رصدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية موقف عدد من حلفاء الولايات المتحدة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وقعه أمس /الخميس/ بفرض تعرفة جمركية على ورادات بلاده من الصلب، واعتبرت الصحيفة قراره إهانة من واشنطن لحلفائها.
وذكرت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة، أن موجة من الحيرة والغضب انتابت عواصم الدول الحليفة للولايات المتحدة، وهي الدول التي كانت تتوقع أنها ستكون في النهاية في صف واشنطن ضد الصين في أي نزاع حول الصلب أو الممارسات التجارية غير العادلة، إلا أنه وبشكل مفاجئ، أصبح الحديث دائرا عن حرب تجارية بين الولايات المتحدة ومن يفترض أنهم أصدقاؤها.
وأضافت أنه حتى أولئك القادة الذين اعتادوا على التقلبات في مسار البيت الأبيض في ظل إدارة ترامب، يرون أن هذا الأمر سيكون مختلفا، فتبعات استهداف ترامب لأولويات أخرى – على رأسها اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي الإيراني – لم تكن لها أثر فوري ملموس، لكن قرار فرض التعريفة الجمركية على الصلب سيترك مواطني الدول الحليفة قريبا دون عمل، وفي حالة تصعيد الحرب التجارية ستشعر جميع الأطراف بضرره، وهو ما يراه مسؤولون من برازيليا وبروكسل وحتى سول.
ففي اليابان الحليف الأمني المهم للولايات المتحدة، نقلت الصحيفة عن أستاذ السياسة التجارية الدولية في جامعة صوفيا في طوكيو تسويوشي كاواس قوله “إن الولايات المتحدة وبشكل مفاجئ تعامل اليابان كهدف لها”، مضيفا أن الجانب الياباني يشعر بالحيرة والارتباك”. حيث ستخضع للتعرفة الجمركية على صادراتها من الصلب إلى الولايات المتحدة.
وفي البرازيل ثاني أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة، قال دييجو بونومو رئيس التجارة الخارجية في اتحاد الصناعات الوطني البرازيلي “لقد فوجئنا باندفاع القرار، وأن الولايات المتحدة عندما تفرض رسوما للإضرار بالصلب البرازيلي فإنها تضر بصادراتها من الفحم ومن المنتجات التي يدخل فيها الصلب.
وقد أعفى ترامب من قراره كندا أكبر مصدر للصلب والألمونيوم إلى بلاده والمكسيك رابع مصدر للصلب لها، شريطة تنفيذهما مطالب البيت الأبيض الخاصة بإعادة النظر في اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا، وترك ترامب الاحتمال مفتوحا أمام الدول التي تربطها بالولايات المتحدة “علاقة في مجال الأمن” للسعي للحصول على الإعفاء من التعرفة الجمركية التي تبلغ 25% على صادرات الصلب.
وأشار ترامب إلى أنه سيكون مرنا للغاية في فرض التعرفة الجمركية حيث سيكون له الحق في إضافة دول إليها وإسقاط دول أخرى. ويعني ذلك بحسب (واشنطن بوست) أن الحلفاء سيكون عليهم الآن السعي لإقناع البيت الأبيض بحججهم للفوز بالاستثناءات.
أما الاتحاد الأوروبي فقد لوح بتدابير مضادة تستهدف 3.5 مليار دولار من التجارة مع الولايات المتحدة، إذ أكدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني خلال مؤتمر في بروكسل “سندافع عن مصالحنا إذا لزم الأمر، والحمائية ليست فكرة جيدة للاقتصاد الأمريكي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المخاطر يكمن في أن يصبح الأطراف عالقين في دائرة من التصعيد، موجهين بذلك ضربة لنظام التجارة الحرة قلب الاقتصاد العالمي الحديث، كما أن ترامب أشار إلى رغبته في أن يكون هدفه القادم مصنعو السيارات الأوروبية.
وأضافت أن الإحباط لدى الحلفاء تضاعف بسبب مبدأ ترامب القائم على “الأمن القومي” والذي عزا إليه ترامب قراره، حيث يرى حلفاء واشنطن أنه لا خطر على الأمن القومي في استيراد الصلب والألمونيوم من أقرب الشركاء العسكريين، وأن أي تحرك يضر بالصناعات في بلادهم سيؤثر سلبا على درجة استعداد منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل عام ويضر بالثقة بين الحلفاء.
كما أشار عدد من حلفاء الولايات المتحدة إلى أنه إذا أضرت التعرفة ببلادهم سيتقدمون بشكوى لمنظمة التجارة العالمية إلا أنه، بحسب بعض المحللين، إذا أصدرت المنظمة قرارا ضد البيت الأبيض واختار ترامب تجاهله فقد يكتب ذلك نهاية المنظمة فعليا.
أما كوريا الجنوبية، ثالث أكبر مصدر للصلب إلى الولايات المتحدة، فقد شرعت في جهود للضغط ضد القرار، حيث يقوم وزير التجارة كيم هيون تشونج برحلته الثانية إلى واشنطن خلال أسبوعين ليلتقي وزير وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس وعددا من المسؤولين والمشرعين ومنهم السناتور الجمهوري أورين هاتش رئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ، كما صرح وزير الخارجية الكوري الجنوبي بأن القرار قد يكون له أثر على العلاقات الكورية الجنوبية الأمريكية.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)