اكد وزيرا النفط العراقي عبد الكريم لعيبي والبترول المصري شريف اسماعيل أن صادرات النفط والغاز من بلديهما الى الاردن “متوقفة تماما”. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) مساء الجمعة عن الوزير المصري قوله على هامش توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين الاردن والعراق ومصر ان “امدادات الغاز إلى الاردن متوقفة تماما منذ آخر تفجير وقع في 27 يناير الماضي”.
واكد ان “العمل جار على اصلاح الخط لاعادة الضخ بالسرعة القصوى” موضحا ان “حالات عدم التزويد تكون نتيجة قوة طارئة خارجة عن إرادة مصر في توفير احتياجات الأردن بسبب عمليات التفجير المستمرة والمتوالية لخط الغاز” وتابع “نسعى جاهدين لإنهاء عملية إصلاح خط الغاز العربي الا أن هناك صعوبة بالغة في تأمينه بسبب مروره عبر مناطق غير مأهولة بالسكان تمتد لمئات الكيلومترات”.
وتعرض الانبوب الذي يزود الاردن واسرائيل بالغاز المصري الى سلسلة من الهجمات في شبه جزيرة سيناء المصرية، بعد الثورة التي اطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في 2011. وكان الاردن يعتمد على غاز مصر في انتاج 80 بالمئة من الكهرباء التي تحتاج اليها المملكة، قبل ان يتحول الى الوقود الثقيل الذي تقول الحكومة انه يكلفها خسائر تقارب مليون دولار يوميا.
وكانت امدادات الغاز المصرية للاردن تناهز 100 مليون قدم مكعب يوميا لتوليد الكهرباء من جانبه، اكد وزير النفط العراقي ان “استيراد الاردن من نفط العراق متوقف من الجانب الاردني بسبب انتهاء عقد الناقل السابق رغم ان مسار صهاريج النفط مؤمنة من الجانب العراقي لانه يتم التوريد من مصفاة الصينية”.
ويستورد الاردن نحو 10 الى 12 الف برميل من النفط العراقي الخام يوميا وباسعار تفضيلية تقل ب 20 دولارا للبرميل الواحد عن سعر السوق العالمي، تشكل 10 بالمئة من احتياجاته النفطية التي يستورد معظمها من السعودية.
وتقوم مئات الصهاريج العراقية بنقل النفط من مصفاة بيجي (250 كلم شمال بغداد) الى الحدود الاردنية قاطعة مسافة 750 كلم حيث تقوم بتفريغه هناك لتقوم بعدها صهاريج اردنية بنقله الى مصفاة الزرقاء (23 كلم شمال شرق عمان) على بعد 300 كلم.
ووقع العراق والاردن في ابريل الماضي اتفاقية اطار لمد انبوب لنقل النفط الخام العراقي من البصرة (450 كلم جنوب بغداد) اقصى جنوب العراق، الى مرافئ التصدير في ميناء العقبة (325 كلم جنوب عمان)، اقصى جنوب المملكة على ساحل البحر الأحمر.
وتأمل المملكة في ان يؤدي مد هذا الانبوب الى تأمين احتياجاته البالغة 150 الف برميل يوميا. ويأمل العراق الذي يملك ثالث احتياطي من النفط في العالم يقدر بنحو 143 مليار برميل بعد السعودية وايران، في ان يؤدي بناء هذا الانبوب الى زيادة صادراته النفطية وتنويع منافذه.
ويجري تصدير القسم الاكبر من النفط الخام العراقي عبر مصبات الجنوب قرب مرفأ البصرة لكن كمية كبيرة يتم نقلها ايضا عبر انبوب النفط الذي يربط مدينة كركوك بمرفأ جيهان التركي ويامل المسؤولون العراقيون ان يصل الانتاج الى تسعة ملايين برميل في اليوم بحلول 2017، وهو هدف ينم عن تفاؤل كبير، بحسب صندوق النقد الدولي ووكالة الطاقة الدولية.
المصدر : أ ف ب