يستحق لاعب كرة القدم المصري المحترف محمد صلاح بجدارة جائزة (النصر على اليأس)، فقد بات قدوة ونموذجا يحتذى لشباب العالم قبل الشبا المصري.
وتروى قصته كيف انتصر على اليأس وهزمه بعدما رفض رئيس نادى الزمالك السابق ممدوح عباس انضمامه للنادي، فلم يصيبه اليأس وافسح تصميمه أمامه المجال للخروج إلى أوروبا ليكون في سنوات عديدة فارس العرب في الساحرة المستديرة، ووصل إلى أن تم اختياره رسميا عن طريق رابطة الدوري الإنجليزي ضمن تشكيل فريق العام ليصبح أول لاعب مصري ينال هذا الشرف، وتفوق في أداء دوره وبات اسمه يتردد في كل مكان وبين جميع الفئات العمرية.
حقق محمد صلاح هذه النجومية باجتهاده في عمله و جده وإخلاصه، وتسابقت الصحف العالمية والسوشيال ميديا في المنافسة على نقل أخباره وتسابقت العديد من الأندية الكبرى للتعاقد معه، حيث تفوق ونبغ في مجال كرة القدم اللعبة الأشهر عالميا مما جعل العالم أجمع يتحدث عنه وعن البلد الذي أنجبت هذا اللاعب.
طالب صلاح، في كلمته التي ألقاها أثناء حفل توزيع جوائز أفضل لاعب، الشباب المصري خاصة وشباب القارة الإفريقية عامة، بأن يسعوا ويعملوا لتحقيق أعمالهم بالعمل الجاد والاجتهاد مثلما فعل حيث كان يحلم أن يكون لاعب كرة قدم مشهور، حتى وصل إلى العالمية بعد معاناة كبيرة، وقدم للعالم نموذجا ناجحا للشخصية المصرية، بعدما نال الكثير من النقد والتجريح لدرجة كادت تودي به إلى الفشل، مؤكدا أنه لولا صبره وعزيمته ما تكلل مشواره الكروي بالنجاح.
ولد محمد صلاح في قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون في محافظة الغربية في 15 يونيو عام 1992، ولم يساعده الحظ على الالتحاق بجامعة كبيرة، فانضم إلى معهد اللاسلكي بسبب الظروف المالية الصعبة التي عاشها، بالإضافة إلى عشقه لكرة القدم، ولم يقدر على الالتحاق بالثانوية العامة في مدينة بسيون، بسبب رغبته في التواجد بالقاهرة للانضمام إلى نادي المقاولون العرب، وخاض أول مباراة له في الدوري الممتاز في 3 مايو 2010 وكان في الثامنة عشر من عمره أمام نادي المنصورة في لقاء انتهى بالتعادل 1-1، حيث شارك صلاح في هذا اللقاء كبديل، وفي موسم (2011/2010).
أصبح صلاح لاعباً أساسياً بالفريق، وسجل أول أهدافه في عام 2010 في مرمى النادي الأهلي في لقاء انتهى بالتعادل، وكان على وشك الانتقال لنادي الزمالك قبل الانتقال لصفوف نادي بازل السويسري، قبل أن يعرقِل انتقاله رئيس نادي الزمالك السابق معللا رفضه بصغر سنه وقلة خبرته.
اتجه صلاح للاحتراف الخارجي في أوروبا وانضم خلال مسيرته إلى العديد من الأندية الكبرى في أوروبا مثل بازل السويسري وتشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا وروما الإيطالي وناديه الحالي ليفربول الإنجليزي، وحصل على جائزة الاتحاد الإفريقي لأفضل لاعب في إفريقيا لعام 2017، وجائزة أفضل لاعب إفريقي بواسطة (البي بي سي لعام 2017)، وجائزة أفضل لاعب عربي بواسطة (جلوب سوكر لعام 2016)، وجائزة أفضل لاعب في نادي روما موسم 2015/2016، وجائزة أفضل لاعب في دوري السوبر السويسري لعام 2013، وجائزة أفضل لاعب صاعد في إفريقيا لعام 2012، وتم اختياره ضمن فريق العام في إفريقيا في 2016 ، وأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لعام 2017/2018.
صعد محمد صلاح بمنتخب مصر إلى نهائي البطولة الإفريقية ونهائيات كأس العالم بعد غياب 28 عاما، وأصبح اللاعب الأول الذي يحصل على لقب أفضل لاعب في الموسم 3 مرات خلال نفس الموسم وقاد ليفربول إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، ويمتلك ليفربول 447 هدافا عبر تاريخه الممتد لنحو 125 عاما وفي أقل من عام احتل صلاح موقعه ضمن 70 هدافا فيهم، واليوم أصبح صلاح المحترف المصري وسيلة رفع الشعبية لأي نادي أوروبي يلعب فيه، وجعل المصريين يغيرون انتماءاتهم الكروية الأوروبية مع كل موسم.
وأعاد صلاح بوجوده ضمن صفوف الريدرز لليفربول شعبيته العربية التي تراجعت على مدى 10 سنوات، وبتحقيقه الإنجازات الكروية المتتالية صار تميمة ورمزا محبوبا من الجميع، كما أصبح داعما رئيسيا لمصر داخليا وخارجيا فقد أحسنت إدارة نادي ليفربول اختياره ليكون خير سفير لها ولمصر في ذات الوقت.
لم ينس صلاح بلده ولم يتنكر لها، حيث تبرع لجمعية اللاعبين القدامى وفاء لرموز الكرة المصرية، ولإنشاء معهد ديني في محافظة الغربية حيث وضع مبلغ 8 ملايين جنيه لبناء المعهد الأزهري، ولإقامة وحدة حضانات ووحدة تنفس صناعي بقرية نجريج مسقط رأسه، و لإنشاء قسم خاص للحضانات بمستشفى نجريج مسقط رأسه وذلك بعد وفاة عدد كبير من الأطفال، و لإنشاء وحدة للغسيل الكلوي بقريته لعلاج المرضى من أجل تسهيل التكاليف عليهم، وحرص على تحمل تكاليف إنشاء وحدة استقبال لحالات الطوارئ في مستشفى بسيون التابع لمحافظة الغربية، وتبرع لإنشائه غرفة عمليات مجهزة على أكمل وجه في المستشفى بأحدث الأجهزة المستوردة من الخارج.
المصدر : أ ش أ