مثلت لحظة إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات فوز المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في انتخابات الرئاسة المصرية (2018)، لحظة الانتصار على الإرهاب ومؤامرات الداخل والخارج (حسم، ولواء الثورة)، وبها بات الإرهاب الإخواني والداعشي محكوم عليهما بالاندحار ولا مكان لهما في مصر، وكل محاولاتهما ليست إلا محاولة فاشلة لتأخير النهاية المحتومة، انتصرت مصر على مؤامرات لغتها الإرهاب المسلح، وأخرى استهدفت نشر الاكتئاب القومي والتشاؤم والاستسلام .
فرضت اللحظة التاريخية قائدها ليتولى السيسي مسئولية إدارة البلاد السنوات الأربع المقبلة ، مشمولا برهان أن الأيام القادمة هي أيام جني الثمار، وسنوات ستمهد الطريق لصورة مصر لعقود مقبلة، لدولة مصرية على أفضل صورة وأرقى منزلة وأرفع قيمة وأثقل وزنًا وتأثيرًا بين كل دول العالم، وصان المصريون المكتسبات غير متعجلين قطف الثمار، وحافظوا على الأمجاد، وأثروا اليقظة على الكسل والانتقاد ونشر الآراء الهدامة، مقدرين للشهداء ما بذلوه من تضحية وفداء لتحفظ الأموال والأعراض وتصان الكرامة، موقرين العيون الساهرة التي تحرس الوطن .
فوز مثل ضربة قاضية لأعداء الوطن، فجاءت النتيجة “نعم للديمقراطية والأمن والأمان”، وإيمان المصريين بالوطن ودعم قدراته على التحدي أقوى من أي شئ أخر ، فكان قرار الشعب هو التأكيد على أن ثورة 30 يونيو التي كان قائدها ومبادئها أحلامهم مازالت حية نابضة، وللإنصاف لا يمكن لأحد إغفال الإنجازات الهائلة التي تدخل في نطاق النظرة الإستراتيجية وخاصة في البنية التحتية، وإزالة تشوهات العشوائيات واستبدالها بأماكن إنسانية، ودعم الفقراء، وغيرها من الإنجازات، وكذلك لابد من إبداء التقدير للكثير من السياسات الخارجية التي تنتهجها الدولة خاصة ما يتعلق بالأزمات الإقليمية من سوريا وليبيا إلى اليمن .
نسبة المشاركة التي أعلنتها اليوم الهيئة الوطنية -خلال مؤتمرها الصحفي برئاسة المستشار لاشين إبراهيم – جاءت لتحمي الوطن من المؤمرات وتبعث برسالة قوية للخارج مفادها بأن المشاركة في الانتخابات كانت لصالح وطن يحتاج لكل صوت يؤيد وقوفه أمام ما يحاك ضده من مؤامرات ويدفعه نحو التقدم في حلم المصريين بدولة عصرية متقدمة، حيث استشعر المصريون المسئولية في بناء الوطن والصبر على تحدياته، والعمل على إفشال المؤامرات الهادفة إلى إسقاطه وتمزيقه، والعمل على حمايته والدفاع عن كرامته.
رئيس رجحت إنسانياته وإنجازاته كفة الميزان ، ونتيجة عكست توافقًا شعبيًا على مشاريع أكدت مؤشراتها الأولية نجاحًا باهرًا، وعزيمة ترسم الحاضر الذي يستحقه الأجيال الحالية والمستقبلية، وانطلاقة شاملة مظفرة للقوات المسلحة والشرطة المصرية ضد الإرهاب في سيناء ودعوات أن يقي مصر شره وأن ينصرها ويحفظ شعبها من كل سوء، فمصر قوية بجيشها وشرطتها وشعبها الذي يذوب عشقًا من تراب أرضه ونيله ومآذن مساجده وأجراس كنائسه، وحب الوطن ليس كلمات تقال أو شعارات ترفع لتشعل الروح الحماسية بل هو فعل قبل القول ترجمة المصريين على أرض الواقع بالوقوف بجانبه، يدافعون عنه يحفظونه كما حفظهم، يقدرون له توفير الأمن والاستقرار .
مصر هذا الوطن الجميل المتفرد، بلد لا يمكن أن يختلف أحد على أنه من أجمل بلاد العالم، وأكثرها مطمعًا عبر التاريخ، بلد رسخت فيه الأصول الطيبة والتصقت بأهله صفات البشاشة والطيبة والترحيب بالغريب، فهذه هي سمات الشعوب اللصيقة بترابها، والمحبة العاشقة لتراثها وترابها، إنها “مصر” بلد الإيمان بالعقائد والدين الوسطى الحنيف، بلد لم يستطع أي غاز أن يغزو لغته وثقافته وتقاليده، أو أن ينزع عن أهله خواصهم وتميزهم، فلكل إنسان وطنان، وطنه الذي ولد فيه وينتمي إليه، ومصر، كما جاء على لسان المستشرق والفيلسوف الفرنسي رينان.
وأغلب المصريين يقدرون نعمة الوطن حق قدرها، ويرعونها حق رعاية، ففي عنق كل منهم دين يجب عليه قضاؤه، بواجبات يؤديها، وحقوق يلتزم بها، ومن أهمها حق الانتماء لهذا الوطن، وبذل الجهد في خدمته والعمل على القضاء على الأفكار الشاذة والهدامة التي ينشرها أعداؤه في وسائل التكنولوجيا الحديثة، بما يميزها من سرعة انتشار وإخفاء الشخصية، وعلى الشباب أن يعوا جيدا ويحذروا من التهوين من قدر ذاتهم ووطنهم أو تحقيرها، لأن هذا الأمر يجعل صاحبه يقترب خطوات من تعميم التهوين الجزئي إلى التهوين الكلي للوطن، وهو ما يدفع إلى هاوية الاغتراب الاكتئابي بالغ التأثير والذي يسهم في نشوء الاكتئاب القومي.
المصدر : أ ش أ