يعقد القادة الاوروبيون الخميس قمة استثنائية في بروكسل مخصصة لوسائل مساعدة اوكرانيا ومواجهة “العدوان” الروسي في القرم في ازمة سيجري مجلس الامن الدولي بعد ظهر اليوم مشاورات بشأنها في جلسة رابعة منذ الجمعة الماضي.
وتعقد القمة الاوروبية التي تقررت بشكل عاجل الاثنين، عند الساعة 11,30 (10,30 تغ) بلقاء مع رئيس الوزراء الاوكراني الجديد ارسيني ياتسينيوك.
وقال المجلس الاوروبي ان قادة الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد بمن فيهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيعقدون بعد ذلك اجتماعا “لمناقشة الوضع في اوكرانيا ورد الاتحاد الاوروبي”.
وتقرر الاجتماع الذي يفترض ان ينتهي في اليوم نفسه مع تحول الازمة الاوكرانية الى مواجهة غير مسبوقة منذ انتهاء الحرب الباردة بين موسكو والغربيين.
الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في الاليزيه في 5 مارس 2014
ويسيطر جنود مسلحون لا يحملون اي شارات وطنية لكن قال السكان والصحافيون في المكان انهم ينتمون الى الجيش الروسي، فعليا على شبه جزيرة القرم الناطقة بالروسية جنوب اوكرانيا الجمهورية السوفياتية السابقة.
وتنفي موسكو تورطها هذا وتتحدث عن “مجموعات للدفاع الذاتي” ينظمها السكان الذين يشكل الناطقون بالروسية غالبيتهم ويشعرون بانهم مهددون من قبل السلطات الجديدة الموالية لاوروبا في اوكرانيا.
ودان الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني مساء الاربعاء هذا الوضع، معتبرين انه “غير مقبول”. وقد عبرا عن “قلقهما الكبير من الانتهاكات الواضحة من قبل روسيا لسيادة ووحدة وسلامة اراضي اوكرانيا”.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان “روسيا تروي قصصا خاطئة لتبرير اعمالها غير الشرعية في اوكرانيا”.
وقالت ان “العالم لم يشهد خيالا روسيا مدهشا الى هذا الحد منذ ان كتب دوستويفسكي ان +اثنين زائد اثنين يساوي خمسة هو امر جذاب ايضا+”، وهي جملة وردت في احدى روايات الكاتب الروسي الشهير.
نسوة يتظاهرن في سيمفروبول في 5 مارس 2014 احتجاجا على التواجد الروسي في القرم
واكدت رئاسة الحكومة البريطانية من جهتها الاتفاق بين واشنطن ولندن على ضرورة ان “تواصل الاسرة الدولية العمل بتوافق من اجل خفض التوتر ومنع روسيا من الذهاب ابعد من ذلك”.
واكد مصدر مقرب من هولاند ان “المنطق” في قمة بروكسل “سيكون الخروج من الازمة وليس فرض عقوبات”، موضحا انه “ليس هناك اي قرار متوقع بفرض عقوبات على روسيا”.
واضاف “المشكلة هي تحقيق توازن بين جهود الوساطة والعقوبات”.
وفي الواقع، هناك الكثير من الحساسيات داخل الاتحاد الاوروبي. فقد عبرت ايطاليا والمانيا عن تحفظات كبيرة على مقاطعة الاستعدادات لقمة مجموعة الثماني المقررة في سوتشي في يونيو المقبل.
واجرت المستشارة الالمانية محادثات هاتفية الاربعاء مع بوتين. وقال الكرملين انهما بحثا في “سيناريوهات” يمكن ان تسمح “بتطبيع” الوضع.
وفي باريس، لم تحقق محاولة لعقد اجتماع بين وزيري الخارجية الروسي والاوكراني سيرغي لافروف واندري ديشتشيتسا، اي نجاح مساء الاربعاء.
وبعد ايام من تبادل الانتقادات الحادة، التقى لافروف وزير الخارجية الاميركي جون كيري. وقد اتفقا في نهاية اللقاء على مواصلة الحوار.
وحتى الآن، لم يحاول الاوروبيون صب الزيت على النار. فقد “دانوا بحزم” الاعمال “العدوانية للقوات المسلحة الروسية” في القرم لكنهم اكدوا ضرورة اجراء “حوار بناء” من اجل “مخرج سلمي” للازمة.
وتقول السلطات الاوكرانية ان حوالى 16 الف جندي روسي بينهم خمسة آلاف على الاقل وصلوا في الايام الماضية، يحتلون القرم حيث يطوقون معظم المواقع الاستراتيجية (سفن حربية وثكنات ومبان ادارية).
كما يحتلون جزئيا قاعدتين لاطلاق الصواريخ ما زالتا تحت سيطرة القوات الموالية لكييف.
وفي مؤشر الى تصاعد التوتر، قرر موفد الامم المتحدة الخاص الى القرم روبرت سيري انهاء مهمته في هذه المنطقة بعدما احتجزه لوقت قصير الاربعاء مسلحون في سيمفروبول.
وقال نائب الامين العام للامم المتحدة يان الياسون ان سيري كان “بالقرب من مقر القوات البحرية” في سيمفروبول حين هدده مسلحون.
واوضح الياسون متحدثا عبر الدائرة المغلقة من كييف ان “اشخاصا مجهولين” ومسلحين اعترضوه وامروه بالتوجه الى المطار و”مغادرة القرم”. وحاول سيري استعادة سيارته لكنه فشل واضطر الى العودة لفندقه سيرا.
وفي طريق عودته اجرى اتصالا هاتفيا من مقهى ليروي ما حدث معه.
وفي وقت لاحق قال سيري في اتصال هاتفي اجرته معه محطة التلفزيون الاميركية سي ان ان “امل ان يذكر هذا الحادث الجميع الى اي حد اصبح الوضع خطيرا في القرم. هناك حاجة ملحة لنزع فتيل” التوتر.
وسيجري مجلس الامن الدولي مشاورات جديدة مغلقة بعد ظهر اليوم الخميس حول الازمة الاوكرانية، حسب ما اعلن دبلوماسيون. وستبدأ هذه المشاورات بين الدول ال15 الاعضاء عند الساعة 14,30 (19,30 تغ) في نيويورك.
وسيكون الاجتماع الرابع الذي يعقده مجلس الامن حول هذا الملف منذ الجمعة الماضي.
وعشية القمة الاوروبية الاستثنائية، قدمت المفوضية الاوروبية الاربعاء خطة مساعدة لاوكرانيا تبلغ قيمتها “11 مليار يورو على الاقل” للسنتين المقبلتين.
وفي اطار التوتر في المنطقة، اتصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء بالرئيس اللاتفي اندريس بيرزينس في مبادرة تهدف الى طمأنة هذه الدولة الواقعة على بحر البلطيق القلقة من تبعات الازمة الاوكرانية.
المصدر: وكالات