تتجلى في أعياد المسلمين، أسمى المعانى والقيم الروحية، كالتضحية والفداء والتقوى والزهد والورع.. جنباً إلى جنب مع الثقافات والعادات الاجتماعية والموروثات الشعبية، كتبادل التهانى والأطعمة والمأكولات والهدايا والعيديات، والخروج إلي المتنزهات والحدائق العامة والشواطئ وإقامة الاحتفالات والأفراح.
“اليوم” عيد الأضحى، وهو عيد التضحية والفداء والذى يوافق يوم 10 ذو الحجة من كل عام هجري ، بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج على جبل عرفات، و يطلق المصريون على عيد الأضحى اسم “العيد الكبير” و كذلك “عيد اللحمة”.
وترجع تسمية “عيد اللحمة” إلى أن كثيرا من المسلمين يذبحون الأضاحي ويوزعون لحومها على الأقارب والجيران والفقراء ولا يكاد يخلو بيت من اللحمة في العيد حتى و إن لم يتمكنوا من ذبح الأضحية.
ويعتبر هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما رأى في منامه رؤيا أمره الله سبحانه وتعالى فيها بذبح ابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، أنزل الله من السماء كبشا فداء لسيدنا اسماعيل، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيتهم، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى.
ومن معانى التقوى يحرص غير الحُجّاج من المسلمين على صيام يوم عرفة لما فيه من فضل، فيستدل أهل السُنّة بحديث رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»، وأنه لا يجوز للحاج صيامه كون النبي محمد كان مفطرًا حينما وقف في يوم عرفة.
وتبدأ احتفالات عيد الأضحى بالتقرب الى الله سبحانه وتعالي بأداء صلاة العيد في مختلف المساجد و الساحات المخصصة لصلاة العيد ويهنئ المسلمون بعضهم البعض بقدوم عيد الأضحى، وسط جو من البهجة و السعادة، وبعد أداء الصلاة ينتشر المسلمون ليقوموا بذبح أضحياتهم، فالأضحيّة هي إحدى شعائر الإسلام، من السنن المؤكدة، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق.
ومن ضمن ثقافات وعادات المصريين فى عيد الأضحى، تناول “الفتة” فى صباح أول أيام العيد، ويرجع أصل الفتة إلى عهد الفراعنة، فقد كانوا أول من قاموا بعمل طبق الفتة وسميت بهذا الاسم لأنها تطهى من “فتات” الخبز مضافاً إليه الأرز وقطع اللحم، وكانت تقام الولائم فى قصور ملوك الفراعنة وتحتل الفتة وسط الموائد حيث اعتبرها ملوك الفراعنة أكلة رفيعة المستوى لاحتوائها على الخبز واللحوم وهما أساس الغذاء الصحيح.
وازدهرت أكلة الفتة بشكل كبير فى العصر الفاطمى حيث أضيفت إليها الصلصة لتعطى لها نكهة خاصة، فكان الملوك الفاطميون يذبحون عددا كبيرا من الذبائح فى أول أيام عيد الأضحى ويأمرون الطهاة بعمل أطباق الفتة وتوزيعها على عامة الشعب احتفالاً بتلك المناسبة.
ومن الموروثات الشعبية أيضا “العيدية”، حيث ينتظر الأطفال العيد ببالغ الصبر للحصول على “العيدية” أولاً، ثم تأتي باقي الاعتبارات التي تعدّ مصدر بهجة بالنسبة لهم، إذ يفضلون دائماً أن تكون من الأوراق النقدية الجديدة، حتى إن بعضهم يتباهي بكمية النقود التي يجمعها.
وثقافة العيدية بدأها الفاطميون خلال فترة حكمهم لمصر، حيث كانوا يوزعون مبالغ نقدية مع كسوة العيد على الفقراء، وكانت الجماهير تذهب يوم العيد إلى قصر السلطان أو الخليفة الذي يلقي لهم الدنانير والدراهم.
ومن التقاليد والثقافات الشعبية خروج الناس في أيام العيد إلى الحدائق والمنتزهات أو حضور حفلات؛ ولذلك أعدت قطاعات وزارة الثقافة برامج فنية وثقافية متنوعة لتحتفل مع جموع المصريين بعيد الاضحى المبارك في مختلف محافظات مصر تضم أكثر من 200 فعالية ثقافية وفنية.
المصدر: وكالة انباء الشرق الأوسط (أ ش أ)