اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن تعذر التنبؤ بقرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بشأن التجارة وكوريا الشمالية يفتح الأبواب أمام تنامى نفوذ الصين فى آسيا.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أنه فى ظل الظروف الطبيعية، تثير قرارات ترامب مخاوف حلفاء الولايات المتحدة فى آسيا، ولكن على غير العادة، نجح الرئيس الأمريكى مؤخرا فى زعزعة استقرار المنطقة ليس فقط على جبهة واحدة بل اثنتين، وأضافت أنه بعد ساعات من توقيع ترامب قرارات بفرض تعريفات جمركية صارمة على واردات الصلب والألومنيوم، من حلفاء رئيسيين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، قبل الرئيس الأمريكى دعوة شخصية للقاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، لإجراء مفاوضات حول البرنامج النووى لكوريا الشمالية.
واعتبرت الصحيفة، أن إجراءات ترامب بمثابة صدمة درامية تضخ حالة جديدة من عدم اليقين فى حسابات الولايات المتحدة الاستراتيجية فيما يتعلق بآسيا، حيث تسعى الصين لتحل محل الولايات المتحدة كقوة عظمى، ونقلت عن إيان بريمر رئيس مجموعة أوراسيا لدراسة المخاطر السياسية، قوله إن “تصرفات ترامب بلا شك فرصة كبيرة للصين، إذ باتت الولايات المتحدة فى الوقت الراهن شريكًا أقل ضمانا لفترة من الوقت”.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه بكل المقاييس، كانت قرارات ترامب الارتجالية حول التعريفات الجمركية ومحادثات القمة مع الزعيم الكورى الشمالى، إما عكس نصيحة كبار المسئولين الإداريين والمستشارين أو من دون علمهم، وأفادت بأن سلسلة ترامب من التحركات غير المنتظمة التى لا يمكن وقفها ساعدت على ما يبدو على جعل الصين قوة أكثر استقرارًا فى آسيا، غير أنها حولت الانتباه أيضا عن التصرفات الصينية التى كانت ستثير خلافات أكثر من ذلك.
وأشارت إلى أن أحدث التصريحات الصادرة من واشنطن، وخاصة التعريفات الجمركية، يمكن أن تؤذى الصين، مرجحة أن تكون الحرب التجارية مؤلمة، فبينما يعتزم ترامب عقد اجتماعه مع كيم، تضطر بكين إلى الجلوس على الهامش بانتظار النتيجة، وأعادت إلى الأذهان أن كوريا الشمالية باتت أكثر استياء من الصين منذ تولى كيم منصبه، خاصة بعد أن دعمت بكين العقوبات الاقتصادية ضد بيونج يانج، مما أدى إلى تعقيد جهود الصين للحد من النفوذ الأمريكى فى المنطقة، فى السياق ذاته، قال محللون سياسيون إن محادثات مطولة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، حتى لو لم تسفر عن اتفاق بينهما، من شأنها أن تؤخر بعض القرارات غير مستحبة أو مستساغة بالنسبة للصين.
المصدر: وكالات