في حياة الشعوب لحظات فارقة، ويشهد اليوم السبت الثاني من يونيو 2018 , واحدة من تلك اللحظات الحاسمة في تاريخ مصر، والتي سيتابعها المصريون والعالم عبر الشاشات، تلك اللحظة التي سيؤدى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لولايته الثانية، أمام نواب الشعب المصري بمقر البرلمان، لحظة يبدأ بعدها الرئيس وشعبه فصلا جديدا في ملحمة العمل لبناء مصر الحديثة التي ينشدها الجميع، ويتوقون إليها.
ومع بداية ولاية جديدة للرئيس يحمل اليوم المزيد من الإنجازات في مختلف القطاعات، فيبدو المستقبل أكثر إشراقا وتفاؤلا، فالكثير من التحديات في طريقها للزوال، والكثير من المشروعات الكبرى أوشكت أن تؤتى ثمارها لتحسين حياة المواطنين في مختلف المجالات، وتعمير وبناء على كافة المستويات في الاقتصاد والطاقة والإسكان والزراعة والحماية الاجتماعية وغيرها.
ولاية ثانية سيواصل خلالها الرئيس النضال في معارك ست كبرى، متسلحا بالإصرار على تحقيق المستحيل من أجل إنقاذ مصر وصنع مستقبل أفضل لكل أبنائها، فهم ذراعها الفتي القوي، والحرص على تحويل الواقع للأفضل والتغلب على المستحيل والإصرار على التغيير لمواكبة الحديث في العالم.
هذه المعارك الست هي مكافحة الإرهاب التي تحتاج لجهود ضخمة على المستويين الحكومي والشعبي، وتعمير سيناء، ومعركة التنمية وهي قضية مجتمعية تتداخل فيها المسئوليات، حيث لا تنمية بدون استثمارات ووعي مجتمعي بخطورة الزيادة السكانية التي تلتهم أي تنمية يمكن أن تتحقق، ومعركة مواجهة الفساد التي لا تقل خطورة عن الإرهاب، وتحجيم قدراته لأقصى درجة لفتح الطريق أمام منابع التنمية، ومعركة المياه والحفاظ على حصة مصر من مياه النيل، ومعركة الأسعار ودعم المواطن وعلاجه وتعليمه.
معارك لا مفر منها ويتحتم على مصر خوضها من أجل الحفاظ على أمنها القومي وحمايته، وهذا يتطلب أكبر وأقصى قدر من التماسك الوطني كي يتحقق النصر، فالتحديات كبيرة وضخمة وتحتاج لمواجهة وصمود كبير وقدرة تحمل واسعة للعبور والخروج من عنق الزجاجة، مع وضع اقتصادي ليس سهلا، وإرهاب معولم تتلقى تنظيماته وجماعاته دعما إقليميا ودوليا، ومعارك أشد وأصعب تتطلب جاهزية الشعب والحكومة وتضافر جهودهما بإصرار وتحمل، معارك مصيرية لابد من حسمها لصالح الوطن، حتى لا يعود مرة أخرى لحافة الفوضى.
لقد شهدت فترة الولاية الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي التي امتدت من عام ٢٠١٤ حتى عام ٢٠١٨، تحولات كبيرة في نظرة العالم لمصر حيث زادت العلاقات مع القوى الدولية المؤيدة لمصر، كما شهدت عودة مصر لأحضان القارة السمراء لينهى الرئيس عقودا من التجاهل للقارة ويعيد جسور التواصل والتعاون المشترك والاستثمار الذي يوحد الجهود بين الدول الأفريقية، حيث حرص الرئيس منذ توليه الرئاسة على القيام بزيارات وجولات لعدد من الدول الإفريقية.
وشهدت مصر كذلك إقامة عدد كبير من المشروعات القومية، وإطلاق برنامج طموح من أجل الإصلاح الاقتصادي والتغلب على مشكلات متراكمة منذ عقود وإطلاق حزمة من الإجراءات الهادفة لتخفيف أعباء برنامج الإصلاح الاقتصادي على المواطنين، وإطلاق برامج رئاسية لتأهيل الشباب المتميز للقيادة، ودعم الرئيس لتمكين الشباب عبر مؤتمرات الشباب والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب وغيرها من الفعاليات التي تقوم بها الدولة، مع توقع دخول مزيد من الشباب في العمل السياسي خلال المرحلة المقبلة خاصة مع انتخابات النقابات المهنية الجارية حاليا وقرب انتخابات المجالس المحلية.
أربع سنوات ودعت فيها مصر عصر الظلام، بإنجازات غير مسبوقة في قطاع الكهرباء، إنتاجا ونقلا وتوزيعا، عشرات الاتفاقات ومذكرات التفاهم والتعاقدات على جميع الأصعدة وفى مختلف المجالات، ومشروعات ضخمة باستثمارات ضخمة لتأمين التغذية الكهربائية المنزلية للمواطنين والأنشطة التجارية والصناعية، وغيرها من المشروعات الاستثمارية تلبية للطلب المتزايد على الطاقة سنويا بمقدار ٧ في المائة.
طفرة كبيرة في كافة المشروعات خاصة مشروعات الطاقة المتجددة فضلا على المشروع النووي المصري الذي يشهد تحركا إيجابيا، وستؤمن المشروعات الجديدة إمدادات التغذية الكهربائية لمدة عشر سنوات قادمة مما يدفع عجلة الاستثمار والنمو الاقتصادي.
المصدر:أ ش أ