أيام قليلة تفصلنا عن الإعلان عن بطل دوري أبطال إفريقيا.. الأهلي والترجي التونسي على موعد مع مباراتين ناريتين لحصد اللقب الإفريقي الغالي، والتأهل لتمثيل القارة السمراء في بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في الإمارات في ديسمبر القادم، بمشاركة أبطال القارات، وأبرزهم العملاق الإسباني ريال مدريد حامل لقب دوري أبطال أوروبا.
90 دقيقة في الإسكندرية، ومثلها في تونس، ستحسم بعدها هوية بطل القارة الإفريقية، الأهلي سيستضيف الترجي أولا يوم الجمعة المقبل على ملعب برج العرب في الإسكندرية، في إطار لقاء الذهاب للدور النهائي، ثم يحل المارد الأحمر ضيفا على فريق (الدم والذهب) يوم 9 نوفمبر المقبل، على ملعب “رادس” بالعاصمة التونسية، في إطار مباراة الإياب.
الأهلي – بطل القرن الإفريقي – يأمل في حصد لقب دوري الأبطال للمرة التاسعة في تاريخه، لتعزيز رقمه القياسي كأكثر الأندية حصولا على بطولة دوري أبطال إفريقيا (8 مرات) آخرها عام 2013، فيما يسعى الترجي لرفع كأس الأميرة الإفريقية للمرة الثالثة في تاريخه، بعدما حصد اللقب عامي 1994 و2011.
وتتفوق الأندية العربية على باقي أندية القارة الإفريقية في عدد مرات التتويج بلقب دوري الأبطال، حيث فازت الفرق العربية (فرق شمال إفريقيا) باللقب القاري 29 مرة “14 لقبا لمصر، و6 ألقاب للمغرب، و5 للجزائر، و4 لتونس”، مقابل 24 لقبا لباقي أندية القارة.
وضمنت الفرق العربية، حصد اللقب الإفريقي رقم 30 هذا الموسم، وذلك بعد وصول فريقين عربيين للمباراة النهائية لدوري الأبطال.. إذ تعد هذه هي المرة الـ 13 التي يكون فيها النهائي الإفريقي عربيا خالصا.. ولكن ماذا حدث في النهائيات العربية الـ 12 الماضية لدوري الأبطال الإفريقي.
البداية كانت عام 1987، عندما جمع نهائي دوري الأبطال بين الأهلي المصري والهلال السوداني، حيث انتهت مباراة الذهاب بالتعادل السلبي في السودان، وحسم الأهلي اللقب في ستاد القاهرة بالفوز على الهلال بهدفين نظيفين في لقاء الإياب، ثم تكرر النهائي العربي عام 1989، حيث تأهل للمباراة النهائية فريقا الرجاء البيضاوي المغربي ومولودية وهران الجزائري، وتوج باللقب حينها الرجاء المغربي، بعدما فاز ذهابا على ملعبه بهدف نظيف، ثم فاز المولودية إيابا في الجزائر بهدف نظيف أيضا، ليتم اللجوء لضربات الترجيح التي ابتسمت للفريق المغربي.
ثالث المواجهات العربية في نهائي دوري أبطال إفريقيا، كان عام 1992، حينما خسر الهلال السوداني اللقب أمام الوداد المغربي، إذ فاز الوداد ذهابا بالمغرب بهدفين دون رد، ثم تعادلا في لقاء الإياب بالسودان بدون أهداف، ليحصد الوداد اللقب القاري لأول مرة في تاريخه.
النهائي العربي الرابع كان في عام 1994 بين فريقي الزمالك المصري والترجي التونسي، ونجح الترجي في خطف تعادل سلبي في لقاء الذهاب بالقاهرة، ثم فاز في لقاء الإياب في تونس بنتيجة 3-1، ليتوج باللقب الإفريقي للمرة الأولى في تاريخه أيضا.
وتكررت المواجهات العربية في النهائي مرة أخرى عام 1999، حيث تقابل الرجاء المغربي مع الترجي التونسي، وتوج الرجاء بلقب البطولة بفوزه بضربات الترجيح، بعد انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل السلبي.
وكانت المواجهة العربية السادسة في عام 2002، حينما عاد الزمالك للعرش الإفريقي بحصوله على لقب دوري أبطال إفريقيا للمرة الخامسة في تاريخه وهو الأخير له حتى الآن، على حساب فريق الرجاء المغربي، حيث انتهى لقاء الذهاب في المغرب بالتعادل السلبي، ثم فاز الزمالك إيابا في القاهرة بالهدف الشهير للاعبه تامر عبد الحميد.
ومنذ عام 2005 وحتى عام 2007، شهدت بطولة دوري أبطال إفريقيا، ثلاث نهائيات عربية خالصة كان بطلها النادي الأهلي المصري الذي تواجد في النهائي 3 مرات متتالية، حيث حصد اللقب عام 2005 بفوزه على النجم الساحلي التونسي بثلاثية نظيفة في لقاء الإياب بالقاهرة، بعد التعادل بدون أهداف في مباراة الذهاب بمدينة سوسة التونسية.
وفي عام 2006، كرر الأهلي الأمر ونجح في التتويج باللقب على حساب ناد تونسي آخر وهو الصفاقسي، إذ انتهت مباراة الذهاب في القاهرة بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، وكانت كل التوقعات تصب في صالح الصفاقسي لحصد اللقب، إلا أن المارد الأحمر نجح في الفوز بالأميرة الإفريقية مرة أخرى بفوزه على الصفاقسي بهدف نظيف على ملعب “رادس” سجله نجمه حينها محمد أبو تريكة.
وفي عام 2007، تأهل الأهلي للعام الثالث على التوالي إلى النهائي الإفريقي، وتكررت مواجهته مع فريق النجم الساحلي التونسي، لكن الأخير تمكن هذه المرة من حصد اللقب، بعد التعادل في لقاء الذهاب في سوسة بدون أهداف، ثم حقق النجم فوزا مثيرا على الأهلي باستاد القاهرة بنتيجة 3-1، ليتوج باللقب الإفريقي للمرة الأولى والوحيدة في تاريخه.
النهائيات العربية لدوري الأبطال الإفريقي استمرت، حيث جمع النهائي العربي العاشر عام 2011 بين فريقي الوداد المغربي والترجي التونسي، وتمكن الفريق التونسي من حصد اللقب الثاني له، بعد انتهاء لقاء الذهاب في المغرب بالتعادل السلبي، ثم فاز في لقاء الإياب بتونس بهدف نظيف، وفي العام التالي 2012، كان النهائي عربيا خالصا أيضا بين الأهلي المصري والترجي التونسي وهو نفس نهائي النسخة الحالية من البطولة، حيث توج الأهلي حينها باللقب، رغم تعادله مع الترجي في الإسكندرية بهدف لمثله، ولكنه نجح في حصد اللقب في تونس، بفوزه على الترجي بنتيجة 2-1.
آخر النهائيات العربية للبطولة الإفريقية، كان العام الماضي، حيث جمع بين فريقي الوداد المغربي والأهلي، ونجح الوداد في التتويج باللقب، بعدما انتهى لقاء الذهاب في الإسكندرية بالتعادل الإيجابي 1-1، ثم تمكن الوداد من خطف لقب البطولة القارية بعد فوزه إيابا في مدينة الدار البيضاء المغربية بهدف دون رد.
وللعام الثاني على التوالي، يلتقي فريقان عربيان في نهائي دوري أبطال إفريقيا.. فهل يتمكن المارد الأحمر الأهلي زعيم القارة السمراء من حصد اللقب التاسع له ويعزز رقمه القياسي، أم يتوج الترجي فريق (الدم والذهب) بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه ؟.
المصدر : أ ش أ