أكدت صحيفة “المستقبل” اللبنانية أن حزب الله بإصراره على استمرار حالة الفراغ الحكومي في لبنان يضرب بمصالح البلاد واقتصادها والشعب اللبناني، عرض الحائط.. مشيرة إلى أن الحزب يسعى إلى مرحلة تصريف أعمال طويلة الأمد.
وذكرت الصحيفة – في عددها الصادر اليوم الخميس – أن حزب الله تتملكه “متلازمة التعطيل” ويستحوذ عليه “إدمان الفراغ” كلما جاء استحقاق دستوري على لبنان.. في إشارة إلى قيام حزب الله بإبقاء منصب رئيس الجمهورية شاغرا لمدة عامين ونصف العام عقب انتهاء الفترة الرئاسية للعماد ميشال سليمان الرئيس السابق للبلاد، وحتى انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للبنان.
وأشارت إلى أن عيد استقلال لبنان الـ 75 قد حل على اللبنانيين منقوصا في معانيه المجيدة التحررية من كل قيد، بسبب مواقف حزب الله المتصلبة والتي تؤكد تصميمه على المضي قدما في لعبة استنزاف الوقت.
ونقلت الصحيفة عن مصادر بتيار المستقبل تعليقها على المواقف الأخيرة لحزب الله، بالتأكيد على أن الحزب يحاول العبث بـ “الحديقة الخلفية للطائفة السُنّية في لبنان عبر فرض شروط سياسية معينة على عملية تأليف الحكومة”.
ولفتت المصادر إلى أن حزب الله يدور في حلقة مفرغة اسمها تعليق تشكيل الحكومة، وهي حلقة لا تؤدي ولن تؤدي إلى أي نتيجة.
وكان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، قد أعلن أن الحزب لن يسمح بتشكيل الحكومة إلا بعد أن يتمثل حلفاؤه عن الطائفة السُنّية من فريق 8 آذار، خصما من الحصة الوزارية لتيار المستقبل (الممثل السياسي الأكبر للطائفة السُنّية في لبنان) الذي يتزعمه سعد الحريري، وهو الأمر الذي اعتبره عدد كبير من القوى السياسية بمثابة استقواء بقوة السلاح من جانب الحزب على الدستور ومقدرات الدولة اللبنانية.
وأعلن سعد الحريري، ردا على نصر الله، رفضه المطلق لهذا الشرط الذي وضعه حزب الله، وأنه لن يسمح بتحقيقه حتى وإن اقتضى الأمر اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة، واصفا مجموعة النواب السُنّة الستة الذين يصر الحزب على توزير أحدهم، بأنهم “حصان طروادة” وأنه جرى حشدهم في كتلة نيابية اصطُنعت مؤخرا بإيعاز من حزب الله بقصد عرقلة تشكيل الحكومة.