قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري اليوم الجمعة إن الولايات المتحدة تدرس ما اذا كانت ستواصل دورها في محادثات السلام في الشرق الاوسط بعد ان اتخذ الجانبان خطوات لا تفيد في المفاوضات.
وقال كيري خلال زيارته للمغرب انه “وقت العودة للواقع” وان هناك حدودا للوقت الذي يمكن ان تكرسه الولايات المتحدة لعملية السلام اذا كان الطرفان غير مستعدين لاتخاذ اجراءات ايجابية.
وقال كيري “هذه ليست جهودا الى ما لا نهاية ولم تكن قط. إنه وقت العودة للواقع ونعتزم ان نقيم بدقة ماذا ستكون الخطوات القادمة.”
وقال كيري إنه سيعود لواشنطن يوم الجمعة ليتشاور مع إدارة الرئيس باراك أوباما بشأن الخطوة التالية. وذكر مسؤولون أمريكيون أن كيري صدم من تحركات القيادات الاسرائيلية والفلسطينية التي أثرت على مسار المفاوضات.
وقال كيري “هناك حدود للوقت والمجهود الذي تبذله الولايات المتحدة إذا كان الطرفان ليسا على استعداد لاتخاذ خطوات بناءة للمضي قدما.”
وأضاف “يقولان انهما يريدان الاستمرار. لم يقل أي طرف إنه يريد إلغاءها (المحادثات). لكننا لن نظل جالسين هكذا للأبد.”
وتفجرت الأزمة في المحادثات عندما رفضت إسرائيل الإفراج عن مجموعة من السجناء الفلسطينيين بموجب اتفاق جرى التوصل إليه في وقت سابق مالم يقدم الفلسطينيون ضمانات على أنهم سيواصلون المحادثات بعد الموعد النهائي الذي تحدد لها في البداية وهو التاسع والعشرون من أبريل نيسان الجاري.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي للقدس الاثنين لإحياء المحادثات لكن مساعيه تعثرت بعدما وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبات للانضمام إلى 15 اتفاقية دولية مما قد يتيح له ممارسة ضغط أكبر على إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على تطورات المحادثات يوم الخميس إن إسرائيل ألغت الإفراج المقرر عن السجناء الفلسطينيين والذي كان القصد منه دفع عملية السلام ودعت لتقييم المفاوضات التي ترعاها واشنطن.
واستثمر كيري الكثير من أعوامه الأولى كوزير للخارجية في عملية السلام بالشرق الأوسط وزار المنطقة أكثر من عشر مرات.
وقطع كيري مرتين ارتباطات خلال رحلته لأوروبا والشرق الأوسط التي تستغرق 12 يوما ليجتمع مع قيادات إسرائيلية وفلسطينية في مسعى لإحياء عملية السلام.
وسبق أن تعطلت عملية السلام التي تهدف لإقامة دولة فلسطينية وانهاء الصراع المستمر منذ عقود بسبب معارضة الفلسطينيين لمطلب إسرائيل بالاعتراف بها دولة يهودية وبسبب قضية المستوطنات الإسرائيلية في أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية.
ويريد الفلسطينيون دولة مستقلة في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية- وهي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967. وبينما ترى كل أطراف عملية السلام أن المفاوضات هي أفضل السبل نحو السلام يقول الفلسطينيون إنهم ربما يلجأون في نهاية المطاف إلى المؤسسات الدولية لإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات.
المصدر: رويترز