نجا رائدا فضاء أمريكي وروسي على متن مركبة سويوز في هبوط اضطراري في قازاخستان، اليوم الخميس، بعد تعطل الصاروخ الحامل للمركبة وهو في الجو خلال رحلته إلى محطة الفضاء الدولية.
وقالت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) إن رائد الفضاء الأمريكي نيك هيج والرائد الروسي أليكسي أوفتشينين هبطا دون أن يصابا بأذى وإن فرق الإنقاذ التي سارعت لتحديد مكانهما في الصحراء وصلت إليهما.
وحدثت الحالة الطارئة عندما انفصلت المرحلتان الأولى والثانية من صاروخ الدفع بعد فترة قصيرة من الإطلاق من قاعدة بايكونور الفضائية في قازاخستان.
وانفصلت الكبسولة سويوز التي كانت تقل الرجلين عن الصاروخ المعطل وقامت بما وصفتها وكالة ناسا بهبوط شديد الانحدار نحو الأرض مستعينة بمظلات ساعدت في إبطاء سرعتها.
وأظهرت لقطات من داخل سويوز الرائدين وجسداهما يرتجان وقت حدوث الخلل وقد فقدا السيطرة على حركة أذرعهما وأرجلهما.
وأمكن سماع الرائد الروسي أوفتشينين وهو يقول ”كانت رحلة سريعة“.
ونشرت وكالة الفضاء الروسية صورا للرائدين وهما يخضعان لفحوص طبية ويسترخيان بعد الهبوط الاضطراري. وقالت وكالة انترفاكس إنهما سيقضيان ليلة واحدة في المستشفى.
وقالت وكالة الإعلام الروسية إن موسكو علقت فورا جميع الرحلات الفضائية التي تحمل روادا. وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين إنه أمر بتشكيل لجنة حكومية لإجراء تحقيق بشأن الخلل الذي حدث.
ونقلت انترفاكس عن مصدر قوله إن الحادث يعني أن رواد الفضاء الثلاثة بمحطة الفضاء الدولية وهم ألماني وروسي وأمريكي سيبقون بالمحطة حتى يناير كانون الثاني على الأقل. وذكرت الوكالة أن من المحتمل تعليق إطلاق صواريخ سويوز غير المأهولة أيضا.
وأصبحت الصواريخ الروسية الوسيلة الوحيدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية منذ أن أحالت الولايات المتحدة برنامج المكوك الأمريكي للتقاعد في عام 2011 وذلك رغم إعلان ناسا عن خطط لرحلة تجريبية تحمل رائدين على متن صاروخ تجاري تابع لشركة سبيس إكس في أبريل من العام المقبل.
وكان حادث يوم الخميس هو أول مشكلة كبيرة في عملية إطلاق تواجهها مهمة مأهولة لسويوز منذ عام 1983 عندما أفلت الطاقم بأعجوبة قبل انفجار في منصة الإطلاق.
وقال جيم بردنستاين المسؤول في ناسا الذي كان حاضرا في عملية الإطلاق يوم الخميس إن العطل نتج عن انحراف في محرك الصاروخ.
قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في تصريح للصحفيين إن أهم شيء هو أن الرجلين عادا سالمين.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن مصدر بصناعة الفضاء الروسية قوله يوم الخميس إن طاقم محطة الفضاء الدولية لديه ما يكفي من الإمدادات حتى أبريل نيسان المقبل.
ومن المرجح أن تُثار تساؤلات حول برنامج الفضاء الروسي. ففي أغسطس آب تم اكتشاف ثقب في كبسولة سويوز التحمت بالفعل بمحطة الفضاء الدولية أدى لخلل قصير في مستويات الضغط. وقال روجوزين حينها إن الثقب قد يكون ”عملا تخريبيا“.
وفي نوفمبر من العام الماضي، فقدت وكالة الفضاء الروسية الاتصال بالقمر الصناعي ميتيور إم المخصص لرصد وقياس أحوال الطقس بعد إطلاقه من قاعدة فوستوشني الجديدة في أقصى شرق البلاد.
المصدر: رويترز