مرض الجلد العقدي أو ما يسمى بـ”جدري الأبقار”، هو أحد الأمراض المتوطنة في مصر، وتصاب به الأبقار والأغنام، وينشط خلال تلك الفترة من السنة مع ازدياد انتشار الباعوض “الناموس” الناقل الرئيس للفيروس بين الأبقار وبين الأغنام، حيث شهدت الأيام الماضية، ظهور العديد من بؤر الإصابة به في عدد من المحافظات مما أثار الذعر بين المربيين.
ويتسبب “الجلد العقدي” في بعض الأحوال إلى نفوق سريع لعشرات الأبقار ما تسبب في خسائر مالية فادحة لصغار المربين والفلاحين، خاصة أن رحلة العلاج قد تستمر 15 يوما بتكلفة 400 جنيه في اليوم.
في وقت سابق أعلنت مديرية الطب البيطري في بني سويف، حالة الطوارئ القصوى عقب ظهور مرض “الجلد العقدي” في المواشي والأغنام، بسبب بعوضة، وتسبب في نفوق ماشية في مدرسة الثانوية الزراعية.
وقامت مديرية الطب البيطري بالمحافظة باكتشاف 3 بؤر بها إصابات بالمرض، وعلى الفور جرى العمل على عزل للبؤر المرضية الثلاث، وتم تحصين المواشي بها على مساحة 10 كيلو مترات لكل بؤرة.
وقال الدكتور طارق الوكيل، وكيل مديرية الطب البيطري في محافظة بني سويف، في تصريح له بأنه تم إغلاق أسواق الماشية على مستوى المحافظة كإجراء احترازي ومنع تداول الماشية لحين الانتهاء من التحصينات.
وتم تقديم طلب إحاطة من النائب أحمد مصطفى عبدالواحد، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، للدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة، مطالبا بتوضيح الحقائق الكاملة حول ما تردد عن انتشار مرض الجلد العقدي بين المواشي في محافظة الفيوم.
يقول محمد ورداني، رئيس مجلس إدارة الرابطة المصرية لمنتجي الجاموس لـ”بوابة الأهرام”: مرض الجلد العقدي يصيب الماشية ولكن حتى الآن لم تسجل لدينا أي حالة في محافظة سوهاج، كما أننا نقوم بتطعيم الماشية على نفقاتنا وشراء الأمصال واللقاحات البيطرية من معهد المصل وللقاحات البيطرية واستدعاء الطبيب البيطري بشكل خاص وليس عن طريق الوحدات البيطرية، حيث أننا نعاني من إهمال كبير من تلك الناحية.
وطالب ورداني بضرورة الاهتمام بالماشية، حيث إنها رأس مال الفلاح.
رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة بالبرلمان، أكد تقدمه بطلب إحاطة لوزير الزراعة ورئيس الهيئة العامة الخدمات البيطرية، للوقوف على حالات الإصابة بالجلد العقدي، ومدى توافر الأمصال وخطة الوزارة لتلافي خسائر رؤوس الماشية وكيفية تعويض الفلاحين عنها.
ويضيف تمراز من ضرورة عمل مسح شامل وإجباري أثناء تحصين رؤوس الماشية في كل محافظة على حدة، ومنع تداول الماشية من محافظة إلى أخرى حتى ننتهي من تحصين الماشية على مستوى الجمهورية، مشددًا على ضرورة تشكيل لجان من الطب البيطري ووزارة الزراعة تجوب قرى ومحافظات الجمهورية وزيارات للجمعيات الزراعية كبديل عن الوحدات البيطرية وفقدان دور الطب البيطري بالقرى المصرية.
وطالب تمراز بتعيين أطباء بيطريون لسد العجز القائم والشديد بمديريات الطب البيطري بمحافظات الجمهورية، مؤكدا أهمية الدور الذي يقوم به الطبيب البيطري في رعاية صحة الحيوانات التي تمثل ثروة الفلاح.
من جانبه، يقول الدكتور إبراهيم محروس رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن مرض الجلد العقدي فيروسي ومتواجد خلال أشهر الصيف، خاصة أنه ينتقل عن طريق الناموس في أيام ارتفاع درجات الحرارة الشديد والتي يكثر بها انتشار البرك والمستنقعات وذلك بسبب خسائر اقتصادية للمربين، مضيفًا أن حالات الإصابة الشديدة تكون مصحوبة بالحمى والارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الحيوان المصاب، مع وجود الإفرازات من العينين، والأنف، وتزداد إفرازات اللعاب، يحدث الطفح الجلدي عند أعلى درجة حرارة يصل إليها جسم الحيوان، وغالباً بعد أسبوع تظهر فجأة عقد جلدية عديدة تظهر على جسم الحيوان المصاب، وهذه العقد تبدو مستديرة ومتماسكة على الجلد ويمكن رؤيتها وحسها بسهولة في “العنق، الظهر، الأفخاذ، حول الشرج والأعضاء التناسلية والسطح السفلي للذيل وعلي الضرع والحلمات” وفي الغالب تشمل الجلد فقط، لافتا إلى أن هذا المرض الفيروسي لا يعد من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
ويؤكد محروس، علي قيام الهيئة العامة للخدمات البيطرية ببرنامج لتحصين الماشية من مرض الجلد العقدي، حيث يتم تحصين المواشي كل 9 أشهر، بالإضافة إلى تنظيم المديريات إلى ندوات توعية وإرشادية عن طريق السير بتجمعات والنداء بمكبرات الصوت للحضور، لافتًا إلى رفض المربيين عمليات التحصين، رغم أن التحصين سعره ٨ جنيهات ولكل حيوان سرنجة أتوماتيك خاصة به يتم التخلص منها فور تطعيمه.
وينصح محروس مربي الماشية من صغار الفلاحين إلى الالتزام بمواعيد تطعيم الماشية حتى ولو لم تكن الماشية مصابة للحفاظ على صحتها والجهاز المناعي لأنها تمثل رأس مالهم، مشددًا على ضرورة عزل أي حيوان مصاب حتى لا تنتشر العدوى بين رؤوس الماشية.
ومن جانبه، يشير الدكتور حسن الجوعيني، رئيس الإدارة المركزية للمجازر والصحة العامة في الفترة من 17/5 لـ 25 /5 بدائرة محافظة بني سويف، أنه تم تحرير 23 محضر للجزارين المخالفين، وضبط 84 كيلو جرام من اللحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمي، بينما تم تحرير 20 محضر لإثبات 364 كيلو جرام من اللحوم الصالحة للاستهلاك الآدمي، لافتًا إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية وإعدام رؤوس الماشية والتخلص منها بالطريقة الصحية.
المصدر:وكالات