وصفت صحيفة “يسرائيل هيوم” قرار باراجواي، بإعادة سفارتها من القدس المحتلة إلى تل أبيب، بـ”ضربة قاسية للغاية ومباشرة” لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وذكرت الصحيفة العبرية المقربة من حزب الليكود الحاكم في إسرائيل، في عددها الخميس، أنه بينما يعمل نتنياهو للحصول على اعترافات دول أخرى بالقدس عاصمة لإسرائيل، يحدث العكس.
وأضافت أن كولومبيا اعترفت بدولة فلسطين، وباراجواي سحبت اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، “وهذا يجب أن يشعل الضوء الأحمر في إسرائيل”.
من ناحيتها قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الفلسطينيين كشفوا عن طبيعة جهودهم التي أدت إلى قرار باراجواي.
ونوهت الصحيفة بزيارة وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي باراجواي قبل أسبوعين لإقناع الحكومة الجديدة بالتراجع عن القرار.
وحسب “يديعوت أحرونوت” فقد أبلغ رئيس باراجواي الجديد ماريو عبده بينيتز (من أصل لبناني) ووزير الخارجية ليويس ألبيرتو كاستيليوني، المالكي، أن قرار إعادة السفارة إلى تل أبيب سينفذ بهدوء في بداية الشهر الحالي، لكنه طلب الحفاظ على سرية القرار حتى موعد الإعلان عنه.
وذكرت الصحيفة أن باراجواي تعرضت لضغوط عربية مكثفة، وربما تلقت وعودا عربية بالاستثمار فيها إذا تراجعت عن قرارها.
وقال مايكل أورن، عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن حزب الليكود، والذي يعمل أيضا في مكتب نتنياهو بمنصب نائب وزير، إن الإدارة الأمريكية ستعاقب باراجواي على خطوتها.
ونقلت صحيفة “معاريف” العبرية عن أورن، الذي عمل أيضا سفيرا لإسرائيل في واشنطن، إن علاقات الولايات المتحدة وباراجواي ستتضرر بسبب قرار الأخيرة، كما أنها ستمس العلاقات الثنائية مع إسرائيل.
في المقابل، هاجمت عضو الكنيست “أييلت نحمياس فربين” من “المعسكر الصهيوني” المعارض، نتنياهو.
وقالت فربين، حسب “معاريف”، إن رد فعله على قرار باراجواي نابع من دوافع شخصية، رغم أن القرار نفسه مرفوض.
وأضافت أن نتنياهو شعر بالإهانة الشخصية لتضرر العلاقات الدولية لإسرائيل، لكن العلاقات الدبلوماسية ليست شأناً يتم التعامل معه بنوبات الغضب.
ورأت أنه بالرغم من أن قرار نقل السفارة من القدس إلى تل أبيب مؤسف، “لكنه لا يستحق قطع العلاقات مع هذه الدولة”.
ونقلت “معاريف” عن العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي من “القائمة المشتركة” قوله إن قرار باراجواي “شجاع وسليم”، وهو أيضا رد على جنون إدارة دونالد ترامب.
ورداً على قرار باراغواي، أعلن مكتب نتنياهو، إغلاق سفارة باراجواي، واستدعاء السفير الإسرائيلي للتشاور، حسب صحيفة “هآرتس” العبرية.
وافتتحت باراغواي، سفارتها في مدينة القدس المحتلة، في 21 مايو الماضي، لتصبح حينها الدولة الثالثة التي تتخذ هذه الخطوة بعد الولايات المتحدة الأمريكية وجواتيمالا.
ونقلت واشنطن سفارتها من تل أبيب إلى القدس، في 14 من ذلك الشهر، بعد أن وقّع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 ديسمبر2017، وثيقة تعتبر القدس المحتلة بشقيها الشرقي والغربي، عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال.
فيما نقلت غواتيمالا، في 15 مايو الماضي، سفارتها إلى القدس المحتلة، أسوة بواشنطن، التي أثارت خطوتها غضبا دوليا.
ويرفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس التعاطي مع إدارة ترامب منذ قرارها بشأن القدس، العام الماضي، واتهمها مراراً بالانحياز إلى إسرائيل.