قالت دراسة أمريكية جديدة إن استخدام زيت اللفت (السلجم) في تغذية البدناء أدى إلى تقليل كمية الشحم في كروشهم بنسبة 40% .
وقد تفوق زيت اللفت على زيت الزيتون وزيت بذور عباد الشمس في مزايا التغذية من ناحية قدرته على تقليل الشحم وتحسين الصحة العامة.
ومعروف أن زيت بذور اللفت يحتوي على نسبة 4% فقط من الدهون المشبعة مقارنة بنسبة 14% في زيت الزيتون. الأكثر من ذلك هو أن زيت اللفت يحتوي أيضًا على معدلات أعلى من أحماض دهنية مهمة، هي أوميغا 3 و6 و9، مقارنة بمحتويات الزيوت النباتية الأخرى.
تعمل الدهون غير المشبعة في زيت اللفت على تسهيل تحلل دهون الجسم، وخصوصًا تلك التي تتراكم في البطن. ويحتوي كل 100 غرام من اللفت الطازج، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأميركية، على 50 سعرة حرارية، وعلى 0.7 دهون، و10 غرام كربوهيدرات، و2 غرام ألياف، و3.3 غم من البروتينات.
وقال الباحث بيني م. كريس-أثيرتون، من جامعة بنسلفانيا، في مقابلة مع المجلة المتخصصة “يوريك اليرت” إن الأحماض الدهنية البسيطة غير المشبعة في زيت اللفت تهاجم الخلايا الدهنية في البطن وتحللها. أضاف الباحث أن هذه الأحماض تحسن صحة الإنسان أكثر من أي زيت نباتي آخر.
أجرى أثيرتون وفريق عمله تجاربهم على متطوعين من البدناء الذين يرغبون في تقليل أوزانهم. وعمل الباحثون على تغذية 101 من المتطوعين بمختلف الزيوت النباتية بهدف الكشف عن أفضل هذه الزيوت تأثيرًا على صحة الإنسان.
قسم العلماء المتطوعين في مجموعات عدة ومنحوهم، في إطار التغذية، الـ”سموثيز” مرتين في اليوم. وكانت هذه السموثيز ممزوجة بزيت الكتان في مجموعة، وبزيت الذرة في مجموعة أخرى، وبزيت اللفت، من مختلف الأنواع، في ثلاث مجموعات أخرى.
كانت النتيجة بعد شهر من هذه التغذية هي أن المتطوعين في مجموعات زيت اللفت فقدوا نصف رطل من الشحم مقارنة مع المتطوعين من المجموعات الأخرى. وتركز الشحم المتبدد في هؤلاء المتطوعين في منطقة البطن.
كتب الباحثون من بنسلفانيا في مجلة “أوبيزتي” (البدانة) أنه من المعتاد، في برامج الحمية المختلفة، أن يفقد الجسم الشحم في كل مناطق الجسم الممتدة بين الوركين والفخذين والبطن والعنق، لكن الشحم المفقود في تجربة زيت اللفت تركز في البطن. وقدر الباحث أن الدهون المشبعة في زيت اللفت تهاجم خلايا البطن الشحمية على وجه الخصوص.
وذكر أثيرتون أن التغذية باستعمال زيت اللفت حسنت صحة المتطوعين، وخصوصًا في ما يخص أمراض القلب والدورة الدموية، كما قللت احتمالات الإصابة المبكرة بأمراض المناعة الذاتية مثل داء السكري.
أشار الباحث إلى أن هذه النتائج تماثل نتائج دراسة كندية نشرت قبل فترة، وتقول إن تغذية الأطفال على الحليب الزائد الدسم قللت أوزانهم بعد فترة من الزمن. يعود السبب إلى أن هذه التغذية قللت نهم الأطفال للشوكولاتة والحلويات والمواد الدسمة. وتوصل الباحث إلى استنتاج مفاده أن استعمال زيت اللفت في التغذية أفضل صحيًا من الحمية الشديدة التي تعني الامتناع تمامًا تقريبًا عن تناول الزيوت.
الجدير بالذكر أن معهد أبحاث الأغذية الألماني في بوتسدام ذكر في دراسة سابقة أن زيت اللفت يؤدي إلى خفض مستوى الكوليسترول في الدم، وإلى تحسين عمل وظائف الكبد. كما نصح المعهد بخلط أغذية الاطفال الرضع بزيت اللفت بسبب محتوياته من الفيتامينات السهلة الذوبان في الماء، وبسبب نسبة الدهون الدهنية غير المشبعة في تركيبته.
وسبق لباحثين من جامعة جونز هوبكنز أن أثبتوا فاعلية زيت اللفت في معالجة 89 طفلًا ممن يعانون من العطب الوراثي الذي يؤدي إلى ظهور مرض “أدرينو ليوكو ديستروفي”. وهو أحد الأمراض الوراثية العصبية النادرة، ويصيب الأطفال في سن مبكرة ويؤدي إلى تدهور عصبي تدريجي ينتهي بوفاة الطفل خلال سنوات معدودة.
ويعتقد أن سبب ظهور أعراض المرض هو عطب وراثي يؤدي إلى تكدس سلاسل الأحماض المشبعة بالغة الطول في الجسم، وخاصة في الجهاز العصبي. ويمكن لزيت بذور اللفت أن يلعب دورًا وقائيًا وعلاجيًا ضد المرض. ويعد هذا أول إثبات علمي على جدوى زيت بذور اللفت في معالجة الأمراض العصبية التنكسية.