ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن التقارب مع كوريا الشمالية يعد إنجازا كبيرا للسياسة الخارجية في ولاية الرئيس دونالد ترامب، ولكن التطورات التي حدثت في الأيام القليلة الماضية تشير إلى وجود مشاكل كبيرة في العملية الدبلوماسية الأمر الذي أدى إلى تأجيل المباحثات رفيعة المستوى التي كانت مقررة بين واشنطن وبيونج يانج إلى موعد آخر لم يتحدد بعد.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء – أن هذا الأمر يعكس مدى الركود الدبلوماسي الذي أصاب محاولات إجراء المفاوضات مع كوريا الشمالية في الأشهر التي تلت انعقاد قمة ترامب التاريخية مع الزعيم كيم جونج أون في 12 يونيو الماضي..منوهة بأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو سافر إلى كوريا الشمالية وعقد اجتماعات رفيعة المستوى مع نظرائه تشبه الاجتماع المنتظر عقده في نيويورك.
وأضافت أن إدارة ترامب كان يحدوها الأمل في تحريك الأمور عبر تعيين مبعوث خاص إلى الشمال وهو ستيفن بيجون، حيث إنه لم يتمكن من ضمان عقد الاجتماع مع نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي تشوي سون هوي الذي من المفترض أن يقود وفد كوريا الشمالية على مستوى العمل.
وذكرت “واشنطن بوست” أن انهيار الدبلوماسية الكورية الشمالية سيكون بمثابة فشل شخصي لترامب، والذي أكد لفترة طويلة أنه يستطيع حل مشكلة كوريا الشمالية إذا التقى كيم بذاته وكان لديه وجهة نظر بأن استعداده للقاء الزعيم الكوري الشمالي وجهاً لوجه هذا العام جعل الأمور تتحرك بطريقة لم تعهدها الاجتماعات السابقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية والتي شارك فيها مسؤولون على مستويات أدنى.
من جهتهم..انتقد العديد من المراقبين الأمريكيين إدارة ترامب لبدء المحادثات رفيعة المستوى بدلاً من عقد الاجتماعات على مستوى العمل، حيث تبدو كوريا الشمالية بأنها تتلكأ في المفاوضات التي تنطوي على تفاصيل أكثر.
وبدوره..أعرب المبعوث الأمريكي السابق لكوريا الشمالية جوزيف يون – في منتدى عُقد في سول الشهر الماضي – عن اعتقاده بأن المحادثات المرتقبة بين وزير الخارجية مايك بومبيو وكيم يونج تشول لن تكون ناجحة ما لم تبد واشنطن استعدادا لتخفيف العقوبات قبل إتمام النزع الكامل.
يشار إلى أن المشكلة الأكبر تتمثل في أن كلا الجانبين منقسمان ليس فقط حول ما سيحدث بعد ذلك، ولكن أيضا بشأن ما حدث حتى الآن، لقد نظرت إدارة ترامب إلى قمة سنغافورة الأخيرة مع الزعيم الشمالي باعتبارها انتصارا لسياسة العقوبات التي تفرضها عبر أقصى قدر من الضغط وصورت نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية على أنه أمر واقع، لكن الدولة الشيوعية تعتقد من جانبها أنها أجبرت ترامب على الاجتماع بسبب نجاح قدراتها النووية التي تتسارع وتيرتها.
المصدر: أ ش أ