استبعدت الصحف اللبنانية الصادرة، اليوم الخميس، أن يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة اللبنانية قبل حلول عيد الفطر المبارك، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري “يتأنى في خطوات تشكيل الحكومة، ولم يضع المسودة الأولية للتشكيل، وأن الاتصالات والمشاورات مع القوى السياسية لا تزال مستمرة وفي بعض الأحيان في بداياتها”.
وكان الحريري قد سبق وأعرب عن تفاؤله أن تبصر الحكومة النور بعيد عيد الفطر، مؤكدا أن مشاورات تشكيل الحكومة تسير على قدم وساق وبوتيرة متسارعة، حرصا على إرساء دعائم الاستقرار في الدولة اللبنانية.
وذكرت صحيفة “النهار” أن الحريري يبدو متأنيا في اتباع الخطوات الرامية إلى تشكيل الحكومة، وإن كان لا يعتزم الإطالة كثيرا في هذه السياسة بعد عطلة عيد الفطر إذا شعر بأن عملية التشكيل مرشحة لأن تتمادى أكثر مما رسم لها من خطوط زمنية محددة.
وأضافت أنه لم تظهر فوق المشهد السياسي معطيات ملموسة جديدة من شأنها أن تساعد في توضيح خريطة الطريق نحو إنجاز المسودة الأولية للتشكيلة الحكومية، خصوصا أن مواقف القوى السياسية والكتل النيابية لا تزال وفق المعطيات الأكيدة كما سبق وطرحتها أمام رئيس الوزراء المكلف في الاستشارات التي أجراها غداة تكليفه، مما يعني أن السقوف التفاوضية لا تزال عالية وأن المشاورات الجارية لم تبلغ بعد مرحلة الانخراط الفعلي في التفاوض على الحصص والحقائب والأسماء.
وأشارت إلى أن عددا من الأوساط المعنية في الكتل النيابية قالت إن الفترة الفاصلة عن عيد الفطر في نهاية الأسبوع المقبل ستشهد “فورة اتصالات” ومشاورات مكثفة يجريها الحريري مع الفرقاء السياسيين، لاستعجال ولادة الحكومة، خاصة وأن جميع الفرقاء أبدوا تفهما لضرورة عامل الاستعجال نظرا لكثافة الاستحقاقات والتحديات التي يواجهها لبنان على الصعيد الخارجي وعلى المستوى الداخلي بما يملي على الجمع تقصير “ترف” المحاججة والمفاوضات والمناورات حول الحصص الوزارية والتصرف بما يفرضه الواقع الضاغط من مختلف الزوايا.
من جانبها، نقلت صحيفة “الأنوار” عن مصادر سياسية إن ميدانيات مسار التشكيل اليومية للحكومة، لم تشهد أي جديد يمكن الرهان عليه للتفاؤل بالحدث المنتظر منذ عودة سعد الحريري إلى بيروت يوم الأحد الماضي “من إجازته العائلية بالرياض”.
وأوضحت أن أمد تشكيل الحكومة قد يطول إلى نهاية هذا الشهر، خاصة وأن رئيس الحكومة المكلف لم يضع حتى الآن المسودة الأولى لشكل حكومته، مشيرة إلى أن التأخير ليس لوجود عراقيل وعقبات في المشاورات فحسب، وإنما هو “متعمد” كون الساحة السياسية في حاجة إلى الهدوء، بحيث تكون المرحلة الفاصلة بين الاستحقاقين النيابي والحكومي كفيلة بتهيئة أرضية صالحة لمعالجة المطالب وتفكيك العقد التي ستبرز مع إطلاق المسودة التشكيلية الأولى.
وأضافت الصحيفة، أن الحريري يدرك أهمية سرعة تشكيل الحكومة، ولكن من دون تسرع خاصة وأن التحديات التي تنتظر الحكومة كثيرة وكبيرة خاصة على الصعيد الدولي، ومن ثم فإن تشييد الحكومة على أرض ملتهبة بالاحتقانات السياسية من شأنه أن يعرقل المسار ويعقده، فتتأخر الولادة الحكومية أكثر مما تؤخرها مساحة “تبريد الأرضية السياسية”.
وأكدت أن الحريري يغتنم هذه المساحة حاليا، لنشر أجواء إيجابية بين القوى السياسية، من خلال اتصالات من خلف الكواليس السياسية، خاصة بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
من ناحيتها، ذهبت صحيفة “اللواء”، إلى أن التأخير في تشكيل الحكومة وتباطؤ حركة الاتصالات، مرجعه الانشغال بملفات أخرى كترسيم الحدود البرية والبحرية مع إسرائيل، ومرسوم التجنيس “منح الجنسية اللبنانية لنحو 400 شخص”، وظهور توجه دولي جديد لإثناء النازحين السوريين من العودة إلى بلادهم وهو ما يشير إلى بوادر أزمة بين لبنان والمفوضية الدائمة للنازحين السوريين.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من كافة تلك القضايا، إلا أن هذا الموضوع “تشكيل الحكومة” يبقى أولوية ويتقدم سواه من الموضوعات.
وذكرت أن المشاورات التي يجريها الحريري تجري حتى الآن في ظل أجواء مشجعة، مع بروز مواقف للأطراف السياسية تؤكد دعمها لرئيس الحكومة المكلف، وأن هذا الأمر بدا من خلال الاتصالات الأولية التي أجراها، مشيرة إلى أن التصور الأولي لشكل الحكومة بات في حوزة الحريري الذي يحرص على عدم عزل أي من المكونات السياسية.
من جهتها، أكدت صحيفة “الجمهورية” نقلا عن مصادر بتيار المستقبل الذي يرأسه سعد الحريري، أن المشاورات لتشكيل الحكومة لاتزال في بداياتها وأنها مستمرة، مشيرة إلى أن المرحلة الحالية هي مرحلة الموازنة بين طموحات الجميع وضرورة تأليف الحكومة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الحريري حسم موضوع حجم الحكومة بتأكيده أنها ستكون ثلاثينية “تضم 30 وزيرا”.
من جهتها، قالت صحيفة “الشرق”، إن التشكيل الحكومي قد يمتد إلى قرب نهاية شهر يونيو الجاري، مؤكدة أن الحريري يسعى إلى إزالة الاحتقان السياسي ونشر الأجواء الإيجابية بين كافة الفرقاء السياسيين، حتى يستطيع أن ينهي التشكيل بصورة سلسة.
وأشارت الصحيفة، إلى حرص الحريري على “التعاطي مع التشكيل الحكومي بهدوء” بما يهيئ الأوضاع ويعالج المطالب ويفكك العقد التي ينتظر ظهورها مع إعلان المسودة الأولية للحكومية المرتقبة.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)