اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تشكيلة الرئاسات الثلاث في العراق (الجمهورية والحكومة والبرلمان) لا ترجّح كفة إيران على أمريكا أو العكس.
وكانت الكتل السياسية العراقية اختارت، مساء الثلاثاء، برهم صالح رئيساً للجمهورية، والذي سارع إلى تكليف عادل عبد المهدي، السياسي الشيعي، لتشكيل الحكومة.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن اختيار صالح وعبد المهدي أكّد أن “الطائفية في المجتمعات العربية والكردية التي سادت عقب الغزو الأمريكي عام 2003، بدأت تنهار، ما أفسح المجال لتشكيل تحالفات أكثر براغماتية تتخطّى الخطوط الطائفية”.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين عراقيين وأمريكيين قولهم إن عادل عبد المهدي، وهو شيعي ليس له انتماء حزبي حالي، مثّل حلاً وسطاً من قبل جميع الأطراف، خاصة أن نتائج الانتخابات التي جرت في الـ12 من مايو الماضي، لم تفرز كتلة فائزة.
اختيار عبد المهدي وصالح، لم يُفرز أيضا فائزاً في سباق تشكيل الحكومة العراقية بين أمريكا وإيران، بحسب الصحيفة، “حيث سعت طهران وواشنطن لدفع حلفائها للحصول على مناصب في الحكومة الجديدة، في وقت تحاول أمريكا أن تعزل إيران اقتصادياً وسياسياً وهي بحاجة إلى حكومة عراقية موالية لها”.
يعتبر عبد المهدي، المدعوم من مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي المتشدّد، أحد المنتقدين للسياسات الأمريكية والإيرانية في العراق، وحظي بدعم كتلة “سائرون” التي فازت في انتخابات مايو الماضي، وحلّت أولاً.
كما وافق المرجع الشيعي علي السيستاني، على ترشيح عبد المهدي، وفقاً لمصدر عراقي شارك في عملية التفاوض، على أن يتم منح الكتل المقرّبة من إيران مناصب سيادية؛ مثل النفط والداخلية والدفاع، خاصة أن تلك الكتل كانت ترغب بتسمية هادي العامري أو نوري المالكي لهذا المنصب، ولم يكن ترشيح عبد المهدي خيارهم المناسب.
وتنقل الواشنطن بوست عن مسؤول أمريكي كبير تحدّث شريطة عدم ذكر اسمه: إن “واشنطن شجَّعت الخطوات التاريخية التي اتُّخذت ليلة الثلاثاء. الرئيس صالح ورئيس الوزراء عبد المهدي، من الشخصيات ذات الخبرة ويحظون بالاحترام داخل العراق وفي جميع أنحاء العالم”.
المصدر : وكالات