بعد عقود من المنع، استطاعت النساء السعوديات الحصول على موافقة رسمية بقيادة السيارات فى شوارع المملكة العربية السعودية بداية من اليوم الأحد، الأمر الذى استقبلته المرأة السعودية ووسائل الإعلام بحفاوة كبيرة منذ الساعات الأولى.
وسط تغطية إعلامية مليئة بالحفاوة والترحيب، بدأت نساء المملكة العربية السعودية منذ الدقائق الأولى من صباح اليوم فى قيادة سياراتهن بشكل رسمى فى شوارع مختلف مناطق المملكة، بحضور كثيف من العائلات التى اصطحبت السيارات لذويهم للبدء فى تجربة القيادة وسط إشراف كامل من المرور السعودى.
قرار ولى العهد محمد بن سلمان بالسماح للمرأة السعودية بالقيادة لم يكن الوحيد الذى يسعى لتعزيز دور المرأة السعودية فى المشاركة المجتمعية والاقتصادية للدولة، حيث أتى ضمن مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.
ومن المتوقع أن ينعكس قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارات بنفسها بشكل إيجابى على مبيعات سوق السيارات فى المملكة، بالإضافة لتوفير ملايين الريالات للعائلات السعودية والتى كانت تخصص لصالح تخصيص سائقين لبناتهن وزوجاتهم لاصطحابهن للجامعة أو لمقار أعمالهن.
وفتح القرار الأخير الباب أمام شركات متعددة تعمل فى مجال السيارات والتأمين لتوظيف المزيد من السيدات لتوفير المعاملات اللازمة للسيدات اللائى يقمن بالقيادة لتلبية احتياجاتهم ومعاملاتهم المالية والحكومية وغيرها.
كما تسبب القرار فى انتعاشة كبيرة بالنسبة لحجم نشاط المدارس المختصة بتعليم قيادة السيارات والتى تشهد تسجيل أعداد ضخمة من النساء فى قوائم الانتظار للحصول على الدورات التدريبة التى تؤهلهن لقيادة السيارة بأمان فى المملكة.
وانتشرت اللافتات التى تخاطب النساء متمنية لهن رحلات قيادة آمنة ومريحة فى ظل الالتزام التام بتعليمات القيادة التى تقرها إدارة المرور بالمملكة.
واستطاعت المرأة السعودية اتمام إجراءات استخراج تصاريح القيادة بعد اجتياز اختبارات متعددة من ضمنها اختبارت المحاكاة الافتراضية التى تساعدهن على تجربة نموذج محاكاه الكترونى يشبه تماما تجربة القيادة الفعلية، فيما استطاعت السيدات الحاصلات فعليا على تصاريح القيادة من دول أخرى فى استبدال تلك التصاريح بتصاريح محلية موثقة.
وشهدت الفترة الأخيرة استعدادات مكثفة سواء على مستوى تحضير الشوار باللافتات التى تدعم اجانب المعنوى الذى يضمن للسيدات تجربة قيادة افضل، بتوجيه تلك الرسائل والدعوات بقيادة آمنة وأيضا تدبير كل ما يتعلق بانضباط عملية قيادة السيارة من قبل السيدات بتوظيف عدد من النساء بعد حصولهن على التدريب اللازم بتعاون مشترك بين شركة من شركات القطاع الخاص والمرور السعودى للعمل كمحققات فى حال تجاوز أى من قائدات السيارات لقواعد المرور المنصوص عليها.
كما استعد المرور لمسألة أماكن الاحتجاز الخاصة بالمخالفات والتى تضمن الحفاظ على قواعد عدم الاختلاط بين الرجال والنساء المتبعة فى المملكة، باتخاذ أماكن احتجاز الأحداث كمقر مؤقت لاحتجاز المخالفات لحين الانتهاء من توفير أماكن احتجاز خاصة بالسيدات، فضلا عن إقامة أقسام شرطة مخصصة للسيدات بما فيها طواقم العمل والضباط.
وبرغم الفرحة العارمة التى اجتاحت جموع النساء والفتيات السعوديات ببدء تنفيذ القرار، خصوصا مع الطبيعة الخاصة لديموجرافيا المملكة التى تعكس ارتفاعا كبيرا فى نسبة الشباب مقارنة بكبار السن، إلا أن هناك بعض الأصوات المحافظة التى لا طالما هيمنت على المشهد فى المملكة تخشى الاختلاط الذى يرفضه المجتمع بين النساء والرجال كجزء من تداعيات القرار الأخير.
المصدر : وكالات