قالت وكيلة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون إن واشنطن تعمل حاليا على تقوية المعارضة السورية المعتدلة، مؤكدة في جلسة استماع في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أن الإدارة الأمريكية لن تسمح بنشوء ملجأ آمن للمقاتلين المتشددين على غرار منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية.
وأضافت باترسون خلال الجلسة التي عقدت الأربعاء “في باكستان شاهدنا بوضوح الخطر حينما استطاع الإرهابيون إنشاء ملاذات آمنة”، مشيرة إلى صعوبة ما آل إليه الأمر هناك، وإلى كلفته على الأرواح والأموال من أجل “طردهم وتدميرهم”.
وقال “لهذا السبب أصبح منع قيام ملاذات آمنة في سورية من أهم الأولويات بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء”.
وقالت باترسون “نحن الآن ننظم أنفسنا بشكل أفضل” من أجل مواجهة التحديات “المتزايدة” التي يشكلها توجه المتشددون ووجودهم في سورية.
وقالت المسؤولة الأمريكية إن المقاتلين المتشددين يشكلون أقلية في سورية، مضيفة أنهم يبلغون نحو 23 ألف شخص بينهم سبعة آلاف مقاتل أجنبي من مجموع 75 إلى 110 ألف مقاتل معارض في سورية.
وجددت باترسون موقف واشنطن بشأن الحل السياسي في سورية مؤكدة أنه لن يأتي بعد تحقيق الانتصار العسكري. وقال “السلام لن يحل على سورية عبر الانتصار العسكري بل عبر التسوية السياسية التي يتم التفاوض عليها فقط”.
وقالت باترسون إن الانتخابات الرئاسية التي تعتزم دمشق تنظيمها غير شرعية “تماما”، لافتة إلى أن ليس لدى سورية تاريخ من الانتخابات الحرة التي تتم في أجواء تتمتع بالشفافية.
وأضافت “لا يمكن إقامة انتخابات مع وجود تسعة أو 10 ملايين شخص خارج البلاد أو تقطعت بهم السبل” بحيث لا يمكنهم التصويت، مشددة على أنه لن يكون هناك “اعتراف دولي” بنتائج هذه الانتخابات.
وقالت باترسون إن واشنطن تريد الإبقاء على عملية السلام في سورية والتي انطلقت في جنيف 2، معللة موقفها بالقول إنه يجب أن يكون هناك فرصة للعودة إليها في حال تغيرت الحسابات أو الموازين على الأرض، لكنها حملت نظام الرئيس السورية بشار الأسد وروسيا “التي قامت بدور سري” بإفشال هذه المفاوضات.
في المقابل، قال كبير المفاوضين السوريين في جنيف 2 هادي البحرة إن مفاوضات السلام في سورية ماتت، مضيفا في مقابلة نشرتها صحيفة ديلي بيست الأمريكية “لن يكون هناك المزيد من محادثات السلام دون أن يغير النظام لهجته بصورة شاملة”.
وأضاف البحرة أنه من غير الوارد عقد جولة جديدة من المحادثات في وقت لا يريد فيه النظام مناقشة ما ورد في أجندتها بصورة جدية.
وانتقد البحرة تصريحات السفير الأمريكي السابق في سورية روبرت فورد والتي حمل فيها المعارضة السورية مسؤولية بقاء الأسد في السلطة بسبب انقسام المعارضة على نفسها وطموحها الشخصي والمنافسة بين قياداتها على المناصب وعدم قدرتها على الوصول إلى الأقليات في سورية.
وقال البحرة إن فورد يبحث عن آخرين لتحميل مسؤولية فشل المجتمع الدولي في تنفيذ التزاماته وتحقيق أهدافه في إبعاد الأسد عن السلطة.
كذلك، انتقد الموفد السابق للرئيس أوباما لتنسيق شؤون العملية الانتقالية في سورية فريدريك هوف تصريحات فورد بشأن بقاء الأسد في السلطة بعد ثلاث سنوات من انطلاق الاحتجاجات على حكمه.
وقال هوف في مقالة نشرها المجلس الأطلسي، الذي انضم إليه كباحث منذ عام، إن فورد يحاول “إبعاد الملامة عن واشنطن بسبب إخفاق سياستها الكارثي والوضع الإنساني المتردي”.
وأضاف هوف أن أداء المعارضة السورية في مفاوضات جنيف 2 لم يغير من النظرة الأمريكية للسوريين باعتبارهم ليبراليين وحداثيين.
المصدر : أ ف ب