نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً مطولا ًلها يتناول القلق المتصاعد لدى المسؤولين العسكريين الأمريكيين من تسلل مقاتلين مدربين في “قسد” إلى عفرين لمواجه القوات التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقاتلين تابعين لقوات مدعومة من الولايات المتحدة والذين لعبوا دورا حاسما في المعارك ضد تنظيم داعش، غادروا باتجاه عفرين لمواجه الهجوم التركي ضد الأكراد على طول الحدود مع سوريا.
وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم المتكرر إزاء هجوم أنقرة في الأسابيع الأخيرة ضد الوحدات الكردية في مدينة عفرين شمال غرب سوريا، محذرين من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تشتيت الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لأنهاء الجيوب المتبقية من مقاتلي “تنظيم داعش” بحسب ما أوردته الصحيفة.
ومع بدء بعض المقاتلين من “قسد” بالمغادرة يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يكون التشكيل العسكري الذي شكلته على حافة الانهيار. أما بالنسبة للجيش الأمريكي، فإن ذلك يعني رحيل هؤلاء المقاتلين الذين تلقوا تدريب وأسلحة أمريكية لمحاربة تركيا، الحليف للولايات المتحدة والعضو في “حلف شمال الأطلسي – الناتو”.
وكان “المجلس العسكري السرياني” وهو قوة مسيحية آشورية قاتلت “داعش” في عدة مدن قد أعلن في حسابه على تويتر أنه “قرر إرسال تعزيزات إلى معركة عفرين للدفاع عن شعب عفرين من الغزو والهجمات التركية”.
ومن المعروف أن كلاً من الوحدات الكردية والمجلس العسكري السرياني هم أعضاء في قوات “قسد” التي تسببت في هزيمة “داعش” في الرقة بدعم من الولايات المتحدة، و”قسد” هي خليط من القوات العسكرية التي يسيطر عليه الأكراد وتضم عناصر عربية ومسيحية.
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن مئات المقاتلين الأكراد والأشوريين من شرق سوريا غادروا لمعارضة جهود تركيا الساعية للسيطرة على المنطقة الحدودية مع الأكراد.
وأطلقت تركيا عملية “غصن الزيتون” في 20 كانون الثاني والتي تستهدف ميليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية والتي تتواجد في منطقة حدودية رئيسية حيث لا ترى تركيا فرق كبير بين السوريين الأكراد والأكراد الانفصاليين في تركيا المصنفين كإرهابيين. كما أنها هددت بشكل مستمر بتوجيه حملة عسكرية شرقا إلى مدينة منبج، التي يسيطر عليها الأكراد أيضا، بعد أن ساعدوا على إنهاء تواجد “الدولة إسلامية” هناك.
وقالت (جنيفر كافاريلا) المحللة السياسية في “معهد دراسات الحرب” “إن الأتراك يجرون قوات قسد إلى حرب إقليمية تمنعهم من القيام بفرض الاستقرار واستمرار التركيز على مواجهة عمليات داعش”.
وبحسب الصحيفة ليس لدى واشنطن علاقات مباشرة مع الأكراد في عفرين، وحثت واشنطن تركيا ومعارضيها على ضبط النفس وتخفيف حدة الأعمال القتالية، كما هدد المسؤولون الأمريكيون بوقف دعم “قسد” لقتالهم ضد تركيا.
وأعرب الجنرال (جوزيف فوتيل) قائد القيادة المركزية الأمريكية ومسؤولون آخرون في البنتاغون انهم قلقون من أن يمتد القتال من عفرين إلى منبج قائلاً “أننا لا نستبعد احتمال وقوع المزيد” صرح مسؤول في وزارة الدفاع للصحيفة وأضاف “عندما قلنا إن التوغل التركي في سوريا يمكن أن يتحول إلى مصدر تشتيت، هذا هو شكل التشتيت”.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعداداً صغيرة نسبياً من المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة انسحب من مواجه “داعش للقتال في عفرين، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يخشون من إمكانية زيادة عددهم وتخلي وحدات أكبر عن تشكيل قوات “قسد”.
وبالنسبة لبعض المقاتلين الأكراد في “قسد” فإن المعركة في عفرين تهدد أقاربهم أو زملاءهم المقاتلين الذين يعيشون هناك. ويرى مسؤولون عسكريون أمريكيون، أن الهجوم التركي يشكل عامل إلهاء بالنسبة لهم بعيداً عن الحملة المناهضة لتنظيم “داعش”.
ويقول محللون إن مغادرة المقاتلين لـ “قسد” يكشف عن مدى هشاشة هذه المجموعة، ومدى صعوبة الحفاظ عليها، خصوصا بعد انتهاء معاركها الأساسية ضد التنظيم.
وقال الكولونيل (ريان ديلون) المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” إن الولايات المتحدة ترصد الوضع في عفرين وأثرها المحتمل على الحملة ضد التنظيم وأضاف “لم أر أو أسمع أي تصدع لقوات قسد”.