تأتي الذكرى السادسة والستون لثورة 23 يوليو، حاملة معها ذكريات مليئة بالمكتسبات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي تعد نقلة كبيرة في حياة كل امرأة مصرية، واعترافًا صريحًا بحقوقها.
وبعد أن وصلت المرأة إلى مناصب هامة وكبيرة في عصرنا الحالي، مثل وزيرة، ومحافظة، وسفيرة، وغيرها، لابد أن نتذكر دور ثورة 23 يوليو التي حررت فكر الكثير، وغيرت نظرة المجتمع للمرأة بعد إعطائها حقوقها كاملة بالدستور مثلها مثل الرجل.
شهدت كل امرأة عاشت عصر ثورة 23 يوليو تغيرًا كبيرا في حياتها، بعد أن توج الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، المرأة المصرية بالاهتمام، وعمل على تحسين الحياة الاجتماعية لها، من خلال مشروع الأسر المنتجة، ومشروع الرائدات الريفيات، ومشروع النهوض بالمرأة الريفية، بالإضافة إلى الجمعيات الأهلية التي تقدم المزيد من الخدمات التنموية، وتعليم وتدريب السيدات، بالإضافة إلى مشاركتها السياسية والنهوض بأحوالها الاقتصادية.
وفيما يلى أهم المحطات التي شهدتها المرأة المصرية في ثورة 23 يوليو من مكاسب في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والسياسية.
تعليم المرأة
قالت نهاد أبو القمصان، رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، إن ثورة 23 يوليو نقلة كبيرة في حياة المرأة، لما لها من المكتسبات الكثيرة، ومن أبرزها حق المرأة في التعليم، التي فتحت أبوابه الثورة، وأصبح بإمكان فتيات كثيرة الالتحاق بالتعليم الجامعي المجاني، لافتة إلى أن هذا أفاد الطبقة المتوسطة التي تمتعت بالتعليم المجاني الذي ناسب إمكانياتهم المادية.
ولفتت أبو القمصان، إلى أنه لولا ثورة 23 يوليو ما كانت دخلت الجامعة، قائلة” أنا فخورة بأني من الجيل الثاني الذي تمتع بإرث ثورة 23 يوليو من مكتسبات”.
وأضافت رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة، أن 23 يوليو كانت ثورة حقيقة لتشغيل المرأة، وإنشاء المشاريع الريفية.
التعليم مكسب للمرأة
فيما أكدت السفيرة ميرفت التلاوي، المدير العام لمنظمة المرأة العربية، والأمين العام السابق للمجلس القومي للمرأة، أن ثورة 23 يوليو مكسب كبير للمرأة بالطبع، وهذا ينعكس على حياة المرأة الآن، مشيرة، إلى أن تعليم المرأة فتح لها الكثير من المجالات التي جعلتها تشغل المناصب الهامة والكبيرة، وأصبحت تساوي الرجل في كل شيء، والزعيم الراحل جمال عبدالناصر حرص على تعليم المرأة وتشغليها ومشاركتها في المجتمع، وبدأت الثورة بخطوة هامة للغاية وهي تعليم الفتيات.
ومن جانبها، أشارت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية سابقًا، أن الأجيال التي عاصرت ثورة 23 يوليو كانت محظوظة، لأنهم حصلوا على مكتسبات في كل المجالات، وهذا ما أكد دور المرأة، وإعطائها فرصة لإثبات كيانها، موضحة أن الحديث عن مكتسبات المرأة بعد الثورة إلى الآن أمر صعب، لأن المكتسبات لا تعد ولا تحصى، وأما تعليم المرأة وإسهام الثورة في ذلك، أدى إلى تمكين المرأة في كل المجالات، ونتيجة ذلك، أن المرأة الآن تشغل مناصب كبيرة سفراء ووزراء وتمثل البلد خارجيًا.
المرأة والدستور
أوضحت أبو القمصان، أن السيدات أصبح لهن الحق في التصويت والمشاركة السياسية في الانتخابات، مثلهم مثل الرجال، وهذا ما نص عليه الدستور 1956، لافتة إلى أن ثورة 23 يوليو، قدمت أعلى مستوى من المكاسب للمرأة أكثر من مطالبها في ذلك الوقت.
أول وزيرة مصرية
وأشارت، إلى أنه بعد 23 يوليو بسنوات، ظهرت أول وزيرة مصرية، وهي حكمت أبو زيد، التي اختارها الزعيم جمال عبد الناصر، وزيرة للشئون الاجتماعية، وهذا دليل قوي على مشاركة المرأة في المناصب السياسية والاجتماعية.
عمل المرأة بالدستور
واتفقت معها التلاوي قائلة، إن الدستور في 1956 لم يكتف فقط بمساواة الرجل والمرأة في الانتخابات، والتصويت، بل وضع قوانين العمل والإجازات التي تكون في صالح المرأة، ونص على أن الدولة تساعد المرأة على الجمع بين مسئوليتها وواجبتها الأسرية والعمل.
راتب المرأة يساوي الرجل
أكدت أبو القمصان، رئيسة المركز المصري للمرأة، أن المرأة تساوت مع الرجل سياسيًا واجتماعيًا وأيضًا اقتصاديًا، حيث إن راتب المرأة يساوي راتب الرجل دون أي تمييز، وتوفرت وظائف كثيرة للمرأة للعمل والمشاركة الإيجابية في المجتمع.
واتفقت المدير العام لمنظمة المرأة العربية مع رئيسة المركز المصري للمرأة، في شأن تساوي الرجل والمرأة في الرواتب، لافتة إلى أن هناك قوانين ساعدت المرأة في تنظيم حياتها المنزلية والعملية والجمع بين مسئوليتها في الأسرة والمنزل، من خلال إجازات الوضع ورعاية الطفل، وأيضًا كانت بعض المؤسسات التي لديها أكثر من 50 سيدة تقوم بإنشاء حضانة لرعاية أولاد السيدات اللاتي يعملن بها.
وذكرت التلاوي، أن عدد السيدات اللاتي كن يعملن بماسبيرو تجاوز الرجال في ذلك الوقت، وظهرت المذيعات وتصدرن المشهد في ذلك الحين.
شددت المدير العام لمنظمة المرأة العربية، على أن القوانين لا غبار عليها، لأن حقوق المرأة موجودة ومعترف بها قانونًا، ولها كافة الحقوق مثلها مثل الرجل تمًامًا، ولكن أصبحت مسئولية المرأة أكبر بكثير مع تطور العصر، وحصولها على المناصب الكبيرة، لافتة إلى أنها لابد أن تحافظ على حقوقها وتستغل كل الفرص المقدمة لها، وتدرك أن لديها قدرات كبيرة، وأن تتذكر أن 19 سيدة الآن أصبحوا من رؤساء الدول.
الحفاظ على الحقوق
بينما أشارت رئيسة المركز المصري للمرأة، إلى أن مشاركة المرأة في المجتمع تمثل بشكل عظيم، ولابد أن تتمتع المرأة بحقوقها وتحافظ عليها، وأن تندمج في ثقافة التنوير والتطوير نحو المستقبل، وخاصة بعد توافر حقوقها واهتمام الدولة بها.