استعرض عدد من الأكاديميين والباحثين السياسيين الكويتيين، أسباب الخلاف الناشئ فى دول مجلس التعاون الخليجي حيث أرجع الباحثون ذلك إلى المحور المصرى والمواقف التى تبنتها دولة قطر فى احتضان معارضى الدول الثلاث، بالإضافة إلى التوجهات الإعلامية التى تشنها على الدول، مؤكدين ضرورة حل الأزمة والعودة إلى الوحدة الخليجية، وأكدوا أن الوساطة الكويتية قد تنهى الأزمة الخليجية خصوصًا أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يتميز بعلاقات قوية وعميقة مع كل الدول الخليجية والعربية .
وقال الباحث السياسى الدكتور فيصل المناور – فى تصريحات لصحيفة “الوطن” الكويتية نشرتها فى عددها الصادر صباح اليوم “الجمعة”- أن أسباب الخلاف تتمثل فى عدد من المحاور منها المحور المصرى الذى هو أساس الخلاف بين كل من السعودية والإمارات من جانب وقطر من جانب آخر.
وأشار إلى وجود عدة أسباب اقتصادية وسياسية وراء الأزمة تخص كل دولة، حيث إن قطر كانت تسعى لتعزيز مكاسبها الاقتصادية خلال فترة حكم الإخوان المسلمين من خلال الاستحواذ على عقود تنفيذ مشروعات تطوير محور قناة السويس، واعتبرها كثيرون أنها الممول الرئيسى لذلك المشروع الضخم الذى قد يقلب موازين المعادلة الاقتصادية فى منطقة الشرق الأوسط، وبيَّن أن تلك الأمور كانت تدفع كلا من السعودية والإمارات والبحرين الى إجبار قطر على التخلى عن دعم جماعة الإخوان المسلمين، خصوصا بعد ما ضربت مصالح قطر الاقتصادية فى مصر.
وأضاف أن المنطقة ستشهد جهودا دبلوماسية تقودها الكويت وعمان لحل تلك الأزمة، وقد يكون هذا أمرًا جيدًا على المدى القصير، مشيرًا الى أن نجاح تلك الجهود لن يتحقق إلا فى حال اقتناع دول مجلس التعاون الخليجي أن لكل دولة مصالحها الخارجية وسياساتها الخارجية الخاصة.
وتوقع أنه فى حال عدم نجاح الجهود الدبلوماسية، ستشهد المنطقة خارطة جديدة من التحالفات، قد تكون إيران طرفا فيها.
وفى السياق نفسه، قال الدكتور عايد المناع: إن هذه صدمة عنيفة لدول مجلس التعاون الخليجي، أوصلتها لهذا الحد من الغضب، وقد أدت لاتخاذ إجراءات على مقاييسنا فى الخليج تعتبر قاسية – سحب ثلاثة سفراء من ثلاث دول خليجية – معتقدا أن هذه الحالة من الغضب الشديد كانت نتيجة لمواقف قطر من بعض الأمور، منها احتضان معارضين وخصوم لدول المجلس، واستخدام الوسائل الإعلامية بشكل مستفز لبعض الدول، ربما تكون غير موضوعية وغير حيادية لدول هذه المجموعة.
وأضاف أنه فى حال استمرار الأزمة، سيؤدى ذلك لدخول أطراف عدة تؤدى لزيادة الفجوة بهدف إنهيار مجلس التعاون، كما انهارت مجالس مماثلة فى المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الوحدة العربية التى كانت فى السابق حلما لن يتحقق.
المصدر:أ ش أ