تشهد مدينة الخرطوم وأجزاء متفرقة من السودان أمطارا غير مسبوقة عطلت حياة المواطنين وتسببت في خسائر مادية كبيرة ، حيث غمرت المياه شوارعها، و انقطع التيار الكهربائي عن معظم الأحياء ، وقتل 23 على الأقل في السودان جراء الفيضانات التي اجتاحت أجزاء مختلفة من البلاد، وأدت إلى انهيار مبان وتشريد الآلاف، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقبل أيام وعلى نحو غير متوقع ، إنهار ٢٠٠ متر من جسر “موراندي” الواقع بمنطقة صناعية غرب مدينة جنوة الساحلية بشمال إيطاليا ، فيما وصف بالمأساة الفادحة حيث سقط الحطام فوق سكة حديد، وعلقت سيارات وشاحنات بين الأنقاض و تضررت مبان مجاورة ، عاصفة مفاجئة وعنيفة بعد سقوط أمطار غزيرة ، تسببت فى حدوث تلك الحالة المفجعة و الدمار الكبير ، عمال الإنقاذ الذين بحثوا بين الأنقاض عن البشر تحدثوا عن “عشرات الضحايا”، واحتمال وجود أحياء عالقين تحت الركام ٠ الكارثتان غير المتوقعتين نجمتا عن قوى الطبيعة ، وترتب عليهما سقوط ضحايا بين حالات وفاة وإصابات ،إلي جانب تدمير في الممتلكات، الأمر الذى سيكون ذو تأثير على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية ، وقد يفوق إمكانيات مواجهتها قدرة الموارد الوطنية وتتطلب مساعدة دولية.
والكارثة هي حادثة كبيرة ، قد تكون كارثة طبيعية مردها فعل الطبيعة (سيول، زلازل، عواصف.. الخ) وقد تكون فنية سببها الإنسان وتتطلب مواجهتها معونة الأجهزة الوطنية كافة (حكومية وأهلية) أو الدولية إذا كانت قدرة مواجهتها تفوق القدرات الوطنية. والكوارث مثل ثورة البركان، الزلازل، الأعاصير والسيول وغيرها هى الظواهر الطبيعية التي تسبب دمارا كبيرا للممتلكات والبشر، خاصة إذا حدثت في مناطق مأهولة بالسكان ، و يختلف حجم الكارثة بحسب نسبة السكان المحيطين بظاهرة طبيعية منطوية أو قابلة للخطر، مثلما يحدث فى المجتمعات التى تتمسك بالعيش بالقرب من براكين لها تاريخ مدمر لما تتميز به التربة فى تلك المناطق من خصوبة ٠
وتندرج كل من كارثتى السودان وايطاليا تحت عنوان “الكوارث المائية “والتى تشمل الفيضانات والأمطار الغزيرة والتسونامى ، وهى شق من “الكوارث المناخية ” الناجمة عن ظاهرة التغير المناخى الحادث بسبب ارتفاع درجة الحرارة ” الاحتباس الحراري ” ، حيث لا يمكن تجاهله وخطره وخسائره على البشر ، والكارثتان تضاهيان خطر الحروب وخسائرها ، لما لها من أثر على تدهور البيئة على الصعيد العالمي والذى لا يجد من يوقفه ، ويعزز هذا التأثير استغلال الموارد الطبيعية بشكل يخلف ضررا كبيرا .
وهناك العديد من العوامل التي تؤدى إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى ، ومنها النفايات النووية والتلوث الهوائى ، وكوارث الاحتباس الحرارى كثيرة ، منها ارتفاع درجة الحرارة باستمرار كل عام ، مما يؤدى إلى ذوبان القطب الجنوبى وبالتالى ارتفاع منسوب الماء الذى ينتج عنه تآكل العديد من السواحل وغرق العديد من المدن ٠
ومع تغير المناخ يتوقع تزايد معدل حدوث الكوارث المناخية حيث يهدد ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض بتغيير معالم العالم ، فخلال الثلاثين عاما الماضية كان تأثير الكوارث الطبيعية على البشر خمسة أضعاف تأثيرها قبل جيل بأكمله ، وازدادت الأوضاع سوءا ، فالمناخ يتغير مما يهدد بوجود ظواهر جوية خطيرة ففي عام 2006 وحده ، عانى 117 مليون شخص من نحو 300 كارثة طبيعية بما في ذلك الجفاف الشديد في الصين وإفريقيا ، والفيضانات الكاسحة في آسيا وبعض مناطق إفريقيا ، مما أدى إلى خسائر بنحو 15 مليار دولار.
لا توجد دول محصنة من الكوارث الطبيعية فى العالم ولذلك يجب اتخاذ تدابير وقائية فى كل دولة للحد من هذه الكوارث والتقليل من آثارها ، بالإضافة إلى أهمية بناء مباني مقاومة للمخاطر ، ويراعي فيها توافر عوامل الأمان ، وتوعية الرأي العام حول كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية ومن ضمنها عمليات الإجلاء من المناطق المهددة.
أ ش أ