بين مصر ومختلف دول العالم إلى أنشطة شاركت فيها مصر أو استضافتها، حيث حظيت الدول العربية بطبيعة الحال بالنصيب الأكبر من هذه الفعاليات
64 فعالية.
وجاء في مقدمة الدول العربية المغرب وتونس والمملكة العربية السعودية والأردن، وجاء في المرتبة الثانية الدول الأوروبية 38 فعالية، ثم الدول الآسيوية خاصة الصين والهند واليابان 22 فعالية، ثم الدول الإفريقية16 فعالية، ودول الأمريكتين 13 فعالية، كما شارك وزراء الثقافة، والشباب والرياضة، والخارجية في عدد من هذه الفعاليات 9 فعاليات في كل من الجزائر والبحرين والسعودية والكويت وألمانيا واليونان والهند واستراليا.
وفيما يخص التعليم والمنح الدراسية والتدريب والشئون الدينية تقوم وزارة الخارجية بالتنسيق مع الجهات المعنية في تلك المجالات، وذلك من خلال الزيارات والجولات الخارجية لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، ومتابعة نتائجها ومردودها الثقافي على الساحة الدولية، إيفاد الأئمة والوعاظ إلى مختلف الدول الإفريقية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والأزهر الشريف.
ويمتد التنسيق إلى المنح المقدمة للطلاب الوافدين بالتعاون مع وزارة المالية وإطلاع الباحثين والدارسين على مستندات الوزارة المحفوظة بدار الوثائق القومية ومكتبة الوزارة 110 طلبات إطلاع خلال العام الجاري.
وتم في هذا الصدد توقيع 141 مذكرة تفاهم بين الجامعات المصرية والمراكز البحثية ونظرائها في مختلف دول العالم، لتوطيد التعاون العلمي والبحثي والأكاديمي، عقد ما يزيد على 30 مؤتمراً بمشاركات دولية بمختلف الجامعات.
وتولي وزارة الخارجية أهمية خاصة لتعزيز التواصل بين الشعوب ونشر ثقافة السلام من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات الوطنية التي تساهم في توظيف قوة مصر الناعمة من خلال أنشطة متنوعة، تتضمن مؤتمرات ومهرجانات ومنتديات، والمشاركة في إعداد الممثلين الثقافيين لمصر في الخارج، كعقد دورة تدريبية للمستشارين الثقافيين قبل مباشرتهم لأعمالهم في الخارج.
وفي إطار حرص وزارة الخارجية على رعاية المواطنين المصريين في الخارج، تم عقد عدد من اللجان القنصلية المشتركة من أهمها اللجنة المصرية الأردنية للمرة الأولى في مايو 2018 واللجنة المصرية السودانية في يونيو 2018 واللجنة المصرية التونسية في أكتوبر 2018.
وانعكس هذا الاهتمام على تحقيق وزارة الخارجية عددا من الإنجازات؛ من بينها إعادة المراكب المحتجزة في عدد من الدول مثل تونس وليبيا والسودان، كما تم التنسيق مع الجانب الألماني لتسليم المرحلين المصريين من ألمانيا وإنقاذ وترحيل مصريين مختطفين في ليبيا بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ونجحت جهود الخارجية في استعادة المستحقات المالية للمصريين لدى العراق وليبيا والعمل على حل مشاكل الطلاب المصريين في الجامعات الأوكرانية.
ويجري حاليا الانتهاء من الاتفاق الثنائي بين مصر وإيطاليا الخاص بمعادلة رخصة القيادة المصرية بنظيرتها الإيطالية، والإعداد لموسم الحج لعام 1439هجرياً – 2018 ميلادياً، بالإضافة إلى الرد على الشكاوى الواردة على بوابة الشكاوى الإلكترونية، ويجري حاليا العمل بها لتطوير العمل القنصلي من خلال مشروع ميكنة المعاملات القنصلية ومشروع مركز تطوير الخدمات القنصلية المتكامل في العاصمة الإدارية الجديدة ومشروع تطوير مكاتب التصديقات.
وتواصل الخارجية متابعة القضايا الخاصة بالمواطنين بشكل دائم من خلال القطاع القنصلي وبعثاتنا في الخارج، والعمل على الاستجابة السريعة لها، وقد تم بالفعل إحراز نجاح في هذا الشأن من خلال حل الكثير من المشكلات.
وتولي الخارجية اهتماما بالتنسيق والمتابعة مع الجهات المصرية المعنية ومن بينها وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج عبر لجنة توحيد قاعدة بيانات المصريين بالخارج.
وتنسق الخارجية كذلك مع وزارة القوى العاملة في مجال مستحقات المصريين في العراق “المعاشات” وتصويب أوضاع العمالة المصرية في الأردن وتناول موضوعات الاعتداءات على العمالة المصرية.
كما تنسق الخارجية مع وزارة المالية في إطار مشروع تطبيق وسائل الدفع غير النقدي وكذلك مع وزارة الداخلية في مجال تطوير المعاملات القنصلية وفي إطار اللجنة العليا لتطوير المنافذ.
وتنسق الخارجية كذلك مع وزارة الاتصالات في مجال التأشيرة الإلكترونية ومع وزارة التجارة والصناعة في إطار مبادرة “شجع صادرات بلدنا.
وتساهم الخارجية في مشروعات القوانين أو التعديلات عليها ومن بينها منح الجنسية للأجانب، وحماية البيانات الشخصية وتنظيم الهجرة ورعاية شئون المصريين في الخارج.
ويشير المحرر الدبلوماسي لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أنه وإذا كان تعزيز قوة مصر الناعمة ورعاية مصالح المصريين في الخارج قد أضحيا بعدين راسخين في محاور حركة الآلة الدبلوماسية المصرية خلال العام الذي يسدل ستاره، فإن العام المقبل الذي يبزغ فجره سيشهد تحركات أوسع نطاقا وأعمق تأثيرا للدبلوماسية المصرية باتجاه ترسيخ القوة المصرية الناعمة ورعاية مصالح مواطنينا بالخارج في ضوء الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة السياسية في هذا الإطار.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )