تلقت ميليشيات الحوثي في اليمن ضربات موجعة خلال الأيام الماضية بعد أن وجه التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ضرباته وغاراته الجوية لاستهداف قيادات الحوثيين (العقل المدبر للميليشيات) مما جعلها تفقد توازنها.
هذه الاستراتيجية – التي اعتمدها التحالف العربي – نجحت في القضاء على العديد من القيادات الحوثية، وكان أبرز هذه القيادات هو صالح الصماد الذي قتل – الاثنين الماضي – خلال غارة الجوية لقوات التحالف العربى على سيارة كان المسئول الحوثي يستقلها فى شارع الخمسين بالحديدة، بعدما أرسلته الميليشيات إلى الساحل الغربي لقيادة المعارك بنفسه.
صالح الصماد كان يترأس ما يسمى بالمجلس السياسى الأعلى الذى شكله الإنقلابيون الحوثيون، كما أنه القائد الأعلى لعناصر ميليشيات الحوثي العسكرية، كما كما جاء في المرتبة 2 في قائمة المطلوبین التي أصدرتھا قیادة التحالف العربي في نوفمبر من العام الماضي ورصد التحالف 20 مليون دولار لمن يدلي عليه، واعتبرت الحكومة اليمنية مقتله ضربة موجعة للحوثيين، وانتصارا للقانون.
وتوجيه التحالف العربي ضرباته لمواقع استراتيجية سهل عليه اصطياد هذه القيادات حيث بدأت مقاتلاته على مدار الأيام الماضية في استهداف الأهداف الحيوية لهذه الميليشيات، حيث قصفت الليلة طائرات التحالف مبنى وزارة الداخلية (الذي يسيطر عليه الانقلابيون) في العاصمة اليمنية صنعاء، وذلك أثناء اجتماع لهم كان مخصصا لتنظيم مراسيم دفن صالح الصماد.
ووفقا لمصادر يمنية فقد أسفرت الغارات على مبنى وزارة الداخلية عن مقتل العديد من القيادات الحوثية، من بينهم نائب وزير داخلية الحكومة الانقلابية، عبدالحيكم الخيواني، المكنى أبو الكرار ومدير مكتبه “المروني”.
ويحمل “الخيواني” الذي ينحدر إلى قبائل وادي خيوان بمدينة صعدة القديمة، رتبة لواء بجانب مجموعة كبيرة من النياشين، كما جاء في المرتبة 36 في قائمة المطلوبین التي أصدرتھا قیادة التحالف العربي ورصدت مبلغ 5 ملايين دولار لمن يدلي عنه.
ويسيطر الرعب والخوف على قيادات الميليشيات، بعد نجاح التحالف في اختراق تحصيناتها الأمنية، والوصول إلى استهداف المطلوب الثاني، صالح الصماد، بمدينة الحديدة، ما أجبرها على الاختفاء وتقييد حركتها للمرة الأولى منذ انقلابها على السلطة الشرعية.
ومراقبون أكدوا أن سقوط القيادات الحوثية رسالة واضحة بأن الحوثيين يعيشون بداية انهيار، عسكري وسياسي، خاصة مع اشتعال جبهات متعددة وأبرزها معركة الساحل التي تقودها قوات المقاومة الوطنية، التي كبدت المليشيات خسائر كبيرة وانهيارات متتالية في صفوفها.
أما على الصعيد الميداني، فقد نجحت قوات الجيش اليمني بدعم من تحالف دعم الشرعية على مدار الأسابيع الماضية في السيطرة وتحرير عدد من المواقع الاستراتيجية في محافظة صعدة المعقل الرئيس لميليشيات الحوثي الانقلابية، وأيضا في محافظات يمنية آخرى.