قالت صحيفة الحياة اللندنية إنه ما أن أكملت القوى السياسية العراقية تحالفاتها بتعثرات كبيرة وسجالات وانشقاقات لم تتوقف، حتى ظهرت خلافات داخل غالبية الكتل السياسية حول تسلسل أسماء المرشحين في اللوائح الانتخابية. وعلى رغم إغلاق مفوضية الانتخابات باب تسجيل أسماء المرشحين الخميس، فأن العديد من القوى لم يقدم بعد لوائحه، ما يشير إلى احتمال التأجيل.
وتطورت خلافات حول مواقع المرشحين في اللائحة «الوطنية» التي تجمع نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي ورئيس البرلمان سليم الجبوري وصالح المطلك، إلى معارك وإطلاق نار بين مرشحي محافظة ديالى مساء الخميس.
وأكدت مصادر أن علاوي استحوذ على رئاسة اللائحة في بغداد على أن يتولى الجبوري رئاستها في ديالى (شرق)، الأمر الذي أدى إلى مواجهات دامية بين المرشحين.
وأشارت المعلومات أيضاً إلى اندلاع خلافات حول مواقع المرشحين داخل تحالف «القرار» الذي يجمع رجل الأعمال خميس الخنجر، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، ما أدى أمس، إلى انشقاق داخل التحالف.
وبثت قناة «أن آر تي» أن النجيفي وهو من الموصل، دعم السياسي الذي يتحدر من الفلوجة أحمد المساري، لرئاسة لائحة التحالف في بغداد، فيما دعم الخنجر الذي ينتمي إلى الأنبار، السياسي طلال الزوبعي المتحدر من ضواحي بغداد لرئاسة اللائحة.
وحتى الساعات الأخيرة من مساء الخميس، لم يكن واضحاً أين سيترشح وزيراً النفط جبار لعيبي والنقل كاظم فنجان اللذان كانا محسوبين على كتلة المواطن بزعامة عمار الحكيم، قبل أن تؤدي خلافات حول تسلسل اسميهما في البصرة، إلى انتقال الأول إلى الترشح في لائحة «النصر» بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، والثاني في لائحة كتلة «الحكمة» بزعامة الحكيم، لكن لوائح متأخرة كشفت عن ترشح لعيبي ضمن كتلة الحكيم، وذهاب فنجان إلى كتلة «دولة القانون» بزعامة نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية.
وعصفت خلافات في الأيام الأخيرة بالتحالف بين الحكيم والعبادي، لأسباب مختلفة من بينها دعم الحكيم وزير الشباب عبد الحسين عبطان للترشح على رأس لائحة بغداد، علماً أنه ينتمي إلى مدينة النجف.
وكانت كتلة «التغيير» الكردية شهدت الخميس انشقاقات كبيرة بمغادرة رئيسة الكتلة في البرلمان سروة عبدالواحد لحزبها والتحاقها بالترشح مع لائحة «النصر» للعبادي، فيما تحدثت أنباء عن تفتت لائحة «الاتحاد الوطني» الكردستاني في كركوك نتيجة خلافات مشابهة.
ولم يحدد قانون الانتخابات العراقي آليات واضحة لترشح الأشخاص في مدنهم، كما أن النظام الانتخابي لا يمنح التسلسل في اللائحة الانتخابية أي امتيازات على مستوى التصويت.
وأعلنت مفوضية الانتخابات أمس، أنها أغلقت الخميس، باب تقديم قوائم المرشحين، لكن مصادر عليمة أكدت أن معظم القوى السياسية لم تقدم لوائحها، وأن الترجيحات تفيد بتأجيل تقديم لوائح المرشحين لأيام مقبلة.