على وقع تزايد هجمات تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا في الأيام الأخيرة، اتهمت وزارة الدفاع الروسية الجيش الأميركي بتوفير الحماية والغطاء للتنظيم الذي طاولته في الساعات الـ24 الماضية ضربات متتالية أدّت إلى تقهقره إلى أطراف البوكمال المتاخمة للحدود السورية – العراقية.
ورداً على تصريحات لوزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس قال فيها إن دعم روسيا وإيران للرئيس بشار الأسد «قاد الشعب السوري إلى كارثة»، شددت وزارة الدفاع الروسية على أنّ «داعش» وُلد بعد الغزو الأميركي للعراق، ويلقى الحماية في المناطق التي يسيطر عليها الأميركيون في سورية.
وقال الناطق باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف: «فوجئنا بالتلاعب اللفظي من وزير الدفاع الأميركي في ما يتعلق بما يجري في سورية»، لافتاً إلى أن توسّع «داعش» على أراضيها «أصبح ممكناً بفضل التقاعس المجرم من واشنطن وما يسمى التحالف الدولي، والذي بفضله سيطر المسلحون على المناطق النفطية الرئيسة في الشرق، التي درّت عليهم موارد مالية دائمة من البيع غير المشروع للنفط».
وقال كوناشينكوف إنّ الغالبية العظمى من الأسلحة والذخائر التي أرسلتها واشنطن «إلى المعارضة السورية، وصلت إلى داعش وجبهة النصرة اللذين تتوافق أهدافهما مع سياسة واشنطن». وأضاف: «ننصح وزير الدفاع الأميركي بدرس خريطة الوضع في هذ البلد. كل بؤر مواجهة إرهابيي داعش في سورية موجود فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة واشنطن».
وفي مقابل التصعيد الروسي ضد أميركا، أكد الرئيس فلاديمير بوتين وجود نتائج ملموسة للتعاون بين بلاده وإيران في ما يخص تسوية الأزمة في سورية. ونقلت «سبوتنيك» على موقعها الإلكتروني عن بوتين قوله خلال لقائه نظيره الإيراني حسن روحاني أمس، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في الصين: «نتعاون بنجاح في حل الأزمة… هناك نتائج ملموسة».
وأشار روحاني إلى أن «التفاعل مع روسيا لضمان الأمن في المنطقة أصبح ملموساً للغاية». وقال إن النتائج «تصبح كل يوم أكثر قوة»، مؤكداً أن «التعاون بين طهران وموسكو في ميدان المعركة ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة المختلفة، أثبت أنه ناجح لدرجة كبيرة».
ميدانياً، تراجع تنظيم «داعش» إلى أطراف مدينة البوكمال شرق سورية بعدما تمكن من السيطرة على أجزاء منها عبر سلسلة هجمات انتحارية على مواقع لقوات النظام السوري الذي استدعى تعزيزات كبيرة لصد الهجمات.
وفي الجنوب السوري، تواصل القتال مع التنظيم على بعد نحو 50 كيلومتراً من منطقة وجود قوات التحالف الدولي في قاعدة التنف، وسط تقارير عن تكثيف قوات النظام السوري استعداداتها لمعركة محتملة في محافظة درعا.
أما في الشمال، فدارت اشتباكات متفاوتة العنف على محاور عدة في ريف حلب الجنوبي بين «هيئة تحرير الشام» والفصائل المقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين له من جهة أخرى.
المصدر: وكالات