قناة السويس كيان اقتصادى عملاق ليس فقط لكونها ممرا ملاحيا عالميا يصل بين البحرين الأحمر والمتوسط. وبين آسيا وأوروبا وإفريقيا.. ولكن لأنها من أهم المشروعات الكبرى التى أقيمت خلال القرنين الماضيين، وكانت سببا فى صراعات دولية وإقليمية، وهمزة وصل للتجارة العالمية والنقل البحرى الدولي، وهو ما انتبهت إليه مصر منذ عشرات السنين، ودافعت عنها باعتبارها رمزا للسيادة المصرية على أراضى الدولة ومواردها الاقتصادية وسلطتها على قرارها السياسي.. وبعد مرحلة من الحروب بدأت مصر فى تشغيل المجرى الملاحى للقناة وتوسعته وإقامة شريان جديد بإنشاء قناة السويس الجديدة التى تعتبر هدية مصر للعالم.
تقديم القناة كهدية للتجارة العالمية سيظل عملا قوميا تقوم به مصر وتحرص عليه من خلال عقد مؤتمرات اقتصادية عالمية على أرض مصر، وهذا ما توضح أبعاده الدكتورة بسنت أحمد فهمى الخبيرة الاقتصادية وعضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب بتأكيدها أن انتعاش القناة مرتبط مباشرة بحركة التجارة الدولية التى لو شهدت انتعاشا ورواجا فسوف ينعكس ذلك بالضرورة على حركة الملاحة بالقناة وما تضخه من عملات صعبة فى الاقتصاد القومى المصري، لذا يجب الترويج جيدا لمحور قناة السويس ليتم عمل مشروعات ومناطق لوجيستية على هذا المحور خلال خطط الدولة القادمة. وتضيف أن المؤتمرات الاقتصادية التى تعقدها مصر للترويج للقناة تشمل مؤتمرين غاية فى الأهمية. أولهما للبنك المركزى ترأسه مصر ويحضره محافظو البنوك المركزية بالعديد من دول العالم، والمنتظر أن يتم خلاله عرض الخطة الشاملة للإصلاح الاقتصادى والمالى والمشروعات القومية ومنها تنمية إقليم قناة السويس.
والمؤتمر الثاني: المؤتمر الاقتصادى الذى سيشارك فيه صندوق النقد الدولى والبنك الدولى وسيتم خلاله عرض محور قناة السويس كجزء لايتجزأ من الإصلاح الاقتصادي، حيث تحذو حذونا الدول الأفريقية.
ويضيف د. أحمد الشامى خبير اقتصاديات النقل ودراسات الجدوى – رئيس لجنة النقل فى قناة السويس بأنها ممر ملاحى من أهم الممرات الملاحية العالمية حيث يعبر فيها 11.2% من حجم البضاعة التى تمر بالممرات الدولية ومعنى هذا أن هناك حوالى 89% سيتم تداولها من مسار مختلف . ورغم أن هناك بدائل مثل طريق رأس رجاء الصالح إلا أنه ليس طريقا مثاليا لأنه يطيل المسافة، أما ممر أو قناة القطب الشمالى فهى تقصر المسافة ولكن مايمر بها فى عام يمر لدينا فى قناة السويس فى أسبوع.
وبالنسبة لقناة بنما فهى تنافس قناة السويس فى عدد السفن ولكن ميزة قناة السويس أنها تحمل كميات أكبر من البضائع والحاويات حيث تستوعب كل السفن التى تصل حمولتها إلى 24 ألف حاوية وهو الجيل السادس من السفن فى 2025 ولكن قناة بنما آخر ما تستطيع 12500، و 60% من البضائع والتى يتم تداولها عالميا تتم من خلال الحاويات وهو طبيعى لأنه عنصر التكلفة ومستلزمات التشغيل أما الباقى فيمثل البضائع الصب والسائلة وهذه تتراوح بين 14 إلى 15% من حجم الأسطول وبعضها أنواع مختلفة وقناة السويس تحمل 100% من هذه السفن والتى تصل إلى 245 ألف طن … وهى ميزة لقناة السويس وحدها وليست موجودة بقناة بنما التى لا يتجاوز أقصى حمولة لسفنها 165 ألف طن.
إجمالى الحمولة ا لصافية للسفن العابرة للقناة المصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار القيمة بالمليون إذن تتميز القناة بإستيعاب الحمولات الكبيرة كما أن عمرها 150 عاما أى أنها من أقدم الممرات الملاحية ونسبة السلامة بها عالية ومعدلات الأمان عالية جدا ووجود خدمات من المفترض انتظار اكتمالها على قناة السويس وهى ممثلة فى المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس لها أهمية خيالية على المحور واكتمالها سيؤدى إلى اكتمال الحظة التى وضعتها الدولة سيكون هناك تعظيم لقناة السويس وأهمتيها وخاصة أنها عنصر من عناصر الدخل القومى وسيكون هناك دور أفضل لها … وأهم من ذلك تطوير أسلوب الإدارة.
ويقول د. محمد شومان عميد كلية الاعلام بالجامعة البريطانية : كلنا نعلم أن مصر مستهدفة من قبل جهات مختلفة إقليمية ودولية وهناك بعض القنوات تبث خطابا دعائيا مضادا وفى مقدمتها قناة السويس ولاشك أن هناك شائعات وأكاذيب تروج لها الجماعات الإرهابية وقنواتها الدعائية التى تصف هذا المشروع بأنه خاسر رغم أن التقارير الدولية تؤكد عكس هذا وأن تمويل قناة السويس لم يكن إلا بسواعد أبنائها وقد سمعنا من الفريق مهاب مميش أن هناك ارتفاعا فى دخول القناة ولولا ما تمر به المناطق العالمية وتجارتها لتضاعف مردودها الاقتصادى وتأتى القناة بثمارها.
ولذلك لابد من الرد السريع واستخدام الإعلام الوطنى فى الرد على هذه الشائعات وإبراز الدور الحقيقى للقناة سريعا مدعوما بالأرقام لكل الإتجازات الحقيقية ، على أرض الواقع.
الدكتور طارق فهمي، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، قال أن مشروع قناة السويس الجديدة ومحور التنمية يطرح فكرة استراتيجية استباقية لنهضة تنموية شاملة فى مصر لمواجهة التحديات والمخاطر التى تواجهها القناة القديمة والجديدة من المحيط الإقليمي، وكان لابد لمصر أن تنفذ هذا المشروع فى مدة زمنية قصيرة لاستشعارها حجم المخاطر والتحديات من دول إقليمية والتى تبنت عدة تصورات أخطرها ماتقوم به فى خط السكك الحديدية التى يربط بين أشدود وإيلات وتجديد طرح فكرة قناة البحرين التى تربط البحر الأحمر بالبحر الميت وتضم إسرائيل والأردن بالإضافة إلى المخطط الإقليمى بإحياء فكرة أنابيب البترول والغاز فى المنطقة والتى توقف بعضها لبعض الوقت وجاء مشروع القناة ليحبط جميع هذه المخططات ويؤكد قدرة المصريين على الإنجاز والنجاح .
التأثير الإيجابي
مروان عبد الرازق ـ خبير تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ـ أشار إلى أن قطار التنمية انطلق وأن العائد المادى سيعود قريبا على المصريين فمحور تنمية قناة السويس والمشروعات المنتظر إقامتها فيه لا تقتصر فقط، على البعد الدولى وتوفير احتياجات السفن العابرة وإنما يمتد تأثيرها الإيجابى على جميع سكان مدن القناة وأن التقديرات الأولية من فرص العمل التى سيتم توفيرها تتجاوز الآلاف فى المهن والتخصصات المختلفة والتقارير الدولية الصادرة من منظمات اقتصادية مرموقة والتى لا تعرف سوى لغة الحياد والتجرد، تؤكد أن محور تنمية قناة السويس سيكون من أفضل المناطق الاستثمارية والتجارية فى العالم وأن موقع القناة المتميز وسط الكثير من طرق التجارة العالمية سيجعلها الممر الأفضل للكثير من شركات التجارة العالمية وقانون الاستثمار الجديد ولائحته التنفيذية يسهل على كل مستثمر جاد يريد أن يستثمر فى محور قناة السويس.