على الرغم من الانخفاض الحاد في عدد المهاجرين إلى أوروبا عبر الرحلات الخطرة في البحر المتوسط، فإن عدد الوفيات والمفقودين منهم كانت كبيرة نسبيا، حيث أكدت المفوضية العليا لشئون اللاجئين،وطالبت المفوضية الأممية بزيادة جهود الإنقاذ في البحر وعدم وضع القيود على السفن التابعة للمنظمات غير الحكومية التي تقوم بذلك.
وأوضحت المفوضية، على لسان المتحدة باسمها تشارلي ياكسلي في مؤتمر صحفي بجنيف اليوم الجمعة، أن حوالي 45 ألفا و 700 مهاجر وطالب لجوء قد وصلوا إلى أوروبا بعد عبور المتوسط في الشهور الستة الأولى من العام الجاري 2018، ما يمثل انخفاضا حادا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث يقل الرقم بخمس مرات عند مقارنته بأرقام ذروة الوافدين إلى أوروبا في النصف الأول من عام 2016 ،ويعتبر ذلك عودة إلى متوسطات ما قبل عام 2014.
وقال المتحدث إن المنظمة تشعر بالقلق برغم هذا الانخفاض خاصة أن الأطفال والنساء مازالوا يموتون في البحر بأعداد كبيرة نسبيا، ونوه إلى أن العدد زاد على ألف ضحية من القتلى والمفقودين العام الجاري وللسنة الخامسة على التوالي، وذكر أنه في شهر يونيو الماضي وحده توفي شخص واحد من بين كل سبعة أشخاص عبروا وسط البحر المتوسط، مقارنة مع واحد من بين كل 19 في النصف الأول من العام الجاري، وواحد من كل 38 في النصف الأول من عام 2017.
أضاف المتحدث أن ارتفاع الخسائر في الأرواح يؤكد الحاجة الملحة إلى تعزيز قدرات البحث والإنقاذ في البحر، بما يتماشى مع الالتزامات بموجب قانون البحار، وذلك للسماح بالجهود المبذولة للاستجابة لأزمات العابرين في البحر، معربا عن قلق المفوضية بشكل خاص من تأثر قدرات البحث والإنقاذ، إذا لم يتم تشجيع السفن والزوارق التي تقوم بذلك، إضافة إلى خوف تلك السفن الآن من رفض منحها تأشيرة لإنزال من تم إنقاذهم.
ولفت ياكسلى إلى أن المنظمات غير الحكومية التي تقوم بمهمة الإنقاذ، أعربت عن قلقها إزاء القيود المفروضة على قدراتها لإجراء عمليات البحث والإنقاذ، وعلى تحركاتها والتهديد بإجراءات قانونية ضدها.
وشدد المتحدث باسم مفوضية اللاجئين على أن المنظمات غير الحكومية تلعب دورا حاسما في إنقاذ الأشخاص الذين يواجهون أزمات في البحر حيث قامت تلك المنظمات بحوالي 40 % من عمليات الإنقاذ من يناير إلى أبريل هذا العام لمن نزلوا في إيطاليا، بمن في ذلك الأشخاص الذين أنقذتهم السفن العسكرية والتجارية ثم نقلوا فيما بعد إلى سفن هذه المنظمات.
وحذر المتحدث من أنه مع الدخول في ذروة عبور المتوسط إلى أوروبا واستمرار المهربين في استخدام سفن غير صالحة للإبحار، فإن أي انخفاض في قدرات البحث والإنقاذ يمكن أن يؤدى لمزيد من الخسائر في الأرواح، وطالب بالسماح لأية سفينة لديها القدرة على مساعدة عمليات الإنقاذ بالقيام بذلك والسماح لها بأن ترسو في أقرب ميناء آمن ومناسب.
وقال المتحدث إن رفض السماح للسفن التي تحمل مهاجرين تم إنقاذهم سيؤخر من رد السفن على نداءات الاستغاثة مع احتمال أن يترك المهاجرون وطالبو اللجوء عالقين في البحر لعدة أيام.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )