قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري – يوم الخميس – إن واشنطن تسعى لزيادة مساعدتها الأمنية للجزائر في تعاملها مع الأنشطة المتشددة في جنوب البلاد حيث يعمل واحد من أنشط أجنحة تنظيم القاعدة.
والجزائر شريك رئيسي في حملة واشنطن على المقاتلين الإسلاميين الذين حاولوا التوسع في منطقة الساحل الأفريقية باتجاه المغرب العربي بعد أن تمكن الجيش الفرنسي العام الماضي من إخراجهم من مالي الجار الجنوبي للجزائر.
وكان من المقرر أصلا أن يزور كيري الجزائر أواخر العام الماضي ولكنه وصل قبل أسابيع من الموعد المزمع لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتولي فترة رئاسة رابعة في انتخابات من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها.
وقال كيري في مؤتمر صحفي “نريد بحق العمل بصورة تعاونية.. ونريد أن نفعل ذلك بحيث تتوفر لأجهزة الأمن الجزائرية الأدوات والتدريب اللازم لإلحاق الهزيمة بالقاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية” .
وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة “إن على الولايات المتحدة أن تمنح المنطقة قدرة أكبر على الوصول لمعلومات المخابرات التي لديها”.
واضاف “أن ما تستطيع الولايات المتحدة فعله لا يستطيع أي طرف آخر فعله مثل تبادل المعلومات الإلكترونية مع القوات المسلحة وأجهزة الأمن في المنطقة” مشيرا إلى أن “هذه ميزة نوعية لا يمكن لأحد توفيرها إلا الولايات المتحدة”.
وتواجه ليبيا المجاورة صعوبات في وضع حد للفوضى المستمرة منذ الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم الليبي معمر القذافي عام 2011. واستغل مقاتلون إسلاميون حالة الفوضى واتخذوا ملجأ من الصحراء في جنوب ليبيا وأيضا من الجبال النائية في تونس.
وصارت الهجمات في الجزائر نادرة منذ أن حسمت الدولة عام 2002 مواجهة مع الإسلاميين استمرت 11 عاما ولكن المخاطر ما زالت كبيرة. وفي العام الماضي هاجم مقاتلون من القاعدة محطة للغاز في الصحراء الواقعة جنوب الجزائر مما أسفر عن مقتل 40 من عمال النفط كلهم من الأجانب باستثناء عامل واحد.
وقال كيري أيضا “إن الولايات المتحدة ستقدم المزيد من أجل بناء علاقات تجارية واستثمارية أقوى بين البلدين”. وأضاف أن “حجم البطالة المرتفع بين الشبان في الجزائر يثير القلق وأن زيادة الاستثمار ستساعد في خلق فرص عمل”.
ومن المقرر أن يلتقي كيري في وقت لاحق الخميس مع بوتفليقة.
ووصف بعض المعارضين الجزائريين – توقيت زيارة كيري – بأنه غريب ويمثل رسالة دعم غير مباشرة لبوتفليقة في الانتخابات.
وقال كيري “نتطلع إلى إجراء انتخابات شفافة متسقة مع المعايير الدولية.. وستعمل الولايات المتحدة مع الرئيس الذي يختاره شعب الجزائر” .
المصدر : رويترز