عرضت صحيفة “الشرق الأوسط” وثيقة روسية حذرت من تراجع النظام عن التسوية السياسية.
وأعدت الوثيقة التي نشرتها الصحيفة اليوم/ الأحد /، كورقة أساسية لـ “منتدى فالداي” المقرب من الكرملين، والذي يعقد في موسكو غدًا، الاثنين، بمشاركة وزير الخارجية سيرجي لافروف.
وبحسب مضمون الوثيقة فإن “بعض النخبة في دمشق تراهن فقط على الانتصار العسكري أكثر من التسوية السياسية، إضافة إلى تحذير روسي من نية أميركا البقاء ونشر وحدات خاصة في مناطق الكرد، ما يعرقل استعادة الوحدة السورية بموجب القرار الدولي 2254”.
وتحدثت مصادر متطابقة عن تجهيز النظام لمعركة في الغوطة الشرقية، وأظهرت تسجيلات مصورة العميد في القوات السورية سهيل الحسن، الملقب بـ “النمر”، متوجهًا مع قواته إلى الغوطة.
وأظهر النظام السوري توجهًا للحل العسكري بعد عملياته الأخيرة في إدلب، ورفضه قبل أيام تشكيل اللجنة الدستورية بإشراف الأمم المتحدة، والتي تعتبر أبرز مخرجات مؤتمر سوتشي، نهاية كانون الثاني الماضي.
الصحيفة نقلت عن مصادر دبلوماسية غربية قولها، إن هناك “فجوة كبيرة بين موقفي دمشق وموسكو إزاء تشكيل اللجنة الدستورية”، موضحةً أن المندوب السورى بشار الجعفري أبلغ مجلس الأمن الأسبوع الماضي رفض أي رعاية دولية للجنة وتمسكه بتشكيلها في دمشق ووفق آليات البرلمان السوري.
بينما نص البيان الختامي في “سوتشي” على تشكيل المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا للجنة وتحديد مرجعياتها وصلاحياتها.
وقالت المصادر إن الجانب الروسي لم يضغط على دمشق لتنفيذ بيان سوتشي، ما يعني صعوبة استئناف مفاوضات جنيف في المستقبل المنظور.
وأشارت إلى أن الفترة الأخيرة شهدت سلسلة من التطورات دفعت الكرملين إلى الاعتقاد أن التسوية السياسية في سوريا أصعب مما يعتقد، وأن إمكان تحقيق اختراق قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في الـ18 من مارس المقبل غير ممكن.
وشملت التطورات بكل من: “الهجوم بطائرات دون طيار على قاعدة حميميم، إطلاق تركيا عملية غضن الزيتون في عفرين، قصف أميركا لمرتزقة روس قرب دير الزور، التصعيد الإيراني- الإسرائيلي في سوريا، وبحث أنقرة وواشنطن عن تسوية في منبج”.
ويضم برنامج المنتدى جلسة عن سوريا، بمشاركة شخصيات بينهم رمزي عز الدين رمزي نائب دي ميستورا، والمستشارة الرئاسية بثينة شعبان، للإجابة عن أسئلة، حول آليات المجتمع الدولي لتسريع الحل السياسية، ودور الدول الفاعلة في الإعمار، إضافة دور اللاعبين الخارجيين في الحفاظ على استقرار سوريا ما بعد الحرب.
وأشارت مقدمة الوثيقة إلى أن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، ثبتت أهمية الدولة باعتبارها المؤسسة الأساسية التي يمكن إصلاحها، ما يعني ضرورة الحفاظ على ازدواجية تقوية الدولة وحل النزاعات، وهما أمران في صلب الأولويات للاعبين الدوليين في المنطقة.
ولفتت تحت عنوان “اللاعبون الإقليميون يحددون الأجندة”، إلى أنه “في الحرب الباردة كانت الكلمة لأميركا والاتحاد السوفييتي، لكن في الوقت الراهن مع أن الدور الأبرز هو لروسيا وأميركا رغم الصعوبات بينهما، لا بد لهما أن تأخذا بالاعتبار الوقائع الجديدة التي خلقت بسبب قوة اللاعبين الإقليميين”.
وتضمنت الوثيقة فقرة عن سوريا بالتحديد، مشيرةً إلى أن “اللاعبين الخارجيين يتوجهون للانتقال من التركيز على البعد العسكري إلى التسوية السياسية، مع ملاحظة أن بعض النخبة في الحكومة السورية لديهم آمال أكبر في الانتصار العسكري أكثر من نتائج حل بموجب المفاوضات”.
المصدر : صحيفة الشرق الأوسط