سلطت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية اليوم الأحد الضوء على استمرار موجة العنف في العاصمة الأفغانية “كابول”، وذلك تزامنا مع التزام حركة طالبان الصمت إزاء اقتراح دخولها في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.
واستهلت الصحيفة تقريرا لها في هذا الشأن، بثته على موقعها الإلكتروني، بالقول إن الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني خرج بعد أسابيع قليلة من شن هجمات دموية أودت بحياة 150 شخصا في كابول؛ ليتعهد بالثأر للضحايا في أرض المعركة لحرب لا تزال القوات الأفغانية وقوات الناتو تسعى للسيطرة عليها بعد 16 عاما من القتال.
وأضافت الصحيفة أن العنف استمر حتى أمس الأول الجمعة عندما انفجرت قنبلة زرعت على جانب طريق سريع يؤدي إلى كابول ؛ مما أدى إلى مقتل مدنيين اثنين وإصابة 14 آخرين، فيما لم تعلن أية جماعة مسئوليتها عن هذا الانفجار كما لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من جانب قادة طالبان إزاء المقترح غير المسبوق للرئيس الأفغاني بدخولهم في محادثات سلام وذلك خلال افتتاح مؤتمر دولي بالعاصمة الأفغانية.
وحظي اقتراح عبدالغني، الذي تضمن وقف إطلاق النار والإفراج عن السجناء فضلا عن إصدار جوازات سفر لممثلي طالبان وعائلاتهم ومشاركة طالبان في الانتخابات ومراجعة الدستور الحالي، بترحيب من جانب أعضاء 25 دولة تجمعوا لبحث كيفية تهيئة الظروف من أجل السلام.
أعادت الصحيفة إلى الأذهان كيف باءت آمال إحياء محادثات السلام المتوقفة مع طالبان منذ أشهر بالفشل، وذلك بسبب استمرار مسلحي الحركة في شن حملة عسكرية شرسة في المناطق الريفية؛ حيث يسيطرون حاليا على ما يقرب من نصف أراضي أفغانستان، بينما يستمرون في الوقت ذاته في شن هجمات متكررة داخل العاصمة بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة.
وحتى الآن، ترفض طالبان الدخول في مفاوضات مع كابول وتقول إنها لن تشترك في أي محادثات حتى ترحل جميع القوات الأجنبية من أفغانستان.. فيما قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توسيع دور وحجم تواجد القوات الأمريكية هناك في محاولة لتعزيز قوات الدفاع الأفغانية وإجبار المتمردين على الدخول في تسوية.
وأضافت الصحيفة أن العرض واسع النطاق للرئيس الأفغاني جاء متناقضا بشكل حاد مع تعليقاته الغاضبة نهاية يناير الماضي في أعقاب أعمال العنف المتكررة التي وقعت في كابول وأدت إلى إصابة أكثر من 400 شخص، فقد كانت هذه التعليقات آنذاك تماثل التي أدلى بها ترامب الذي رفض إجراء محادثات سلام مع طالبان.
غير أن عبد الغني أدلى بعد ذلك بتصريحات ترحب بإجراء محادثات مع المتمردين تحت ظروف معينة، ووصل به الأمر يوم الأربعاء الماضي إلى استخدام لغة أكثر احتراما ليتعامل مع طالبان على أنها جماعة سياسية معترف بها.
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (أ ش أ)