أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار دعم وتأييد المجتمع الأكاديمي متمثلا في المجلس الأعلى للجامعات ومجلس الجامعات الخاصة والأهلية ومجلس المعاهد والمراكز البحثية والمعاهد العليا وطلاب الجامعات المصرية لما تقوم به قوات إنفاذ القانون من الجيش والشرطة من عمليات ضد الإرهاب .
وثمن عبد الغفار – فى افتتاح المنتدى الأفريقي الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اليوم السبت – جهود القوات المسلحة والشرطة المدنية لدحر الإرهاب في كافة ربوع الوطن لتحقيق الأمن والأمان للوطن .
وقال الوزير “نرحب بالضيوف الكرام على أرض مصر الطيبة لنشهد معا انطلاق فعاليات المنتدى الذي يشرف برعاية كريمة وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وتستضيفه مصر بالتعاون مع البنك التنمية الأفريقي والشركاء”، وأضاف أن هذا المنتدى يأتي في إطار تنفيذ أهداف الخطة المعنية بمجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتعظيم الاستفادة من الموارد وبناء رأس مال بشري وتمكين الشباب الأفارقة المبدعين وصولا إلى اقتصاد المعرفة والنمو الأخضر.
وأشار إلى أنه مما لا شك فيه أن دول قارة أفريقيا تشاركت في الماضي بعلاقات طويلة وتشارك الآن في بناء حاضر ومستقبل أفضل من خلال ابتكار أدوات وحلول لمواجهة التحديات التي تواجه القارة الأفريقية.
وأوضح الوزير أن الكلمة الشهيرة التي ألقاها الزعيم الأفريقي الغاني كوامي نكروما التي أكد فيها أن العلوم والتكنولوجيا يمكنها أن تحول صحراء أفريقيا إلى جنة زراعية قد بينت ثقة الزعماء الأفارقة في العلوم والتكنولوجيا ومدى ما يمكن أن توفره من حلول لمشكلات القارة.
وقال عبد الغفار “لعل أجندة أفريقيا حتى عام 2063 لتحقيق مستقبل أفضل لسكان القارة على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي دليل آخر على الرؤية الأفريقية لأهمية التعليم والتكنولوجيا والابتكار”.. مشيرا إلى أن الوقت قد حان ليتحول الاقتصاد الأفريقي من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد المعرفة المبني على البحوث والعلوم والتكنولوجيا .
ولفت إلى أن شعوب القارة الأفريقية اجتمعت إرادتها في هذه الأجندة المشتركة من خلال 6 محاور محددة وهي الحد من الفقر ومنع انتشار الأمراض بالإضافة إلى التواصل والحفاظ على الفضاء الأفريقي الخارجي، فضلا عن بناء المجتمع وخلق الثروة .
ونوه عبد الغفار بأن ذلك من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي وصولا إلى مستقبل أفضل لسكان القارة الأفريقية، موضحا أن تحقيق هذه الأجندة لابد له من مشاركة كافة الدول الأفريقية بفكر ونسيج موحد لإنجاز هذه الرؤى.
وأكد وزير التعليم العالي أن مصر جزء من هذا النسيج وتسعى جاهدة في مد يدها للمشاركة والعون لكافة الدول الأفريقية لبناء اقتصاد معرفي مبني على العلوم والتكنولوجيا، لا سيما وأن المرحلة الأولى من تنفيذ أجندة 2063 هي أجندة 2024 التي تهدف إلى تحفيز إنشاء ودعم برامج متميزة وخصوصا برامج البحوث والتطوير العالمية والتكنولوجية التي يتم إنشاؤها على المستوى المحلي للدول الأفريقية ومنها تتم الشراكة والتنسيق للمستوى الإقليمي للقارة كلها .
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار إن مصر أولت اهتماما بزيادة الإنفاق على البحث العلمي مع وضع رؤية لمضاعفة الإنفاق في السنوات القليلة القادمة، وأدى ذلك إلى رفع ترتيب مصر عالميا في مجال الأبحاث العلمية المنشورة دوليا، كما تضاعفت معدلات براءات الاختراع والابتكار في المنشآت الاقتصادية في السنوات الأربع الماضية..ولعل وجود أكثر من 55 جامعة حكومية وخاصة وأهلية وما يقرب من 157 معهدا عاليا متخصصا يوفر قاعدة تعليمية عريضة يمكنها أن تسهم مع الجامعات الأفريقية في بناء القدرات الأفريقية في شتى مجالات العلوم .
وأضاف الوزير – خلال كلمته فى افتتاح فعاليات المنتدى الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار – أن مصر وبناء على اتفاقيات ثنائية نجحت في إنشاء فروع لجامعات مصرية في دول أفريقية كالسودان وتشاد، وفي هذا الإطار فإن مصر توفر برامج لمنح دراسية كاملة للطلاب الأفارقة تبلغ ما يقرب من 1074 منحة سنوية للمرحلة الجامعية الأولى ومرحلة الدراسات العليا، كما يوجد ما يقرب من 28 مركزا بحثيا تملك البنية التحتية والمعلومات المتقدمة والقدرات البشرية اللازمة لإجراء البحوث والتطوير في مجالات عديدة يمكن مشاركتها وتطويرها مع الأشقاء الأفارقة لرفع كفاءة البحث العلمي ومخرجاته لخدمة المجتمع .
وأشار إلى أنه يوجد مراكز بحثية في مجال الزراعة والأمن الغذائي قامت بتطوير أبحاث وطرق متقدمة للمحاصيل المعدلة وراثيا لزيادة الإنتاجية المحصولية وإنتاج محاصيل تتكيف مع الظروف المناخية وندرة المياه وملوحة التربة، كما يوجد معهد للمعايرة ينوط به وضع المعايير التي تتماشى مع المعايير العالمية وإجراء البحوث المتقدمة في العلوم الهندسية والتطبيقية، فضلا عن وجود معهد بحوث الإلكترونيات ومعهد بحوث البترول ومركز بحوث وتطوير الفلزات والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وفي مجال مواجهة مشكلات التصحر والتغييرات المناخية وما تنتجه من آثار بالغة على شعوب القارة الأفريقية، توجد في مصر معاهد متخصصة في دراسة وبحوث التصحر يمكنها أن تشارك مع باقي الدول الأفريقية لوضع خطط لمجابهة هذه الآثار ووضع حلول مشتركة للحد من تأثير التصحر ونقص الغذاء .
وأوضح عبد الغفار أن الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء يمكن أن تشارك مع الهيئات المماثلة في أفريقيا، في توطين تكنولوجيا الفضاء بالقارة وخصوصا بعد إقرار سياسة واستراتيجية موحدة للفضاء بأفريقيا وذلك من خلال برامج بحثية مشتركة وبناء قدرات وخدمات فضائية لخدمة المجتمع الأفريقي مثل إدارة ومراقبة الموارد الطبيعية والمشكلات البيئية المشتركة والكشف عن الثروات.
وأضاف عبد الغفار أن التخصصات والمراكز والمعاهد البحثية المتقدمة الموجودة في مصر كثيرة ومتنوعة، ولابد من إنشاء شبكة للتواصل بين كافة هذه المراكز البحثية المتخصصة على صعيد القارة الأفريقية.
وتابع قائلا “إذا كانت تلك بعض الإمكانيات المادية والبشرية التي تضعها مصر في خدمة أهداف التنمية المستدامة وتطوير منظومة التعليم والعلوم والتكنولوجيا الأفريقية انطلاقا من دورها وواجبها في هذا الاتجاه، فإن من دواعي السعادة أن أعلن أمام حضراتكم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يشرفنا بكريم حضوره ورعايته لهذا المنتدى قد كلف مجلس الوزراء المصري ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتبني مبادرة تدعمها الحكومة المصرية لتمكين ودعم شباب الباحثين الأفارقة وفتح أبواب ومراكز التميز العلمي الأفريقية لكل شباب القارة من خلال إجراءات محددة” .
وتتمثل هذه الإجراءات في زيادة عدد المنح الدراسية المقدمة إلى الدول الأفريقية الشقيقة في مرحلة التعليم الجامعي والدراسات العليا، وإتاحة إمكانيات الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية المصرية للدول الأفريقية الشقيقة لبناء القدرات وإجراء أبحاث مشتركة تتوافق مع أجندة أفريقيا للتنمية 2063 وبتمويل من صندوق العلوم والتنمية والتكنولوجيا، ومضاعفة عدد وقيم الجوائز التي تمنحها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية لشباب الباحثين الأفارقة، ودعم البرنامج القائم بين مكتبة الإسكندرية وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لدعم المشروعات المشتركة بين شباب الباحثين الأفارقة بحيث يتم دعم 10 مشروعات مشتركة سنويا تتوافق مع أجندة أفريقيا للتنمية.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور خالد عبد الغفار “إنه طريق طويل يحتاج إلى المزيد من الجهد والتعاون والتكامل بين الدول الأفريقية لتحقيق هذا الحلم المشترك في أن تصبح القارة الأفريقية المليئة بالموارد الطبيعية وذاخرة بالطاقات الشابة قادرة أن تنافس عالميا في مجال العلوم والتكنولوجيا والإبداع والابتكار، وفي هذا الإطار تحرص مصر على أن تقدم تجربتها وخبرتها للمشاركة مع شقيقاتها من الدول الأفريقية لبناء مستقبل أفضل لشعوب القارة قائم على المعرفة والعلوم والتكنولوجيا”.
وفي ختام كلمته فى فعاليات المنتدى الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار .. أضاف عبد الغفار “أتقدم بخالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي لكريم رعايته وحضوره، كما أرحب بكم مرة أخرى في وطنكم الثاني مصر، متمنيا لكم طيب الإقامة على أرضها وللمنتدى كل النجاح في تحقيق أهدافه المنشودة ولقارتنا الحبيبة وشعوبها كل تقدم ورخاء وازدهار”.
وعقب ذلك ..تم عرض فيلم تسجيلي عن دور مصر في مجال العلوم والتكنولوجيا والبنية التحتية للمراكز والمعاهد البحثية ودور هذه المراكز في تقديم الحلول العلمية للصناعة المصرية والاقتصاد القومي.
كما تطرق الفيلم لدعم الرئيس الفتاح السيسي للبحث العلمي وتأكيده على أهمية استخدامه في جميع المجالات وأيضا دعمه للشباب الأفريقي لتحقيق آمال وتطلعات القارة.. وأكد الفيلم على الدعم الذي تقدمه مصر للطلاب الأفارقة الذين يدرسون في مختلف الجامعات المصرية.
المصدر : أ ش أ