اعتبرت صحيفتا “الوطن” و”الخليج” الإماراتيتان، في افتتاحيتهما اليوم الجمعة، أن حل دوامة الأزمات في سوريا يكمن في حل سياسي يكون أساسه توافق القوى الكبرى وخاصة واشنطن وموسكو، التي تدرك أن أولى خطوات أي حل يتمثل بطرد إيران ومليشياتها وأذرعها خاصة “حزب الله” من سوريا .
فمن جانبها، ذكرت صحيفة “الوطن”، تحت عنوان “الحل بتطهير سوريا من الإرهاب” أن الشعب السوري على غرار جميع الشعوب العربية يرفض أي تواجد إيراني، ورغم هول ما أصاب الشعب السوري لكنه أثبت أنه عصي على كل محاولات إيران للاختراق رغم انتهاجها القوة والقصف وضخ مليارات الدولارات لشراء الذمم ومحاولة نشر التشيع في بعض المناطق عبر انتهاج الطائفية واستغلال الأوضاع الصعبة لكن كل هذه الأساليب بقيت عاجزة عن أي تسويق للوجود الإيراني في سوريا خاصة على المستوى الشعبي.
وأضافت الصحيفة أن ما ينطبق على إيران ينطبق على كل جماعة إرهابية في سوريا لأن القضاء على الإرهاب هو الأساس لقيام سوريا الجديدة التي يمكن إنقاذها وتجنيبها التقسيم أو اقتطاع أجزاء من أراضيها، بتجنيبها والمجتمع الدولي برمته المزيد من الأزمات والنكبات التي هو في غنى عنها.
من جهتها، قالت صحيفة “الخليج” الإماراتية إنه في الآونة الأخيرة خرج الخلاف الصامت بين روسيا وإيران حول الوجود الإيراني في سوريا إلى العلن، بعدما أبدت طهران موقفاً متشدداً حيال المطالبات الروسية بضرورة خروج المليشيات الأجنبية كافة التي تقاتل على الأرض السورية من بينها الإيرانية لتسوية الأوضاع في سوريا تمهيداً لعملية سياسية تشارك فيها مختلف الأطراف والتي ترعاها روسيا.
وأضافت الصحيفة – تحت عنوان “الخلاف الروسي الإيراني في سوريا” – أن الموقف الإيراني جاء على لسان مستشار وزير خارجيتها حسين شيخ الإسلام الذي انتقد روسيا بسبب دعوتها لخروج القوات الأجنبية بما فيها المليشيات الإيرانية من سوريا، داعياً موسكو إلى احترام “إرادة وسيادة سوريا” خاصة أن إيران حسب قوله قدّمت الكثير من التضحيات وخسرت من قواتها في سوريا “من أجل أمن إيران” واعتبر الدعوة الروسية بمثابة تهديد لأمنها القومي.
وأشارت الصحيفة إلى أن خروج الخلاف الروسي الإيراني حول القوات الأجنبية من سوريا إلى العلن توضّحه أيضا تصريحات ألكسندر لافرنتيف مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا التي يشير فيها إلى الحاجة الماسة لانسحاب القوات الأجنبية من سوريا وأن المقصود بها القوات الإيرانية ومليشيات “حزب الله” والقوات التركية والأمريكية معاً.
وأضافت الصحيفة أن اشتراطات روسيا بخروج القوات الأجنبية كافة من الأراضي السورية يعززها توجّه موسكو لإعادة رسم الخريطة في المنطقة بما يخدم مصالحها خاصة بعد الخلاف مع الولايات المتحدة الأمريكية حول تواجد الأخيرة في الجنوب السوري ، وهو ما يزعج طهران التي ترى في خطة موسكو إخراجها من المشهد استهدافاً لمصالحها ليس في سوريا فحسب بل وفي المنطقة بأكملها ، وهو ما سيفاقم الصراع بين الجانبين في المستقبل القريب.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ )