أكدت دراسة طبية كندية أن تناول الفواكه الاستوائية، التى تزرع فى منطقة الأمازون، يفيد فى مكافحة السمنة والاضطرابات الأيضية عن طريق التأثير إيجابيا على بكتيريا الأمعاء، مشددة على أن البدانة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض الأيضية مثل مرض السكر.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول 2030 ، سيتواجد أكثر من مليار بدين حول العالم، لذلك فإن فهم الآليات المعنية بالبدانة والظروف التي تؤدي إليها يعد أمرا هاما وحيويا.
وتعتبر الفاكهة عالية العناصر المضادة للأكسدة كالبوليفينول، على وجه التحديد، أكثر فائدة للإنسان، فقد توصل عدد من الباحثين إلى أن مستخلصات الفاكهة الغنية بهذه المواد الكيميائية يمكن أن يقلل من زيادة الوزن وتحسين مقاومة الإنسولين.
وقرر الباحثون فى كلية الطب جامعة “لافال” في كندا مؤخرا، التحقق من الفوائد المحتملة للفواكه الإستوائية التى تنمو في غابات الأمازون مثل فاكهة “كامو كامو”( Myrciaria dubia)، وتعد فاكهة “كامو كامو” فاكهة حمراء أرجوانية اللون تشبه الكرز، وعلى الرغم من أن السكان الأصليين قد حصدوا الثمار طويلا، إلا أنها بدأت مؤخرا فقط زراعتها بشكل ممنهج وبيعها فى العديد من الأسواق اليابانية حيث تحظى بشعبية واسعة.
وشدد الباحثون على ثراء هذه الفاكهة – التى يتنوع مذاقها ما بين مذاق الكرز والليمون – بشكل كبير بالمواد الكيميائية النباتية الصحية، حيث تحتوي هذه الفاكهة، على وجه الخصوص، على مستويات عالية من مضادات الأكسدة، بما في ذلك حمض الإلاجيك ( الذى يحمى من بعض الأمراض المزمنة )، وحمض”إلأجيتامين”( الذى يعتقد أنه يحمى صحة الأوعية الدموية ، إلى جانب مادة “بروأنثوسانين” وهي مادة كيميائية تتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، كما تحتوى هذه الفاكهة على فيتامين”ج” بكميات وفيرة تصل إلى 3000 ملليجرام لكل 100 جرام، وهى نسبة تفوق ما بين 20 – 30 مرة أكثر من مثيلتها المتواجدة فى ثمار فاكهة “الكيوى”، مما يجعلها واحدًا من أعلى محتويات فيتامين (ج) لأي فاكهة.
ولتحقق من فعالية هذه الفاكهة فى المساعدة على خفض الوزن، قام الباحثون بإطعام عدد من الفئران بنظام غذائى غنى بالدهون وعالى السكر لمدة ثمانية أسابيع .. وأعطوا نصف الفئران مستخلصا من العناصر الغذائية الصحية لثمار فاكهة “كامو كامو” يوميا .
ومع نهاية الدراسة، اكتسبت الفئران التي تستهلك مستخلص كامو كامو وزنًا أقل بنسبة 50٪ من أولئك الذين لم يستهلكوا المستخلص، وعندما نظر الفريق في مقاومة الأنسولين لدى الفئران ، حدثت تغييرات ملحوظة هناك أيضًا. تحسن كل من تحمل الغلوكوز وحساسية الأنسولين، في هذه الأثناء، انخفضت مستويات الذيفان الداخلي والالتهاب. كما تم قياس التغيرات المحددة في ميكروبيوم الحيوانات .. وشدد الباحثون على أن كل هذه التغيرات كان مصحوبة بإعادة تشكيل الجراثيم المعوية لدى الفئران .
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)