أكثر من 2500 يوم مروا حتى الآن على حلم اليمنيين فى انتقال سلمي للسلطة وتحقيق أحلامهم كباقى الشعوب العربية التى طالما وضعت كل أحلامها فى سلة الربيع العربى منذ أن اندلعت الحرب بين الحكومة ﺍﻟشرعية ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻋﺒﺪ ﺭﺑﻪ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻫﺎﺩﻱ ﻭجماعة الحوثى المتمردة.
وإلى جانب مطمع السيطرة على السلطة، هناك مطمع لا يقل أهمية يتمثل فى الموقع الاستراتيجى لليمن حيث تطل على مضيق باب المندب الذى يربط البحر الأحمر بخليج عدن حيث مرور غالبية شحنات النفط فى العالم.
والوضع الحالى باليمن يتلخص فى اشتراط الحكومة الحالية لبدء حوار وحل سياسى للأزمة بعد تفعيل قرار مجلس الأمن رقم 2216، الذى يطالب الحوثيين بتسليم كافة الأسلحة الثقيلة وتسليم المناطق الخاضعة لسيطرتهم، كما وضعت حكومة هادي 5 شروط لقبول مشاركة ميليشيات الحوثى فى المفاوضات الأممية وتمثلت فى: توقف الميليشيات الإنقلابية عن كل الجرائم المرتكبة ضد السياسيين والمدنيين فى اليمن، والإفراج عن كل المعتقلين دون استثناء، وقف إطلاق الصواريخ والاعتداءات على المدن وحصارها، والسماح للإغاثة بالوصول الى المواطنين دون اعتراضها، الاستعداد الصريح والواضح للالتزام بالمرجعيات الثلاث وألا تكون المفاوضات إلا على أساس المرجعيات- أو بقرارات مجلس الأمن.
وهو الأمر الذى علق عليه محمد على السدح، مستشار محافظ صنعاء، خلال حديثه لـ”بوابة الأهرام” قائلا إن الحوثيين ميليشيات لن يلتزموا أو يعترفوا بشىء اسمه السياسة أو القانون فهم يتعاملون وكأن الحكم لهم ولسلالتهم حق إلهى وأن باقى الشعب اليمنى مجرد تابعين لهذه السلالة، فهم مؤمنون بالولاية فقط وأن الله اصطفاهم للحكم على اليمنيين، مؤكدا أن الشعب اليمنى لن يستعيد عافيته إلا بالتدخل العسكرى.
واختلف فى الرأى مع السدح، مؤكدا على حتمية الحل السياسي السفير محمد المنيسى مساعد وزير الخارجية الأسبق، مشيرا فى تصريحات خاصة لـ”بوابة الأهرام”إلى أن الحل السياسي هو الوحيد ولكن تنفيذه سيكون صعبا، وإن اللجوء لتنفيذ حل عسكرى للأزمة سيكون مستحيلا.
ولفت المنيسى الى أن الطبيعة الطوبوغرافية لليمن من وجود سلاسل جبال مرتفعة تجعل قدرة أى قوات بحرية على العمل صعبة، وهو الأمر الذى درسه الرئيس عبد الفتاح السيسى من قبل مع عدد من قيادات القوات المسلحة الذين حاربوا فى اليمن فى الستينيات، والذين أكدوا أن أية حرب برية ستكون صعبة أيضًا.
استكمالا لذلك، لفت عامر الصومعى مدير مركز اليمن للدراسات والبحوث بجامعة اليمن، إلى أن الحل للأزمة أن يكون هناك قرار مشترك بين إيران والسعودية بتفاوض كامل وتقاسم للسلطة بين الأقاليم وبرعاية كل من أمريكا وروسيا، لافتا الى أن تركيا أصبحت خارج الملعب السياسى نهائيًا، مؤكدا أن القرار بحل الأزمة لم يعد يمنى بحت، والشعب أصبح مرهقّا من الأزمة وأصبح مستعدًا لأى حل، وإنما يكمن الحل خارج حدود صنعاء.
وفى هذا الصدد، تؤكد مصر دائما على أهمية الحل السياسي للخروج من الأزمة الحالية، مشدداً على التزام مصر بالعمل على استعادة الاستقرار وتحقيق الحل السياسي العادل في اليمن والذي لا يمكن أن يتأسس إلا على مبادئ احترام وحدة الدولة اليمنية وسيادتها، بما يجنب البلاد مخاطر الانزلاق في صراع طويل الأمد ويساهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق، مع التأكيد على ضرورة أن تكون الحلول يمنية خالصة وتنحي منطق الغلبة والاستقواء بالخارج.
وأمام هذه التعقيدات للخروج من الأزمة اليمنية، وصف السفير محمد المنيسى مساعد وزير الخارجية الأسبق، الحرب فى اليمن بالأسوأ والأصعب بالمنطقة، نظرًا لكون الحوثيين جزء من الشعب اليمنى المنتمين للطائفة الزيدية الشيعية والتى تمثل ما بين 15 الى 20% من سكان اليمن.
وبمناقشة موقف الحكومة اليمنية الحالية، أشار محمد على السدح، مستشار محافظ صنعاء، إنها قدمت كافة التنازلات لتنفيذ الحل السياسى، ولكن الحوثيين نقضوا قرابة 95 اتفاقية بينهم وبين الحكومة حتى الآن، وللأسف الحوثيون طرف دينى وليس سياسيا.
وحول الدور المصرى فى الأزمة اليمنية، هناك إجماع على ريادتها فى التدخل سواء بالإصرار على حل الأزمة بشكل سياسي لإعادة لم شمل اليمنيين أو بتدخلها عسكريا لمنع تطور الأوضاع ، حيث أكد السفير محمد المنيسي مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مصر قررت أن تكون مساندتها لليمن فى الأزمة عبر مشاركة بحرية لضبط الحدود البحرية اليمنية ومنع وصول أية مساعدات عسكرية من شأنها توتير الأوضاع ، فيما أكد الصومعى أن موقف مصر كان رائدا منذ البداية.
وفى هذا الإطار، كان رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، قد أكد في تصريحات له فى فبراير 2015، على أن مصر لن تقبل بإغلاق مضيق باب المندب بأي حال من الأحوال، قائلاً إن هناك قوة عسكرية جاهزة للتدخل إذا حاولت الجماعات المتطرفة في اليمن إغلاق المضيق، لأن هذا الإجراء يمس الأمن القومي المصري، ويؤثر بشكل مباشر على قناة السويس، وعلى الأمن الوطني لمصر”.
وفى فبراير 2018، وافق مجلس الأمن على تعيين مارتن غريفيث مبعوثاً أممياً ثالثا خاصاُ إلى اليمن خلفاً لـ إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولكن يبدو أن دوره لم يكن مؤثرا بشكل كبير أو ملموس بالنسبة لليمنيين، حيث أكد السدح نائب محافظ صنعاء، أن اليمنيين لم يعودوا معولين على دور أى من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، لافتًا الى أن المبعوث الأممى الأول الى صنعاء والذى كان يدعى جمال بن عمر هو من أكثر الأشخاص الذين ساعدوا فى دخول الحوثيين الى صنعاء وانقلابهم على السلطة، مضيفًا “المؤامرة أصبحت منكشفة”.
وهو الأمر الذى أكده عامر الصومعى مدير مركز اليمن للدراسات والبحوث بجامعة اليمن، موضحا أن الدور الأممى فى اليمن سلبى وضعيف، فالمبعوثون الأمميون ليسوا ملمين بالداخل اليمنى أو بطبيعته.
وبشأن إعادة إعمار اليمن، أوضح محمد على السدح، ان عملية إعادة الإعمار بدأت بالفعل فى المحافظات اليمنية المحررة مثل عدن وحضر موت، وأصبح حالها أفضل من ذى قبل وأصبحت تتنفس الصعداء، فهناك بداية لإعادة الإعمار وتأهيل المناطق المحررة مرة أخرى، على النقيض ما تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين والتى يعانى الموظفون بها من عدم دفع رواتبهم.
المصدر: وكالات